ربما تكون رواية زوجة الكاتب الروائي الأمريكي ديفيد فوستر والاس (46 عاماً) صحيحة؛ حيث ذكرت للسلطات أنها عادت لشقتهما بكاليفورنيا مساء الجمعة (21) سبتمبر الجاري فوجدت زوجها مشنوقاً ؛ فللرجل تاريخ إكتئاب مرضي حكى عنه مرة واحدة في إحدى المقابلات في العام 1997 وقال إنه لزم ذات مرة سرير المستشفى خوفاً من إلحاق الأذى بنفسه. أول عمل إبداعي كتبه ديفيد والاس كان رواية «مكنسة النظام»(1987) وتلى ذلك مجموعة قصص قصيرة اختار لها عنوان « فتاة بشعر مثير للفضول» (1989). اشتهر ديفيد والاس بروايته المطولة (نكتة لا نهائية) وهي رواية تقع في أكثر من الف صفحة، وقد كتبها في العام 1996 . ثبتت الرواية الكاتب على الفور روائياً مرموقاً وقد وضعت مجلة (تايم) روايته تلك ضمن أفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية في الفترة من عام (1923 إلى 2005). مايكل بيليتش الذي دفع إليه الكاتب بهذه الرواية لتحريرها قبل نشرها وصف رحيل ديفيد فوستر والاس بأنه فقد للادب العالمي كافة.ونشر والاس بعد ذلك مجموعة قصص قصيرة أخرى جاءت بعنوان» مقابلات قصيرة مع رجال بشعين» ونشر آخر مجموعة قصصية له بعنوان «السلوان» عام (2004). كان والاس يعمل أستاذاً للغة الإنجليزية بكلية (بانوما) بكاليفورنيا ويقدم مع ذلك كورساً لنخبة من الطلاب في الكتابة الإبداعية. الكلية نعته وقالت إن فقده في التدريس يضاهي الفراغ الذي تركه في الكتابة الإبداعية. يعتبر والاس كاتباً من كتاب ما بعد الحداثة جاء ذلك في كلمات تيموثي وليامز في كلمة تأبينية نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) عن الكاتب الراحل يوم الاحد المنصرم. أشار كثير من الباحثين إلى أن الميزة الرئيسية لكتابات والاس هي السخرية مع حس الفكاهة وابتدع والاس كلمات واختصارات في اللغة الانجليزية . في نوفمبر عام 2007 طلبت مجلة (أتلانتيك) من الكاتب ضمن آخرين وبمناسبة الذكرى السنوية المائة والخمسين لصدور المجلة أن يكتب ثلاثمائة كلمة عن مستقبل الحلم الامريكي او الفكرة الامريكية فكتب والاس يقول» لعل التعرض لخطر الإرهاب هو جزء من الفكرة أو الحلم الأمريكي. وتساءل والاس إن كانت الاشياء لا زالت تستحق أن يموت المرء من أجلها. وقال والاس منتقداً جوانتانامو وقوانين ادارة بوش التي اصبحت تقيد بعض الحريات والحقوق فقال هل أصبحنا انانيين وخائفين للدرجة التي لم نعد فيها راغبين في إعتبار أن هناك قيماً تفوق السلامة؟وضرب ديفيد والاس مثلاً من الحياة اليومية فيما يتعلق باتصال الاضرار بالمكتسبات فقال: «نحن نقبل حالات الموت في حوادث الطرق التي تصل لأربعين الفاً كل عام ولا مناص فالسيارات مناسبة لحياتنا الحديثة وبعد فقد جديد لأحد إخواننا في الإنسانية. لكن الحياة تمضي».