للذين يحسنون فينا الظن دوماً تحية حب وإجلال وتقدير، ولمن ظلوا يطوقونني بالصدق والسؤال والمناصحة وهم كثر أزجي خالص الشكر وعميق التقدير، ولأولئك الذين مازالوا يحرسون هذه المساحة بجميل نصحهم وذكاء ملاحظتهم انحناءة تبجيل واحترام .فأنا من هؤلاء القراء المجيدين والمخلصين، ابنٌ لمعاناتهم ولأشواقهم وحُوارٌ (متبتل) فى محراب حبهم وابتلاءاتهم، أحسّ بوجعهم مثلما يستشعرون قيمة أن تكون كاتباً محاطاً بحب الناس ومعبرًا عن آمالهم وآلامهم.ولأولئك المشفقين على أن يضيع مداد هذه الزاوية فى (البسوى والمابسوا) أزجي لهم حبي الخالص وأطمئنهم أنني سأظل كما عهدتموني، عفيف اللسان نظيف القلم، وإن نصائحكم أدرسها لأن إحساسكم بما أكتب هو أكبر دافع للاستمرار فى الاحتراق من أجلكم.للزملاء والزميلات الأعزاء والعزيزات، الذين واللواتي ظلوا يفيضون عليّ بالحب ويتدفقون مناصرة ومؤازرة أقول لهم لقد كفيتم ووفيتم، وجددتم عهد بقائكم فى سويداء الفؤاد عزيزين مكرمين ،ولكل من وضع رسالة فى بريدي تفيض حباً واطمئناناً أو تحتشد مدحاً أو قدحاً كلّ التحايا. وللسياسيين ورموز المجتمع من الذين استبد بهم الإشفاق على أن تحيد هذه المساحة عن دورها الأساسي فى المبادرة والمبادأة والنقد والتصويب وصولا لأداء يرفع شأن هذا الوطن العزيز، أطمئنهم بان وعدي لكم لن يخيب وأن إحساسي بدعمكم سيظل هو السند والعضد.اعتذاري يمتد لكثيرين خذلهم قلمي حين حاد عن صراط القضايا الذى غالبا ما نلتقي عليه، أطلب منهم العفو والسماح وأشكرهم على احتمالي وأطلب منهم التحلي بالصبر وأنا اضطر الى الدفاع عن قيم عزيزة حاول البعض أن يجرّدنا منها، بعض الناس يقفون فى طريقك كالأقدار، لا تتمالك أن تتفاداهم وهم يصرون على أن يكونوا (شوكة) فى دربك وغصة في حلقك فتضطر الى ان تتعامل معهم بمايلزم حتى يعودوا الى جادة الطريق.لم تحركنا غبينة خاصة للتشفي من أحد ، ونشهد الله أننا متسامحون حين يكون الأمر متعلقاً بذواتنا الفانية غير أننا لا نرتضي محاولة البعض لتلويث مصداقية المنابر التى نأكل منها (عيش حلال)، ولا نقبل أن تكون ذمتنا الصحفية محل اشتباه من أي شخص كائناً من كان.محمد عبد القادر لم يبدأ حياته الصحفية كاتبا هكذا من منازلهم، لم تصعد بي فئة أو قبيلة أو (واسطة)، دخلت هذه الصحيفة أغبش أودعني (دفار الكلاكلة) على شارعها قبل (16) عاما وأنا بعد خريج أتعاون مع صحف أخرى فاخترتها وتدرجت فى سلالمها من الصفر، الى أن وصلت نائبا لرئيس التحرير.لن نقبل بأي حال أية محاولة لتشويه هذا المنبر الوطني العريق، فقد آوانا ورعانا وعلمنا مهنة نأكل منها رزقا بنكهة الرهق وطعم السهر، هذه الجريدة ظلت مدرسة للصحافة النظيفة، وينبغي لكل من تسول له نفسه التشكيك فى شرف منسوبيها الصحفي إدراك انه يتعامل مع قيمة تاريخية تمثل جزءًا عزيزًا من مكارم هذا البلد وقد تمدّدت باهرة ومؤثرة فى تاريخ السودان (تهدي) الحرية والاستقلال والسلام للوطن، وتهدي الناس الى سواء السبيل. إلى كل هؤلاء وهم يعرفون أنفسهم فردًا فردًا... تحية حب واحترام.