إنتشرت بالعاصمة القومية كميات هائلة من الدفارات تحمل خراف الأضحية التى دعت لها بعض المؤسسات القادرة للبيع بالتقسيط على المواطن وخاصة العاملين فى الدولة وفى مؤسساتها . وفى ظل الفقر المدقع ... وغلاء أسعار الخراف فى سوق الله أكبر ... تسابق العاملون فى الدولة وفى مؤسساتها على تسجيل أسمائهم لشراء الخراف بالأقساط لمدة 10 أشهر كاملة ... وقسمت الخراف إلى ثلاثة أنواع كبير ويبلغ وزنه 47 كيلو ومتوسط أقل من ذلك وصغير أشبه بكلب صيد تعبان . أولاً ... ليس هناك خروف يزن 47 كيلو ... ولم تأت الدفارات التى حملت الخراف إلى المؤسسات بأى نوع من الموازين ليتأكد العاملون من أوزان ضحيتهم . والدفار الذى حمل الخراف لنا فى الرأى العام ... ويبدو أنه من إتحاد العمال عن طريق بنكهم ... كانت خراف هزيلة للغاية لدرجة أنها (كحيانه) لا تقوى على الوقوف حتى لو عديت لها إلى الرقم 50 وكأن محمد على كلاى أصابها فى مقتل . الخراف جاءت جائعة وعطشى ... الفكره جيدة لو طبقت تطبيقاً حسناً تهافت العاملون لأن الخروف بأقساط لمدة 10 أشهر ... كم يبلغ ربح هذه المؤسسة التى أتت بالخراف ... وكم بلغ مكسبها من هذه الخراف الهزيلة والتى لا تستطيع الوقوف أو المشى ... لأنه معروف أن البيع بالاقساط يكسب أكثر . وإندفع صغار الموظفين على هذه البنوك والإتحاد التى وفرت تلك الخراف الهزيلة والضعيفة ... وهنا أتحدث عن الخراف التى تم الإتفاق عليها مع إتحاد العمال عن طريقهم مع إدارة الرأى العام . ذهبت مساء أمس الأول لبعض أماكن بيع الخراف الحرة ... ولم أجد فرقاً كبيراً بين الاسعار ... فقط هناك فرق ... فرق فى الحجم وفرق فى صحة الخراف ، وفى النهاية إكتشفت أن هناك خدعة كبيرة للبيع بالأقساط . كان يمكن لتلك المؤسسات والتى أعلنت توفيرها للخراف ألا يكون الربح والربح الفاحش هدفها ... أيها الناس هذه خدمة فيها الثواب من عند الله سبحانه وتعالى أكبر وأقيم من الربح الحرام ... وحتى ولم يكن حراماً فهو ربح غير معقول . يجب على هذه المؤسسات أن تعيد النظر فى كل مبيعات الخراف التى لم توزن لتعرف ما تحمله من لحم . لقد أعدت صباح أمس الخراف إلى الجهة التى باعتها لى ... لأننى إكتشفت أننى إشتريت جلد خروف به كمية من عظام الأضلاع ... وهو لا يقوى على الوقوف ... ولا يستطيع أن يقول (باع) ... والسؤال هل تم الكشف على هذه الخراف بواسطة الأطباء البيطريين أم لا ؟ ... وهذا هو مربط الفرس. دخلت مجبراً فى لعبة الأقساط تضامناً مع أبنائى وبناتى فى الصحيفة حتى نشعرهم باننا جميعاً متساوون فى الفقر وفى الغلب ... ولو كان لدى أى واحد منهم إمكانية لشراء خروف من سوق الله أكبر لفعل ما فعلت . ولن أضحى هذا العام ... فقد ضحى نيابة عنا سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وخليل الرحمن إبراهيم الخليل ... وسوف أذبح مجموعة من الديوك البلدية الأصيلة لنأكل وجبة فراخ بدلاً من اللحوم . أخذت خروفين ... لا يتعدى وزن الأول 25 كيلو ... والثانى 15 كيلو ، وعندما أتينا لهم بالقصب والماء ... أولاً شربا جردلين ماء ... وإنهالوا على القصب وكأنهم لم يروا طعاماً منذ أشهر . ثم قال لى إبنى مصعب ... يا أبوى دى ما بتقول (باع) ليه... قلت له لأنها جوعى وعطشى ... فقال لى أنصحك بإرجاعها لأنها يبدو عليها الهزال ... وأن الأقساط ولمدة 10 أشهر تكسر الظهر . ونتمنى أن تكون أرباح الإتحاد وبنكه من هذه الخراف حلالاً طيباً .