احتجاز توأم (رهينة).. يبقى إلى حين السداد شكراً لكل الذين خفقت فيهم الإنسانية وانتاشهم وخز الضمير وهم يقرأون مأساة الأب الذي احتفظ أحد المستشفيات الخاصة بفلذتي كبده كرهينتين الى حين السداد، شكراً لكل الذين هاتفوني مستفسرين يساورهم القلق ويسكنهم الخوف على ما آل إليه حالنا، والمستشفيات تتحول إلى مطاعم وفنادق خمس نجوم يديرها سماسرة ويتحكم فيها بعض من لا ينظرون إلى الحياة إلاّ بمقدار ربحهم العاجل من مال الدنيا الزائل.نحن نعلم اننا لا نخاطب ملائكة معصومين عن الخطأ، ولسنا في مقام من يطلبون تقديم الخدمة بلا مقابل، ولكننا نتحدّث عن المقابل الموضوعي الذي لا يقسو على الناس للحد الذي يجبرهم على وضع فلذات أكبادهم (تحت الإقامة الجبرية) ويخاطبهم على طريقة سجن الشيكات (يبقى لحين السداد)!!هل تعلمون السادة القراء والإخوة في الجهات المسؤولة عن أداء المستشفيات الخاصة أن (بند البامبرز) في الفواتير التي احتجز فيها التوأم إلى حين السداد فاق ال (مليون جنيه)، وهل تصدقون أنّ المستشفى الجشع وضع تذكرة دخول على الوالد لزيارة فلذتي كبده في الحضانة عبارة عن (رسوم الكمامة وحذاء النايلون المعقم الذي يرتديه قبل دخوله لإلقاء نظرة على توأمه ذي الأشهر السبعة دون مراعاة لقلقه الذي يدفعه لرؤية ابنيه كلما خفق قلبه أو هفت نفسه إلى مزيد من الاطمئنان.الاتصالات التي وردت تؤكد أن في السودان جهات ترصد وتراقب ولكنا نتطلع إلى (حساب عسير) لكل من تسوّل له نفسه التلاعب بشرف مهنة الطب والمتاجرة بآلام الناس وأوجاعهم، كما أننا نطالب الدولة بتحديد معايير صارمة للمستشفيات التي تمارس الاستثمار في (الحليب) و(البامبرز) وحتى (القفاز) الذي يمارسون به مهامهم تجاه المرضى.شكراً للمجلس الطبي الذي هاتف مستشاره القانوني أستاذنا موسى يعقوب العضو كذلك مستفسراً عن هاتفي وهاتف والد التوأم واسم المستشفى بهدف التحقيق في الأمر، وشكراً كذلك للدكتور مامون حمّيدة وزير الصحة بولاية الخرطوم وأركان حربه في الوزارة، فقد هاتفني مدير الإعلام النشط الدكتور المعز حسن بخيت أن الوزارة فتحت تحقيقاً في الأمر، شكراً كذلك للدكتور صلاح الحاج مدير إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة بوزارة الصحة، فقد اهتم الرجل بالأمر رغم أن ظروفاً قاهرة حالت دون أن ألتقيه، والشكر أيضاً للأستاذة الفاضلة أميرة الفاضل وزيرة الضمان الاجتماعي فقد اهتمت بالأمر أيّما اهتمام وكلنا في انتظار ما ستفعله كل هذه الجهات.كثيرون هاتفوني مستنكرين عدم نشرنا لاسم المستشفى بعد، نقول لهم إن هذه الخطوة قادمة ولكن بعد أن تستكمل هذه الجهات معلوماتها، كما أنني والله من أشد الناس حرصاً على عدم التشهير بالمستشفيات لقناعتي في ضرورة عدم هز قناعة الناس في المستشفيات والطب.. ولكن على أي حال فإننا سنفعل فور اكتمال معلومات سنطرحها على الرأي العام قريباً وفي تحقيق صحفي متكامل.