الحمد لله من قبل ومن بعد والحمد لله لعدم ارتباطي وصلتي بالسياسة من قريب أو بعيد لأن السياسة كذب ونفاق وتضليل ووعود كاذبة والعياذ بالله، ذلك يقودني للرعيل الأول من الرجال المخلصين الذين قدموا التضحيات والمثل في التفاني والوطنية الحقة خلدوا أروع القيم وانبل المعاني قد لا يجود الزمان بامثالهم وعلى رأس هؤلاء أبو الوطنية الزعيم الأزهري ومحمد أحمد المحجوب ومبارك زروق ويحيى الفضلي والقائمة تطول وهم كثر ولهم في القلب مساحة ومتسع قدموا الغالي والنفيس عملوا بصدق وتجرد ونكران ذات انتقلوا لدار الخلد يرحمهم الله رحمة واسعة لم يتركوا من حطام الدنيا شيئاً يذكر أو يحسب لهم ماتوا والبعض منهم عليهم ديون كانت منازلهم عامرة قبل وفاتهم بالضيوف وأصحاب الحاجات بل يقدمون العون والمساعدة لكل طالب حاجة دون نظرة حزبية أو سياسية كانت أياديهم طاهرة عفيفة لم تدنسها الرشاوي والنظرة الجهوية والقبلية أو العصبية أنهم بحق نماذج من الرجال وقد رفع رأية الاستقلال على سارية القصر الجمهوري الزعيم الأزهري ومحمد أحمد محجوب وكوكبة من أمثال هؤلاء الصفوة والرجال الميامين وكانت الحياة تسير وتمضي بخطي حثيثة في عزة وكرامة والسودان الوطن الكبير الشاسع المليون ميل مربع كما هو بحدوده الجغرافية المتعارف عليها ودول الجوار التي تحيط به منذ بواكير الاستقلال، ما أرمي إليه هؤلاء كانت لهم اسهاماتهم ووطنيهم الحقة عاشوا فقراء وماتوا فقراء ولا أنسى أيضاً مولانا علي الميرغني وزعيم طائفة الانصار المهدي لكن للأسف فترة الحكم العسكري أطول من حكم الديمقراطي لجوانب متعددة ساهمت في النفق الضيق الذي نحن فيه الآن كان من المفترض أن تكون سلة غذاء العالم لسبب بسيط لدينا أراضي شاسعة وممتدة ولدينا نهر النيل العظيم وروافده علاوة لنهر الأتبراوي وموسم الدميرة والطمي ولازالت الأراضي بورا بلقع جرداء وصحاري قاحلة وطبيعة تضاريسية قاسية وعند حلول الحكومة الحالية الحاكمة كانت لديهم شعارات جوفاء ونهج ظل تتناوله الأجهزة الإعلامية المتعددة إذاعة، تلفاز صحف يومية باننا سوف نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وسوف نفوق العالم أجمع، حقيقة لو كنا رجالا أمناء مخلصين شرفاء والوطن بمساحته المتعارف عليها سابقاً مليون مليون مربع لو كان كل مسؤول يخاف الله صادق مع نفسه ومع الآخرين لكان حالنا أفضل مما نحن عليه الآن ألف مرة، تم زج المشاريع الزراعية الرائدة على رأسها مشروع الجزيرة العملاق وبقية المشاريع الأخرى الكبري لو اتجهنا للزراعة بحق وحقيقة عملاً ملموساً وظاهراً للعيان وبداية راسخة سوف نحقق ما نصبوا إليه مش شعارات براقة ولو اجتهدنا في مجال الزراعة وعملنا كل ما يمكن عمله لوفرنا قدر مناسب للقوت اليومي القمح حقيقة الفجوة كبيرة جداً لحجم الاستهلاك اليومي مقارنة مع المساحات والرقعة الزراعية التي نزرعها لذا تراجعت وتضاعفت الحاجة المتزايدة للقمح القوت الرئيسي للسواد الأعظم إلى أهل السودان نسأل الله المغفرة للذين تسببوا في القضاء على المشاريع الزراعية في كافة ولايات السودان وسوف نظل في النفق الضيق ما دمنا دولة مستهلكة لطعامها والتباكي على فاتورة البترول لا يفيد فالبديل هو الزراعة وفق منهجية واستصحاب آراء وأفكار ومقترحات أصحاب الشأن الزراعي من الخبراء الزراعيين. إن الوضع الاقتصادي المتأزم والإنفاق الحكومي غير المرشد وعدم وضع البديل لفاتورة البترول جعل الدولة في حالة انعدام وزن ويا حبذا كل مسؤول تحمل مسؤوليته في أي موقع من المواقع الدستورية والسيادية لإنقاذ الوطن والمواطنين، هذا الوطن المستهدف نحن في أمس الحاجة لغرس روح الوطنية وحب الوطن في دواخل أطفالنا وشبابنا وهذا يتطلب نبذ القبلية والطائفية والجهوية وأن يكون الوطن في سويداء قلوبنا والأوطان لا تبني بالشعارات البراقة بل تبني بالرجال الشرفاء الأمناء المخلصين. تاج السر ساتي عطبرة