تحية طيبة ? قرأت مقالك عن جهاز المغتربين وأتفق معك تماماً على كل ما جاء فيه لأنه يتحدث عن الحقيقة بعينها.. فقد أصبح هذا الجهاز عبئاً ثقيلاً على المغتربين والذين طالما اشتكوا منه وبما يفرضه عليهم من أعباء.. ? في الماضي عندما تزايدت أعداد المغتربين جرى التفكير لإنشاء جهاز يعني بهم لأنهم يمثلون خصوصية فيما يختص بوضعهم والذي يتطلب معادلة متوازنة بين الواجبات والحقوق وكانت مدخراتهم التي يتم تحويلها تشكل جزءاً مهماً من العائدات بالعملات الصعبة والتي تسمى في ميزانية المدفوعات بالعائدات غير المنظورة.. ? كان من الممكن ان يستمر ذلك الوضع بصورة افضل بعد تزايد اعداد المغتربين ليتجاوز المليون وبتحويلات رسمية يمكن ان تتجاوز اثنين مليار دولار.. ولكن الوضع لم يعد كذلك بعد ان اصبح هذا الجهاز بعبعاً يخشاه السودانيون العاملون في الخارج.. فماذا فعل هذا الجهاز؟ ? ظل هذا الجهاز يعقد المؤتمرات وتخصيص موارد ضخمة لهذا الغرض لتناقش كل المسائل التي تهم المغتربين.. وبالرغم من اهتمام المغتربين ومشاركتهم الواسعة عبر ممثليهم في هذه المؤتمرات وطرح رؤاهم واقتراح حلول لمشاكلهم.. إلا أن ذلك لم يتحقق منه شئ وظل جهاز المغتربين يدور في فراغ.. ? وقبل فترة مضت ترأس الأمين العام للجهاز وفداً من العاملين.. إلى أوروبا للترفيه عن المغتربين -تصور! هل يحتاج المغتربون في أوروبا لهذا النوع من الترفيه؟ ? ويحدث هذا رغم قلة الموارد والتي كان من الممكن ان تخصص لما ينفع المغتربين بأفضل مما فعل الأمين العام! إذا قارنا الوضع بدولة مجاورة نجد ان المغترب يكتفي بخمسة أعوام اغتراب ليعود ويجد ان ابواب بلاده مفتوحة له دون عوائق.. واستمراراً لنهجه النظري يعقد الجهاز هذه الأيام مؤتمر «اقتصاديات الهجرة» لعل وعسى وأخيراً وبعد سنوات طويلة من الوعود قامت جامعة المغتربين تلبية لأشواق العاملين في الخارج وتطلعاتهم ان تكون جامعة بمستوى وبتأهيل كامل في البنية والمحتوى وبرسوم والتزامات معقولة على المغتربين.. عثمان سوار الدهب خبير اقتصادي واستاذ جامعي