دخلت العطاءات التي طرحتها وزارة النفط في مطلع هذا العام حيز التنفيذ بعد أن شهد منتصف هذا الاسبوع توقيع اتفاقيات قسمة الانتاج مع الشركات التي رست عليها العطاءات للمربعات الجديدة للاستثمار بهدف زيادة إنتاج البلاد النفطي والتي تقع في مساحة تصل 40% من مساحة السودان بمشاركة اكثر من ست شركات من جنسيات مختلفة من دول امريكية وأوروبية وآسيوية وافريقية من جملة اكثر من (150) شركة بدأت المنافسة في مطلع هذا العام. وحازت شركات عالمية من البرازيل و استراليا (لأول مرة) وكندا وهونج كونغ وفرنسا ونيجيريا بالإضافة الى شركة سودابت السودانية حق الامتياز والعمل في مربعات (C، 19، 18، 15، 12، 11، 10، 9، 8) بمختلف ولايات السودان . وتشير متابعات (الرأي العام ) الى أن هذه المربعات سيبدأ العمل فيها اعتبارا من هذا الشهر، كما انه لاول مرة تدخل شركات من البرازيل للاستثمار في مجال النفط بالبلاد ولاول مرة تتم اتفاقيات لاستخراج الغاز مع شركات من جنسيات أجنبية. وأكد ممثلو الشركات حرصهم على المضي قدماً في إنفاذ ما تم الاتفاق عليه والاستمرار في شراكة دائمة لمصلحة الطرفين ، ويرى كثير من المراقبين أن العمل في المربعات الجديدة سيكون مهيأ خاصة وان الولايات التي تقع بها المربعات المطروحة ليست بها توترات أمنية ومعظمها بها شواهد واكتشافات أولية الامر الذي سيهل عمل الشركات. ووصف د. شريف التهامي وزير الطاقة السابق الخطوة بالمهمة لجهة زيادة الانتاج في الفترة المقبلة، واشار الى ان الاتفاقيات تمت مع شركات جديدة لاول مرة تدخل البلاد في هذا المجال الى جانب اهمية تغيير الدماء والاستفادة من الخبرات المتنوعة من دول مختلفة. واضاف التهامي في حديثه ل(الرأي العام ) مطلوب من قبل الشركات الجديدة تفعيل عملها ومواصلة الاستكشاف ليلا و نهارا للإسراع في ادخال انتاجية جديدة خاصة وان وزير النفط بشر بانتاجية جديدة متوقعة في الفترة المقبلة لاحداث استقرار في الاقتصاد، وقال ان المرحلة القادمة تتطلب زيادة الانتاجية في الحقول الحالية الى جانب الاسراع في العمل في المربعات الجديدة. وفى السياق قال د. عز الدين ابراهيم وزير الدولة بالمالية السابق إن الفترة المقبلة تتطلب زيادة ايرادات الدولة للخروج من التحديات التي تمر بها الموازنة الحالية، وطالب بضرورة الاسراع في زيادة الانتاج النفطي باعتباره عاملا رئيسيا في الايرادات، وقال ان زيادة انتاجية النفط يعتبر مكسبا حقيقيا للموازنة في الفترة الحالية لتعويض الفاقد الذي حدث في الايرادات، واعرب عن امله ان تكثف وزارة النفط والشركات عملها في الفترة المقبلة لتحقيق اكبر عائد والدخول مرة اخرى للأسواق العالمية. وقال المهندس ازهري عبد القادر مدير الإدارة العامة للاستكشاف النفطي بوزارة النفط إن هذه الاتفاقيات تمثل مكاسب كبيرة لأهل السودان ودعما للاقتصاد الوطني وأشار إلى أن المرحلة الاستكشافية بلغت تكلفتها 500 مليون دولار وان الشركة السودانية سودابت الشريك في المربعات لا تتحمل اي مبالغ في المرحلة الاستكشافية.