تطورت وقفة احتجاجية لأصحاب المركبات العامة بمدينة نيالا في جنوب دارفور أمس، احتجاجاً على الزيادة التي طرأت على الوقود إلى أعمال شغب بعد تدخل بعض الطلاب بالهتافات واستخدام الحجارة وتحطيم السيارات وحرق اطاراتها على جنبات الطرق، وحرق مراكز بسط الأمن ومحاولة الدخول إلى الأسواق مما أدى لتدخل القوات النظامية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وأعيرة نارية خلفت (6) قتلى و(3) جرحى من المواطنين و(20) جريحاً من القوات النظامية. وكان أصحاب المركبات شكوا المعاناة التي يعيشونها في نيل حصة الوقود من الطلمبات، وطالبوا بزيادة تعرفة المواصلات من (80) قرشاً إلى (1) جنيه، لكن المحتجين انتشروا في أحياء المدينة وتوجه بعضهم إلى أمانة الحكومة وإذاعة نيالا وحرقوا مكتب التعليم بمحلية نيالا شمال. وقال حماد إسماعيل والي جنوب دارفور في مؤتمر صحفي أمس، إن الأحداث وقعت في أعقاب وقفة لأصحاب المركبات مطالبين معتمد نيالا بزيادة تعرفة المواصلات، ووصف ما حدث بأنه محاولة تخريبية مهما كانت مبرراتها وأنها عمل مرفوض، وأكد تعامل حكومته بحسم من خلال تدخل الأجهزة الأمنية لحماية المواطن وممتلكاته، وأشار حماد إلى أنه مع التظاهرات السلمية لتوصيل الرأي الآخر، وكشف أنّ جذور المشكلة التي تعاني منها ولايات دارفور وخاصة جنوب دارفور هي قضية الترحيل، واعتبر زيادة سعر جالون الوقود إلى (18.5) جنيهاً من الأسباب التي دفعت اصحاب المركبات لتقديم مذكرة إلى معتمد نيالا لزيادة التعرفة، ووصف الأمر بأنه عمل مدروس بين حركات دارفور غير الموقعة على السلام وبعض المعارضين، بهدف زعزعة الأمن، وقال إن حركات دارفور حاولت إنفاذ الكثير من مخططاتها ولكن القوات المسلحة تصدت لها في كثير من المواقع، وأكد حماد أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع المتظاهرين بكل مسؤولية ووفق القانون دون تهاونٍ مع كل من يريد أن يحدث شغباً. ووجّه حماد بإغلاق مدارس نيالا إلى حين إشعار آخر، وتوزيع المركبات لتوزيع الوقود عبر الطلمبات الموجودة بالمدينة، ونوه إلى خلل شاب الفترة الماضية في توزيع الوقود، وأكد أنه ستتم معالجة الموقف عبر المالية والنفط. من جانبه، أكد اللواء طه جلال الدين مدير شرطة الولاية، تعامل الشرطة بالقانون وتصديها لكل المتفلتين باستخدام الحكمة رغم أن التظاهرات كانت عنيفة من المتفلتين والشماسة، وقال إنه تم إلقاء القبض على عدد من المتفلتين حاولوا كسر الدكاكين بالسوق، ووصف الأمر بأنه تجاوز لحق التعبير عن الرأي العام، وقال: نحن مع الاحتجاجات السلمية، وأكد أن الشرطة ستتعامل مع كل الذين يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار بالولاية.