أكد الرئيس عمر البشير، ثقة السودان في الجهود التي يبذلها الفريق عالي المستوى التابع للإتحاد الافريقي برئاسة ثابو امبيكي لإيجاد تسوية سلمية دائمة للمسائل الخلافية بين السودان وجنوب السودان . وأكد البشير لدى مخاطبته قمة مجلس السلم والأمن الافريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، رفض السودان النَّيل من جهود ومصداقية المؤسسات الافريقية، وأكّدَ أن تضمين منطقة هجليج ومناطق أخرى في عمق الحدود السودانية في الخريطة الرسمية التي أصدرتها حكومة الجنوب يشكل مصدراً للقلق العميق من استمرار التوتر واستمرار العدوان والتهديد باستعمال القوة، وتابع: إنه من المؤسف أن حكومة الجنوب تستغل الآن ما ورد في خارطة الطريق وفي قرار مجلس الأمن (2046) حول المناطق المدعاة لتعميق الخلاف مما يشكل تحدياً إضافياً يتوجب على الإتحاد الأفريقي وأجهزته والمجتمع الدولي مواجهته ورأب الصدع ونزع فتيل الأزمة، وقال: (نحن من جانبنا نملك الوثائق والأدلة بأن هذه المناطق تتبع في حقيقتها لجمهورية السودان، ونحن إذ نفعل ذلك فإننا ندلل على حرصنا على علاقات مُتجذِّرة مع أشقائنا في جنوب السودان). ودعا البشير الإتحاد الافريقي للنهوض بما يليه من مسؤولية على أساس متين من الحياد والموضوعية، وقال إن المسؤولية تقع أيضاً على الأممالمتحدة والشركاء الدوليين، وأكد البشير التزام السودان بوقف العدائيات وبما ورد في وثيقتي خارطة الطريق للإتحاد الافريقي وقرار مجلس الأمن من التزامات في المجال الأمني، ولفت إلى أن ما توصل إليه وفدا التفاوض في البلدين يصلح لإرساء نهج إستراتيجي يحكم العملية التفاوضية. ودعا البشير لضرورة الاتفاق وبصورة قاطعة على تنفيذ ما ورد في خارطة الطريق التي قدمها الإتحاد الافريقي وقرار مجلس الأمن ودعت إلى الوقف الفوري لدعم الحركات المسلحة وإيوائها حتى لا تؤثر على الأمن والاستقرار على طول الحدود المشتركة. وقال إنّ إبرام اتفاق ناجز وسريع لتحديد المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين يعد أمراً لا غنى عنه لتعزيز أمن الحدود, وأبان أن المشروعية الدولية قانونياً وسياسياً وأخلاقياً هي التي توجب التمسك بالخريطة التي نال السودان على أساسها استقلاله في الأول من يناير 1956م وهي نفسها الخريطة التي تضمنت الحدود الإدارية بين ولايات شمال وجنوب السودان وهي نفسها التي تم على أساسها تطبيق اتفاقية السلام الشامل بجوانبها المختلفة من إعادة انتشار القوات وانتهاءً بتحديد الدوائر الانتخابية وقيام الاستفتاء الذي أدى إلى انفصال الجنوب، وزاد بأن الخريطة هي نفسها التي قامت على أساسها بعثة الأممالمتحدة في السودان وفي الجنوب وبعثة (يونميد) في دارفور بأداء مهامها وأنشطتها المختلفة، وتابع: (فإذا صلحت هذه الخريطة لأداء كل هذه المهام الجليلة فلماذا ننكرها اليوم وما الهدف من إنكارها). إلى ذلك، أعلن البشير مجدداً قبول السودان بالمبادرة الثلاثية التي تقدم بها الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأممالمتحدة والخاصة بمعالجة الأوضاع الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف الرئيس بأن انخراط السودان في المفاوضات مع دولة الجنوب ينم عن حُسن نية في كل الخطوات، وقال إن الاحتفاء بالمسائل التكتيكية دون النظر إلى المصلحة الإستراتيجية في قيام دولتين قويتين تسهران على مبادئ حسن الجوار ومصالح شعبيهما لن يعين على تحقيق هذه الأهداف الكبرى. وأوضح أن استباق نتائج التفاوض والتقدم بمقترحات تنبئ عن عدم ثقة في عملية التفاوض يتناقض مع مبدأ حسن النية، وأشار للمحاولات التي كانت تُجرى لعرقلة المفاوضات منذ انطلاقتها في مايو الماضي وذلك من خلال طلب اللجوء للتحكيم، وقال البشير: بمثلما امتلكنا العزم وصدق النية لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، فإنّنا نملك اليوم ذات العزيمة والصدق لتجاوز تحديات الجوار وتحديات الحدود المشتركة. من جانبه، جدد سلفا كير رئيس دولة الجنوب، تمسك بلاده بتبعية أبيي وحفرة النحاس وهجليج وغيرها من المناطق المختلف بشأنها، وقال في كلمته إن وفد بلاده المفوض يمتلك الصلاحيات كافة في الوصول لحل شامل بشأن القضايا المتنازع عليها، بجانب مشاكل النفط والحدود. فيما أكد حرص بلاده على التوصل إلى حل بشأن أزمة النفط مع السودان. وكانت قمة مجلس السلم والأمن الافريقي المنعقدة على هامش القمة الافريقية ال (19) انطلقت بأديس أمس، واستمع المشاركون إلى تقرير من الحسن واترا رئيس الدورة الحالية للمجلس، رئيس ساحل العاج، بشأن الأوضاع في (مالي وغينيا بيساو) وتطورات الأوضاع بين دولتي السودان.