يستحق إبراهومة كابتن فريق المريخ السابق ومدربه العام الطريقة التي خرج بها مقهورا من المريخ وأكثر، لأنه لم يراهن على إمكانياته وقدراته كمدرب ، وفضل الاحتماء بالعلاقة التي تجمعه برئيس مجلس إدارة النادي جمال الوالي .. ولا أدري لماذا بكى إبراهومة بحرقة في غرفة تبديل الملابس عقب نهاية مباراة الفريق الأخيرة أمام النيل ؟ صحيح أنه تعرض لإساءات وشتائم قبيحة وألفاظ بذيئة ، ولكن ماذا كان يتوقع وهو يقبل أن يكون موجودا في المريخ تحت كل الظروف حتى ولو كان على حساب اسمه وتاريخه وكرامته ، أعيد هنا ما كتبته قبل أيام في هذه المساحة بتاريخ 9 يوليو 2012 تحت عنوان (ليه يا إبراهومة) لنقف معا على الأسباب التي قادت لهذه النهاية المنتظرة.. فقد جاء في العمود وقتها ما يلي : ( لم أفهم الهدف من تصريحات إبراهومة لصحيفة (الرأي العام) والتي تعكس محاولاته المستميتة لتجميل القرار الغريب بإبعاده وهو المدرب العام عن السفر مع الفريق لجنوب أفريقيا .. هل هو الخوف أن يفقد وظيفته؟ وماذا يعني بقوله إن القرار فني ومن حق المدرب ريكاردو أن يفضل عليه مدرب اللياقة ؟ حديث لا يقبله العقل لذا كان من الأفضل لابراهومة بدلا عن الحرج الذي عبرت عنه كلماته أن يرفض ويعتذر عن التعليق ويترك للجميع حق التفسير وفق المعطيات الموجودة أمامهم ولكن أن يؤيد (بعضمة لسانه) عدم اهمية وجوده في عمله الأساسي الذي لا يحتمل تخلفه حتى عن المباريات الودية دعك عن مباراة بأهمية مباراة الإياب بين المريخ وسيركل باماكو المالي هنا الكارثة. كيف يقبل لنفسه أن يكون أحد خيارات الإبعاد ؟ وهل يوجد مدرب عام في عالم المستديرة يقبل لنفسه هذا الوضع المهين ؟ لما يضع ابراهومة نفسه دوما في موقف يجعله (قليلا) عند اصحاب القرار بالدرجة التي تجعل وجود اصغر عضو في البعثة وقد يكون عامل المعدات الرياضية اهم منه ؟ ابراهومة نجم النجوم وقائد الفريق وأحد ابرز اللاعبين وأميزهم في تاريخ المريخ الحديث اللاعب الذي كتب اسمه بأحرف من نور في تاريخ نادٍ كبير وعظيم مثل المريخ هل مسح كل ذلك باستيكة قديمة ؟ وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا اللاعب العظيم والمدرب الشاب للتقليل من شأنه في النادي الذي قدم وضحى من أجله بالكثير فقد سبق أن تعرض لموقف أكثر احراجا من الموقف الحالي وكان وراءه في ذلك الوقت رئيس مجلس إدارة النادي جمال الوالي .. ملخص تلك الواقعة يحكى عن اجتماع لمجلس إدارة نادي المريخ بعد مغادرة المدرب المصري محمد عمر وقرر المجلس في اجتماع (رسمي) ضع تحت هذه الكلمة مليون خط تكليف عضو مجلس الإدارة (وقتها) إبراهومة بالإشراف على تدريب الفريق لحين اختيار مدرب جديد .. وجاء إبراهومة لأول تدريب بعد القرار وهو عضو مجلس إدارة فوجد هجوما منظما من فئة محسوبة على جماهير النادي ظلت تهتف ضده مطالبة بإخراجه من الملعب وعدم إشرافه على تدريب الفريق فكانت المفاجأة في موقف جمال الوالي الذي بدلا من احترمه لقرار المؤسسة (المجلس) والتمسك به واتخاذ إجراءات صارمة حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالشرطة لإخراج الجماهير من الملعب .. فاجأ الرجل الجميع بموافقته على طلبات الجماهير التي أصبحت أوامر في تلك اللحظة وكانت النتيجة خروج إبراهومة مطرودا مقهورا تسبقه دموعه إلى خارج الملعب في أكبر سقطة إدارية تعرفها الملاعب السودانية . ورغم كل ذلك عاد إبراهومة ليعمل مع جمال الوالي وفي فترة قياسية يمكن التعليق عليها بكلمات قليلة (قبل أن يندمل الجرح) وبالتالي ليس جديدا على إبراهومة حالة (التهميش) التي يعيشها مع المريخ وقبوله لأي وضع لا يتناسب مع اسمه وتاريخه ووظيفته الحالية كمدرب عام . ولعل الرؤية قد اتضحت إلى حد كبير وفسرت الأسباب التي تجعله يوافق على الوجود في المريخ تحت كل الظروف .) انتهى .. بدون تعليق.