لم أفهم الهدف من تصريحات إبراهومة لصحيفة (الرأي العام) والتي تعكس محاولاته المستميتة لتجميل القرار الغريب بإبعاده وهو المدرب العام عن السفر مع الفريق لجنوب أفريقيا .. هل هو الخوف أن يفقد وظيفته؟ وماذا يعني بقوله أن القرار فني ومن حق المدرب ريكاردو أن يفضل عليه مدرب اللياقة؟ حديث لايقبله العقل لذا كان من الأفضل لإبراهومة بدلا عن الحرج الذي عبرت عنه كلماته أن يرفض ويعتذر عن التعليق ويترك للجميع حق التفسير وفق المعطيات الموجودة أمامهم ولكن أن يؤيد (بعضمة لسانه) عدم اهمية وجوده في عمله الأساسي الذي لايحتمل تخلفه حتي عن المباريات الودية دعك من مباراة بأهمية مباراة الإياب بين المريخ وسيركل باماكو المالي هنا الكارثة. كيف يقبل لنفسه أن يكون أحد خيارات الإبعاد ؟ وهل يوجد مدرب عام في عالم المستديرة يقبل لنفسه هذا الوضع المهين؟ لما يضع أبراهومة نفسه دوما في موقف يجعله (قليلا) عند اصحاب القرار بالدرجة التي تجعل وجود اصغر عضو في البعثة وقد يكون عامل المعدات الرياضية اهم منه؟ أبراهومة نجم النجوم وقائد الفريق وأحد ابرز اللاعبين وأميزهم في تاريخ المريخ الحديث اللاعب الذي كتب إسمه بأحرف من نور في تاريخ نادي كبير وعظيم مثل المريخ هل مسح كل ذلك بإستيكة قديمة؟ وهذه ليست المرة الأولي التي يتعرض فيها هذا اللاعب العظيم والمدرب الشاب لتقليل من شأنه في النادي الذي قدم وضحي من أجله بالكثير فقد سبق أن تعرض لموقف أكثر إحراجا من الموقف الحالي وكان وراءه في ذلك الوقت رئيس مجلس إدارة النادي جمال الوالي ..ملخص تلك الواقعة يحكي عن إجتماع لمجلس إدارة نادي المريخ بعد مغادرة المدرب المصري محمد عمر وقرر المجلس في إجتماع (رسمي) ضع تحت هذه الكلمة مليون خط تكليف عضو مجلس الإدارة (وقتها) إبراهومة بالإشراف علي تدريب الفريق لحين إختيار مدرب جديد .. وجاء إبراهومة لأول تدريب بعد القرار وهو عضو مجلس إدارة فوجد هجوم منظم من فئة محسوبة علي جماهير النادي ظل تهتف ضده مطالبة بإخراجه من الملعب وعدم إشرافه علي تدريب الفريق فكانت المفاجأة في موقف جمال الوالي الذي بدلا من إحترمه لقرار المؤسسة (المجلس) والتمسك به وإتخاذ إجراءات صارمة حتي لو تطلب الأمر الإستعانة بالشرطة لإخراج الجماهير من الملعب .. فاجأ الرجل الجميع بموافقته علي طلبات الجماهير التي أصبحت أوامر في تلك اللحظة وكانت النتيجة خروج إبراهومة مطرودا مقهور تسبقه دموعه إلي خارج الملعب في أكبر سقطة إدارية تعرفها الملاعب السودانية . ورغم كل ذلك عاد إبراهومة ليعمل مع جمال الوالي وفي فترة قياسية يمكن التعليق عليها بكلمات قليلة (قبل أن يندمل الجرح) وبالتالي ليس جديدا علي إبراهومة حالة (التهميش) التي يعيشها مع المريخ وقبوله لأي وضع لايتناسب مع إسمه وتاريخه ووظيفته الحالية كمدرب عام . ولعل الرؤية قد إتضحت إلي حد كبير وفسرت الأسباب التي تجعله يوافق علي التواجد في المريخ تحت كل الظروف . hassan faroog [[email protected]]