كشفت شرطة ولاية الخرطوم عدداً من الجرائم التي شهدتها الولاية اخيراً وصفت بعضها بالمتطورة والخطيرة، وأعربت عن قلقها من تأثيرها وانعاكساتها على الاقتصاد والمجتمع في لقاء بالأجهزة الإعلامية، ولعل أخطر الجرائم التي تَمّ اكتشافها أخيراً مطبعة لتزوير الأوراق النقدية (عملات محلية وأجنبية) في شمال الخرطوم، وطالبت الشرطة المواطنين بتوخي الحيطة ورفع الحس الأمني لمساعدة الأجهزة الشرطية على اكتشاف هذه الجرائم قبل وقوعها لانعكاساتها السالبة على الاقتصاد الوطني.. وأرسلت شرطة خلال اللقاء جملة من الرسائل للمواطنين تحمل قدراً كبيراً من الطمأنينة بقدرة شرطة الولاية على حماية ممتلكات المواطنين ومكتسباتهم، وخُطط الشرطة لتأمين العاصمة قبل وعطلة العيد. إلى جانب يقظة الأجهزة الأمنية في ضبط تهريب الأسلحة بمراقبة منافذ ومداخل الولاية. جريمة متطورة رغم الكم الهائل من الجرائم المضبوطة بواسطة الأجهزة الشرطية في تزوير المستندات والعملة.. والتحذيرات التي تتصدّر المؤتمرات والندوات بهذا الشأن إلا أن جريمة (تزوير النقود) لا تزال تسجل حضوراً وسط الجرائم الأكثر تطوراً ونمواً في ولاية الخرطوم وفي المناطق الأخرى من السودان، ولعل الوصف الذي جاء على لسان العميد هاشم علي - إعلام الشرطة في اللقاء الإعلامي ظهر أمس أبلغ وصف حيث قال ان الجريمة التي تم اكتشافها في شمال الخرطوم وتم تدوين بلاغها في قسم الدرجة الاولى (جريمة فريدة) ولم تكن متوقعة، ربما عدم توقع الأجهزة الشرطية اكتشاف جريمة بهذا التفرد يعني بأننا نمضي الى مرحلة خطيرة من تطور الجريمة الى درجة عدم التوقع بحدوثها. ويقول العقيد شرطة عمار وداعة الله مدير شرطة قسم الدرجة الأولى إنّ معلومات وردت إليهم في القسم مفادها أن شبكة إجرامية تعمل على تزوير العملات المحلية والأجنبية وتم تكوين (تيم) الذي بذل مجهوداً جبّاراً ومداهمة المكان الذي تتم فيه عملية التزوير بشمال الخرطوم وضبط (4) من عناصر الشبكة بينهم سودانيون واجانب و(3) كراتين بها أوراق بيضاء جاهزة لطباعة العملة ومبلغ (105,000) دولار مزورة و(15,300) جنيه سوداني مزورة و(11,500) جنيه سوداني سليمة - أي غير مزوّرة ? وطابعة و(3) باقات وقود يستخدم في عملية التزوير، ومن ثم تم حرز المعروضات وسيقدم المتهمون الى المحاكمة، وطالب العقيد عمار المواطنين برفع الحس الأمني وتوخي الحيطة في التعامل مع تجار العملة، مشيراً الى أن الدولار يباع ب (5) جنيهات.. وأردف بقوله انه من غير المعقول ان يبيع شخص عاقل دولاره ب (5) جنيهات وسعر السوق الرسمي أكثر من ذلك. امرأة زعيمة الشبكة على طريقة الأفلام والروايات البوليسية ألقت شرطة ولاية الخرطوم القبض على شبكة تعمل في تزوير العملة تتكون من (7) عناصر، (3) نساء و(4) رجال حينما حاول أحد أفرادها توريد (330,000) جنيه بينها كمية من النقود المزوّرة في أحد البنوك. وقال العميد شرطة ياسر الكتيابي مدير مباحث الولاية بالإنابة إنّ الشبكة التي تم القبض عليها تتزّعمها امرأة وتم ضبط (إسكنر) و(طابعة) و(28) ألف جنيه من فئة (50) جنيهاً. جرائم ابتزاز وكشف العميد ياسر الكتيابي أن محاضرالشرطة سجّلت