يوقع الرئيسان عمر البشير وسلفا كير ميارديت في الحادية عشرة من صباح اليوم على اتفاقيات تعاون تشمل القضايا العالقة كافة باستثناء ملفي أبيي والحدود. وعلمت (الرأي العام) أنّ أبرز الاتفاقيات التي ستوقع اتفاقات الترتيبات الأمنية والنفط وقضايا المواطنة. وكانت الخلافات حول أبيي بين دولتي السودان حالت أمس دون التوقيع على اتفاق شامل بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير، واستمر الاجتماع السادس بين الرئيسين لأكثر من ساعتين بأديس أبابا دون توقيع. وتفجّر الخلاف بين الطرفين حول مقترح من الآلية الأفريقية بأيلولة رئاسة مفوضية أبيي إلى الإتحاد الأفريقي، وهو ما رفضه الرئيس البشير باعتبار أنه لا يستند إلى المرجعيات المحددة ببروتوكول أبيي والاتفاق المُوقّع بين الطرفين بجانب أن أبيي منطقة تقع داخل حدود 1956م، وأنّ سيادة السودان على المنطقة تخول لرئيسه تشكيل مفوضية استفتاء أبيي حسبما نص عليه البروتوكول. ونقلت تسريبات من داخل غرفة الاجتماع، أن البشير قال لسلفا إنه أصدر قراراً بتكوين المفوضية التي نَظّمت استفتاء الجنوب ومنحته الدولة، فكيف يعجز عن اتخاذ قرار بتكوين مفوضية استفتاء أبيي. واعترض السودان على التوقيت المقترح من امبيكي بشأن موعد إجراء الاستفتاء حول أبيي والمحدد له في شهر أكتوبر من العام المقبل، حيث تستند حجة السودان على أن المسيرية لا يكونون في المنطقة أثناء ذلك التوقيت. وكانت الوساطة أعلنت أن التوقيع سيتم أمس، كما أعلنت الخارجية الأثيوبية في بيان صباح أمس أن دولتي السودان ستوقعان اتفاقاً وشيكاً خلال ذات اليوم، قبل تفجُّر قضية أبيي مجدداً. وعلمت (الرأي العام)، أنه تم الاتفاق حول عدد من القضايا، بجانب وجود (8) اتفاقيات جاهزة تنتظر توقيع الرئيسين بعد أن عكفت لجنة (إدريس - باقان) على تقديم مقترحات جاهزة ما زالت تعمل وتعرض ما يتوصّلان إليه أولاً بأول للرئيسين، فيما سيجتمع الرئيسان اليوم مرةً أخرى. وأكدت المصادر اتفاق الطرفين على حسم الملف الأمني، بموافقة دولة جنوب السودان على سحب قواتها جنوباً إلى حدودها لتغادر بذلك (14 ميل). وأوضحت المصادر ل (الرأي العام)، أن الطرفين اتفقا على أن تكون كل المنطقة منزوعة السلاح وأن تخضع للإدارة الأهلية المتعارف عليها بين الرزيقات ودينكا ملوال. كما تم التوافق على أن تنسحب قوات الطرفين (10) كلم من خمس مناطق متنازع عليها. وكان إدريس محمد عبد القادر وباقان اموم استبقا لقاء الأمس بين الرئيسين باجتماع لضبط الصياغة، ومراجعة جوانبها القانونية قبل الدفع بها لقمة الرئيسين. فيما عكفت الآلية الأفريقية وسكرتارية امبيكي تحديداً على تهيئة مكان مراسم التوقيع وسط اهتمامٍ مُتعاظمٍ من مسؤولين في الخارجية الأثيوبية، حيث كان هنالك اتجاه لنقل التوقيع الى القصر الرئاسي الأثيوبي رغم غياب رئيس الوزراء الذي غادر أمس الأول الى نيويورك.