يفرض الاسلاميون الذين يسيطرون منذ حوالي خمسة اشهر على شمال مالي اجراءات متشددة من شأنها تغيير وجه الحياة في الشطر الشمالي من مالي فبعد حملة هدم المساجد والاضرحة والمزارات التي كانت تراثا انسانيا نادرا اتجه اسلاميو مالي الى منع بث الموسيقى الغربية على اثير الاذاعات في المنطقة ضمن حملتهم لتطبيق احكام الشريعة الاسلامية،وقال اسامة ولد عبد القادر احد المتحدثين باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا لفرانس برس «نحن، مجاهدو غاو، تمبكتو وكيدال (المناطق الادارية الثلاث في شمال مالي) نرفض منذ الان بث اي موسيقى غربية على الاذاعات في ارض الاسلام».واوضح ان المنع يسري «اعتبارا من اليوم (23 اغسطس الجاري ). لقد تحدثنا مع اناس يملكون اذاعات. لم نعد نريد موسيقى من «الشيطان». يجب عوضا عنها بث آيات قرآنية. موسيقى الغرب هي موسيقى الشيطان «. وأضاف «الشريعة تفرض ذلك. يجب القيام بما يطلبه الله. سننزل حد الله» بحق الذين يخالفون هذا القرار الذي يشمل حوالي عشر اذاعات خاصة. ويسيطر اسلاميو حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وانصار الدين المتحالفون مع القاعدة في المغرب الاسلامي على شمال مالي منذ خمسة اشهر حيث طردوا المتمردين الطوارق وهم انفصاليون علمانيون.وأكد اسامة ولد عبد القادر ردا على سؤال ما اذا كان يتحدث باسم حركته ام باسم كل المجموعات الاسلامية في المنطقة «اتحدث باسم جميع المجاهدين الموجودين هنا في ارض الاسلام».وأكد مسؤول في احدى اذاعات غاو لفرانس برس تلقيه الامر من الاسلاميين بوقف بث الموسيقى رافضا في الوقت عينه الادلاء بمزيد من التصريحات لاسباب امنية. اما مدير اذاعة اخرى في مدينة نيافونكي قال انه لم يتلق اخطارا بالمنع من الاسلاميين بل من زميل له.واوضح الاثنان انهما لا يستطيعان مواجهة قوة الاسلاميين الذين استهدفوا مرارا شخصيات اعلامية خلال الاشهر الماضية في شمال مالي.وتم نقل مقدم برنامج اذاعي الى المستشفى للمعالجة في غاو مطلع اغسطس بعد تعرضه للضرب على يد اسلاميين يأخذون عليه تطرقه في برنامجه لتظاهرة ضد اول عملية قطع يد لسارق مفترض في الثامن من اغسطس.