زيادة انتاج النفط والاستكشافات النفطية الجديدة بشمال السودان تتصدر اولويات الدولة لتفادي خروج نفط الجنوب من ايرادات الدولة والذي بدا فعليا بعد التسريبات الاعلامية ببدء حكومة الجنوب بتصدير نفطها المنتج فى الجنوب، وتتسارع الخطى لان تكون البدائل لمعالجة خروج نفط الجنوب بادخال مزيد من المربعات والمواقع الانتاجية لدائرة الانتاج النفطي فى الفترة المقبلة، في وقت حذر فيه اقتصاديون من تأثيرات فادحة لهذا الانفصال على الاقتصاد من خلال فقدان نحو (75%) من العائدات النفطية الامر الذي سيؤدي الى تراجع كبير في تدفقات النقد الأجنبي، وتفاقم في عجز الموازنة العامة وخلل فى ميزان المدفوعات، ما لم تكن هنالك معالجات سريعة لسد النقص فى الايرادات النفطية. وحسب متابعات (الرأي العام) فان انتاج الحقول الواقعة فى الشمال اكثر من (115) الف برميل من جملة الانتاج الكلي والبالغ اكثر من (490) الف برميل فى كل الحقول الشمالية والجنوبية حيث يتم انتاج (55) الف برميل في مربعات (2) و (4) التي تقع في مناطق هجليج كما ان انتاج مربع (6) فى الفولة يصل حوالي (60) الف برميل يوميا لتصبح جملة الانتاج (115) الف برميل. وكشف مصدر مطلع بوزارة النفط عن ان هنالك استكشافات جديدة فى المربعات الواقعة فى الشمال خاصة مربع (2) في هجليج ،حيث يجري العمل لانتاج حوالى (20) ألف برميل في اليوم، ويتوقع ان تدخل دائرة الإنتاج بنهاية العام الحالى، وبداية العام المقبل، كما ان العمل يجري فى منطقة الفولة لزيادة الإنتاج الى (75) الف برميل خلال الفترة المقبلة والوصول الى (100) الف برميل بنهاية العام المقبل. وتوقع مستر لى مدير شركة «بترو انرجي» التى تعمل فى هذا المربع ان يقفز انتاج مربع (6) الى (120) الف برميل في اليوم بنهاية العام المقبل، اذا سارت الامور وفقا للخطة المرسومة. واشارت المصادر الى الجهود المبذولة لزيادة الانتاجية فى منطقتي ابوجابرة وشارف، حيث يتوقع أن تدخل منطقة الراوات جنوبكوستي فى العام المقبل ، وهناك شواهد واستكشافات تجارية في مربعات (14) فى منطقة دنقلا حتى الحدود المصرية ومنطقة شمال غرب السودان فى مربع (12) وبمربع (10) بمنطقة القضارف الى جانب انتاج (10) آلاف برميل من مربع (17)، واكدت شركة «استار أويل» انها تضع فى خطتها العام القادم حفر ستة آبار. ويرى خبراء اقتصاد ان خروج نفط الجنوب سيحدث خللا فى الاقتصاد فى بداية الايام الاولي الا انهم اعتبروا خطوة وزارة النفط نحو زيادة الانتاج من خلال التوسع فى عمليات الاستكشاف بالخطوة المهمة وقالوا ان هذة الخطوة تتطلب الاسراع فى العمليات الاستكشافية فى المربعات المستهدفة لتقليل المخاطر التى قد تنجم عن خروج نفط الجنوب،وطالبوا وزارة النفط بضرورة الزام الشركات بالجدية وزيادة حجم العمل. وقال هجو قسم السيد- نائب رئيس البرلمان ورئيس لجنة الطاقة السابق ان خطوة وزارة النفط بزيادة الانتاج من البرامج المهمة فى الفترة المقبلة ، وقلل من تأثيرات الانفصال، الا انه طالب الوزارة بضرورة الاسراع فى زيادة الانتاج قائلا : ( اذا توافرت الامكانيات والبرامج يمكن ان نصل لكميات مقدرة حتى العام 2013 ، وان نسد الفجوة التى ستظهر بعد خروج بترول الجنوب مشيرا الى وجود شواهد نفطية فى المربعات التى تقع فى الشمال). وقال الدكتور شريف التهامي الخبيرالنفطي ووزير الطاقة السابق: ان تقليل الآثار بعد الانفصال يتوقف على زيادة الانتاجية والتوسع فى العمليات الاستكشافية خاصة فى ظل وجود مربعات واعدة، واشار الى ان معظم مناطق السودان بها شواهد بترولية فقط تتطلب زيادة عمليات الاستكشاف لتقليل الفجوة التي ستحدث بعد الانفصال وقال الدكتور بابكر محمد توم نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان ان هنالك بشائر كبيرة لانتاج النفط فى العديد من مربعات الشمال داعيا شركات النفط إلى ضرورة الاسراع فى ادخال هذه المربعات إلى دائرة الانتاج. وعلمت (الرأي العام) ان الفترة المقبلة ستشهد صدور توجيه للشركات العاملة فى مجال الاستكشاف لزيادة الانتاجية بالعمل «24» ساعة لتقليل الفاقد، وادخال مزيد من الانتاج النفطي. وكان المهندس علي أحمد عثمان وزير الدولة بالنفط قد أكد زيادة الإنتاج النفطي وتسريع وتيرة عمليات الاستكشاف بالمربعات المختلفة بشمال البلاد، وقال إن إنتاج الشمال من النفط سيرتفع إلى «195» ألف برميل في اليوم بنهاية العام المقبل، والوصول الى (200) ألف برميل بنهاية عام 2013م وبداية العام 2014 والوصول حسب الخطة الموضوعة الى (325) ألف برميل بنهاية عام 2016 وبداية العام 2017 .