? يبدو ان الهاجس الامني الذي استحوذ على النظام المصري في عهد الرئيس السابق حسني مبارك قد حال دون التنفيذ الكامل على ما اطلق عليه «الحريات الأربع» بين السودان ومصر وأبرزها حرية انتقال المواطنين بين البلدين «الشقيقين»... ? تلك الحرية يستمتع بها الإخوة المصريون الذين يفدون إلى بلادنا بلا قيود بينما يصطف رصفاؤهم السودانيون أمام القنصليات المصرية للحصول على تأشيرات الدخول إلى المحروسة.. ? والآن وبعد الاطاحة بنظام مبارك يبدو أن هذا الهاجس الامني من الجانب المصري في طريقة إلى الزوال كما نوه وزير الخارجية علي كرتي في مؤتمر صحفي عقده مع رصيفه المصري محمد كامل عمرو في القاهرة في الاسبوع الماضي.. إذ نفى وجود «ملفات أمنية بين البلدين».. ? وقال الوزير المصري في ذات المؤتمر ان الشهر المقبل سيشهد افتتاح الطريق البري الذي يربط وادي حلفا وأسوان على الضفة الشرقية لنهر النيل عن طريق معبر تجاري لكي يسهم في تدفق البضائع والركاب «بين البلدين»... ? وقال الوزير المصري ان هناك مجالات واعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين السودان ومصر خاصة في مجالات الزراعة عند إقامة المعبر مشيراً إلى خفض تكلفة نقل الطن الواحد جوا بين البلدين التي تبلغ «1.200» دولار مقابل 200 دولار فقط عن طريق النقل البري.. وبشرنا الوزير المصري بأن الطريق الجديد سيتيح انتقال الافراد من الخرطوم إلى الاسكندرية ومنها إلى دول ليبيا وتونس والمغرب العربي وبالعكس.. ? وأكد تلك التمنيات وزير الخارجية السوداني في ذات المؤتمر وأعلن عن توقيع اتفاقية لتنظيم حركة عبور البضائع والسيارات عبر المعبر الذي قال انه سيفتتح بعد أيام بالإضافة إلى تنقل السكان.. ? يذكر ان رصف الطريق بين المدينتين العريقتين وادي حلفا وأسوان قد نفذ في العام الماضي على الجانب المصري فقط و على الجانب السوداني ان يكمل ما تبقى من الطريق وهو بطول لا يتجاوز «27» كيلو مترا..