جملة من الجرائم اخيراً ومن بينها جريمة قتيل أبو سعد الذي تم العثور عليه ميتاً وتم إلقاء القبض على الجاني في ولاية الجزيرة بمنطقة الربع فى محلية المناقل الذي سجل اعترافاً قضائياً ومثّل الجريمة. كما تم حل لغز قتيل دار السلام والقبض على المتهمين وعلى أداة الجريمة. وأرسلت الشرطة رسالة طمأنينة للمواطنين في عيد الأضحى المبارك. وقال العقيد عيسى آدم مدير مباحث أم درمان إن الفترة الماضية حفلت بجرائم المال والابتزاز. وزاد بأنهم أعدوا خطة مُحكمة لتأمين المنطقة في فترة العيد، وكشف عيسى جرائم الابتزاز التي يمارسها البعض مع العائدين من مناطق الذهب واستغلال بساطتهم واستشهد برواية شخصين كانا قد وصلا تواً من شندي الى أمبدة في الساعة العاشرة قبل منتصف الليل واستوقفهما شخصان يستقلان دراجة بخارية وطلبا منهما فتح الحقيبة التي بحوزتهما بغرض التفتيش بعد إيهامهما بأنهما من رجال الشرطة وإبراز بطاقات مزوّرة للشرطة وأخذا الحقيبة وبداخلها (36) ألف جنيه وقالا لهما بأنهما سيذهبان بهما الى القسم وبينما هما يسيران بأرجلهما فرّ الجناة الى جهة غير معلومة واكتشفا بأنهما وقعا ضحية ابتزاز وسجّلا بلاغاً في الحادية عشرة صباحاً في اليوم التالي ولكن تمكنت الشرطة من القبض على الجناة والمال والدراجة والبطاقات المزورة. وحذر العقيد عيسى المواطنين من الانصياع لأي شخص يحمل بطاقة للشرطة إلاّ بعد التأكد بأنها غير مزوّرة وعدم الخضوع لأي تفتيش إلا في أقسام الشرطة، كما حذر ترك النقود أو الأشياء الثمينة في السيارات قبل التأكد من تأمينها، وأكد بأنهم جاهزون لتقديم الخدمة المتميزة تجاه كل المواطنين. النيقرز شكّلت عصابات النيقرز صداعاً مستمراً لمواطن الولاية، وقلقاً على أولياء الامور على أبنائهم الطلاب والطالبات خصوصاً في المناطق الطرفية بعد بروز ظاهرة النهب التي كانت محصورة ليلاً وفي مناطق بعينها واستشرائها نهاراً وأصبحت أمراً مألوفاً وتثير رعباً شديداً على المواطن. وفي هذا الجانب قال العميد ياسر الكتيابي إنه بخصوص هذه العصابات تم وضع خطة وقوانين لمواجهتها، وقال إنهم وضعوا خطة عامة للولاية وخاصة للمحليات كلاً على حدة. وأضاف بأن هناك مجموعة من أعمار (19 - 20 - 21) عاماً تم القبض عليها وإيداعهم السجن بعد محاكمتهم والقانون سيتعامل معهم بردع في كل مناطق الولاية الوسطية والطرفية. قال العقيد عيسى إن أم درمان أكثر المناطق التي تشهد تفلتاً وتضرراً من هذه المجموعات. وأضاف أن في السابق أعضاء هذه المجموعات كانوا لا يملكون أسراً ترعاهم، إنما أتوا من بلدان وثقافات جديدة ولكن الآن معظم هذه المجموعات أبناء أسر ونحن نناشد الأسر بتربية أبنائها على الفضيلة. هاجس السلاح وقال العميد ياسر الكتيابي إنّ الشرطة حريصة على كبح عمليات التهريب عبر متابعة ومراقبة المنافذ والمداخل الى العاصمة الخرطوم. وأردف بأن وزارة العدل كوّنت لجاناً من الأجهزة الأمنية المختلفة لهذا الخصوص، واذا ما كانت دخول هذه الأسلحة الى الخرطوم كمعبر الى المناطق الثانية بغرض التجارة أم لاستخدامها في أعمال الفوضى والعنف، قال الكتيابي إنه بغرض التجارة وأغراض أخرى.