اعلن رئيسا جمهورية السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت، قرب توقيع اتفاق بخصوص المناطق العازلة منزوعة السلاح، واقرا بان لا مفر سوي الجوار الطيب والحدود الآمنة بينهما. وبينما اتهم البشير دولة جنوب السودان بالعمل علي عرقلة التفاوض الجاري بين الجانبين،كشف سلفاكير ميارديت عن مباحثات لاجراء استفتاء بمنطقة أبيي بعد عام من توقيع الاتفاق. و استقبل الرئيس البشير بمقر اقامته بفندق شيراتون نظيره الجنوبي سلفاكير،وأكدت مصادر تحدثت ل«الصحافة» ان اللقاء اتسم بالشفافية والوضوح،موضحاً ان اللقاء كان للمكاشفة والمصارحة. وجاء بطلب من سلفاكير واستمر الاجتماع حتى مثول الصحيفة للطبع. واعتبر البشير أمام قمة مجلس الامن والسلم الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا امس ،ان «ما توصل اليه وفدا السودان وجنوب السودان للتفاوض يصلح لارساء نهج استراتيجي يحكم العملية التفاوضية ويتجاوز بها الاطار الضيق من ازالة التوتر الى افق التعاون الايجابي الكامل»،ولفت الى أن «السودان التزم بوقف الاعمال العدائية وبما ورد في وثيقتي خريطة الطريق للاتحاد الافريقي وقرار مجلس الأمن من التزامات في المجال الأمني، فضلا عن التزامه بحسن النية والتفاوض». ودعا البشير الي اتفاق سريع علي تنفيذ ماورد في خارطة طريق الاتحاد الافريقي وقرار مجلس الأمن،والتي دعت الي الوقف الفوري لدعم الحركات المسلحة وايوائها حتي لاتؤثر علي الأمن والاستقرار علي طول الحدود المشتركة بين السودان ودولة الجنوب. واعتبر البشير ، ابرام اتفاق ناجز وسريع لتحديد المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين أمرا لا غني عنه لتعزيز أمن الحدود،حتي يشكل انطلاقة جديدة لتطبيق العلاقات بين البلدين في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية. واكد البشير «ثقة السودان في الجهود التي يبذلها الفريق عالي المستوى التابع للاتحاد الافريقي برئاسة ثامبو أمبيكي في سبيل ايجاد تسوية سلمية دائمة للمسائل الخلافية بين السودان وجنوب السودان، مبينا أن هذه الجهود تؤكد قدرة واحقية القارة الافريقية في مباشرة مشاكلها ونزاعاتها وايجاد التسويات لها». وجدد رئيس الجمهورية قبول السودان بالمبادرة الثلاثية التي تقدم بها الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة والخاصة بمعالجة الأوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق . وقال ان قبول السودان بهذه المبادرة جاء للمساعدة في ايصال الدعم الانساني للمتضررين بالمنطقتين وذلك بسبب لجوء الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق للعنف واستعمال القوة ، مبينا أن قبول المبادرة سبقه نقاش مكثف تمخض عن الاتفاق التام علي تسعة مباديء تحكم العمل الانساني بالمنطقتين، وتضمنت الالتزام الكامل بسيادة السودان علي ارضه وحقه في الحفاظ علي وحدة اراضيه ،وحقه أيضا في انفاذ قوانينه وتطبيقها وفق اتفاقيات جنيف الأربع وبروتكولاتها. واضاف البشير ان انخراط السودان في المفاوضات مع دولة الجنوب ينم عن حسن نية في كل الخطوات ،وقال ان الاحتفاء بالمسائل التكتيكية دون النظر الي المصلحة الاستراتيجية في قيام دولتين قويتين تسهران علي مباديء حسن الجوار ومصالح شعبيهما لن يعين علي تحقيق هذه الأهداف الكبري. واوضح أن استباق نتائج التفاوض والتقدم بمقترحات تنبيء عن عدم ثقة في عملية التفاوض يتناقض مع مبدأ حسن النية ، مشيرا الي المحاولات التي كانت تجري لعرقلة المفاوضات منذ انطلاقتها في 29 مايو 2012 وذلك من خلال طلب اللجوء للتحكيم. واضاف انه من المؤسف أن حكومة الجنوب تستغل الآن ما ورد في خارطة الطريق وفي قرار مجلس الأمن 2046 حول المناطق المدعاة لتعميق الخلاف مما يشكل تحديا اضافيا يتوجب على الاتحاد الأفريقي وأجهزته والمجتمع الدولي مواجهته ورأب الصدع ونزع فتيل الأزمة،وزاد: « نحن من جانبنا نملك الوثائق والأدلة التي يزيد عمرها على عشرات العقود عن مناطق تتبع في حقيقتها لجمهورية السودان، ونحن اذ نفعل ذلك فاننا ندلل على حرصنا على علاقات متجذرة مع جنوب السودان « . وقال البشير: بمثل ما أمتلكنا العزم وصدق النية بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل فاننا نملك اليوم ذات العزيمة والصدق لتجاوز تحديات الجوار وتحديات الحدود المشتركة . من جانبه، قال سلفاكير ان وفد بلاده حريص علي امن الحدود وجاء من اجل تنفيذ الاتفاق الخاص بها، كاشفا عن مباحثات تجري بين الجانبين بخصوص ابيي من اجل التوصل الي اتفاقية تتيح اجراء تقرير مصير لمواطني ابيي، وأكد انه سيكون بعد عام من توقيع كافة الاتفاقات بين الجانبين، وطالب مجلس الامن والاتحاد الافريقي لدعم الاتفاقات ، وتايع من غير دعمها لا يمكننا الاتفاق، وقال ان وفد بلاده المفاوض يعمل علي التوصل الي اتفاق ضخ النفط وانتاجه عبر السودان. واكد سحب جميع قواتهم من منطقتي هجليج وابيي، قبل ان يقول اتفقنا علي وقف اطلاق نار بلا شروط. وقال سلفاكير ان وفده يسعى الى تحويل اي اتفاق مع الخرطوم الي اتفاقية شاملة يتم تطبيقها وفق ضمانات من كل طرف.