فتشت في كل الأرصفة عن صلاح إدريس فلم أجده ، اختفى فجأة، رغم أنه ظل من مدمني الجلوس على أرصفة المشهد ، ينتظر الإخفاق ليصطاد ويبني الأمجاد ، ولكن (الصياد) إختفى ، أين ذهب ؟ أين ذهب؟ تذكرت أنه يكتب في الرياضة وفي السياسة ويلحن ويغني ويقرض الشعر .. فتشت في الصحف التي يفرض نفسه فيها كاتبا فلم أجده ، لماذا إختفى الرجل بهذه الطريقة العجيبة ؟ ألم يكن موجودا إلى ماقبل مباراة (الندية) المصنوعة بين الهلال وأهلي شندي ؟ ألم تملأ أخباره الصحف وهو يشتري 2000 تذكرة للمشجعين ؟ ألم تملأ اخباره الصحف وهو يستضيف مشجعين ؟ ألم يكن نجما وهو يهدد ويتوعد الهلال بالهزيمة في أرض شندي؟ ولن أسال هنا عن موقعه من الإعراب في المباراة ولمن مال قلبه فهو قطب أهلاوي شندواي ، والدليل انه إختفى عقب الهزيمة القاسية والموجعة ، الهزيمة التي أعادت كل قرد إلى جبله وعرف كل متطاول حجمه ، وأنهت إلي الأبد محاولات خلق ندية معدومة بين الهلال وأهلي شندي من خلال أجندة وصراعات إدارية فردية . كنت أتوقع ان يقف صلاح إدريس علي الرصيف الذي يجلس عليه مجبرا ويعلق ولو بكلمة على المباراة التي بنى آمالا عراضا أن تدفعه ولو اقدام قليلة عن الرصيف ، وحلم كثيرا أن تعطيه تفوقا على مجلس إدارة نادي الهلال الحالي ، توقعت أن أقرأ له امس بعض الهضربات عن النتيجة والهزيمة والأداء والجمهور والتحكيم لعلمي التام أنه يعيش حالة من إنعدام الوزن ، توقعت ولكنه لم يصرح ولم يكتب ولم يظهر وربما هي المرة الأولى منذ إقتحامه الرياضة عبر بوابة المال مقدما التجربة الأسوأ والأفشل للعمل الإداري في تاريخ الرياضة السودانية التي يختفي فيها بهذه الطريقة عن المشهد . يمكن ان أتخيل حالته الآن ، وأجيب علي سؤال لماذا فضل الإنزواء بهذه الطريقة المخجلة؟ حالته بكل تأكيد تغني عن السؤال وإن كنت لاأعلم تحديدا من الذي علق على رقبته قطب أهلي شندي مسؤولية إخفاق الفريق على أرضه ووسط جماهيره هل هو المدرب التونسي الكوكي ؟ أم اللاعبون؟ ام أحد اللاعبين؟ ام الجمهور؟ ام جهة أو فرد لانعرفها ويعرفها قطب اهلي شندي صلاح إدريس . أما لماذا فضل الإنزواء بهذه الطريقة فالإجابة البسيطة أنه لم يحتمل الخسارة وعاش في وهم التفوق الشخصي وليس تفوق فريق أهلي شندي ومن هنا جاء رد الفعل التلقائي المعبر عن حقيقة نظرته للنادي الذي جاء لرئاسته في غفلة من الزمن . ذكرت أكثر من مرة ان مايجري خارج الملعب من صراع إفتعله صلاح إدريس وجعل بسببه الفريق الشنداوي واجهة لتصفية صراعاته من نادي الهلال يمكن أن يلقي بظلاله على مايجري داخل الملعب ، وذكرت أن تفوق الهلال بنتيجة المباراة سيكون في التعامل مع المباراة بعيدا عن هذه الحساسيات المفتعلة ، ونجح الهلال في ذلك وحقق المطلوب .. ولكن في المقابل خسر صلاح إدريس كل معاركه بهزيمة واحدة . وياقلبي لاتحزن .. وين إنت ياصلاح؟