التعدي والتلاعب بأراضي الدولة بمدينة جبل أولياء فاق كل تصور ، وضرب الرقم القياسي في مخالفات الأراضي بولاية الخرطوم ، إذ بلغ عدد بلاغات المخالفات للأراضي التي التهمها [ صقور الجبل ] القدامى والجدد منذ العام 2001م ، أكثر من (200) بلاغ .. ويبدو أن الصقور لا تزال جائعة، فالتعديات لا تزال مستمرة حتى اليوم ..لم يسلم شبر داخل المدينة من هجوم واعتداء الصقور [ النهمة ].. من يصدق أنها التهمت (14) ميدانا من أصل (15) بأحياء جبل أولياء المختلفة ، ولم يسلم منها سوى ميدان واحد فقط هو ميدان ( الغمام ) بحي امتداد ديم البساطاب .. مواصلة للحلقة الأولى قامت ( الرأي العام ) بزيارة ميدانية للمرة الثانية ، صباح الجمعة الماضي ، حيث كشفت المزيد من التعديات والتلاعب بأراضي الدولة بواسطة [ الصقور الجدد ] . التهام مأوى أيتام امرأة( غلبانة )،لا حول لها ولا قوة ، منحتها الدولة أرضا بحي الحلة الجديدة لتقيم عليها مأوى لها ولأطفالها الأيتام يقيهم مشقة منازل الايجار ، فاصطادها أحد صقور الجبل [ الجارحة ] ، وطلب منها استبدال قطعتها بأخرى بحي ديم البساطاب، بحجة انخفاض الرسوم فيه واستلم ملف القطعة ، ووضعه لدى أحد المحامين - تمت مصادرة التوثيق منه لاحقاً ليقوم المحامي بعمل اجراءات الاستبدال .. كان ذلك عام 1996م ، فظل الورق طرف المحامي [ والصقر] طيلة (14) عاماً، ولم يسلم لها إلا عام 2010م ، كما هو- أي دون أي استبدال لقطعتها- ، وبالتالي فقدت قطعتها في الحلة الجديدة وفي ديم البساطاب ايضا، حيث أن عملية الاستبدال التي خدعها بها [ صقر الجبل ]، لم تتم واخفوا ملف القطعة طيلة تلك الفترة (14) عاما لتسقط عملية التلاعب بالتقادم، أو بعبارة أخرى لتسقط مادة التزوير، المادة (123) من القانون الجنائي بالتقادم ، حيث ان المادة (38) من قانون الاجراءات تسقط الدعوى الجنائية في الجرائم التي عقوبتها (5) سنوات فما فوق ، واذا انقضت (7) سنوات فالحق يسقط تلقائيا .. وبالتالي قام [ الصقر ] وبعين قوية ببيع قطعة الارملة والدة الايتام لاحد الاشخاص .. وليتهم اكتفوا بذلك بل اتضح انهم باعوا قطعتها التي كان يفترض منحها للارملة بديم البساطاب ، وايضا باعوا قطعتها بالحلة الجديدة لصاحب بوتيك ..فقدت الارملة وأطفالها الايتام مأواها بسبب صقور الجبل الجارحة . حي الفانوس حي الفانوس يقع أسفل الجبل من الجهة الشرقية مباشرة، وبعد امتداد الحلة الجديدة [ القديمة ] ، تم توزيع منازل عشوائية اسفل الجبل مباشرة بواسطة [ الصقور ] .. وبدأت التعديات بعد عام 1998م والخطورة ان بعض المنازل تقع في احضان الجبل مباشرة ، ولا قدر الله لو سقطت صخرة من الجبل على احد المنازل لتسببت في كارثة ،كما حدث مؤخرا بجبل المقطم بالقاهرة ، حيث سقطت عدة صخور على منازل المواطنين الذين شيدوها تحت الجبل مباشرة ، واحدثت اضرارا بشرية ومادية كبيرة . من المخالفات الواضحة التي وقفت عليها ميدانيا بحمد الله بجبل اولياء التعدي على ميدان امتداد ديم البساطاب ، حيث قام احد صقور الجبل بالتهام قطعة وتشييدها مباشرة غرب محطة كهرباء الضغط العالي (محطة توزيع كهرباء الامل ) ، والمنزل لا يفصل بينه وبين كهرباء الضغط العالي سوى ربع متر تقريبا ( انظر الصورة ) وهو عبارة عن ممر او زقاق لا يسمح بمرور شخص الا بصعوبة . الشريط الاستثماري الشريط الاستثماري الممتد بمحاذاة طريق جبل اولياء كوستي من الجهة الغربية يضم (40) قطعة اسثمارية، بمساحات (500 -1000 -2000) متر، تم توزيعه بواسطة الشئون الهندسية ، لكن صقور الجبل (الجدد) اعتدوا عليه والتهموا اراضيه وباعوها بابخس الاسعار ، وذلك بقيادة (3) صقور( قديمة )، توقفت عن التحليق والتهام اراضي الدولة بعد ان شبعت، وامتد بها العمر ، لتترك بقية الوليمة للصقور الجدد. منزل داخل خور من اغرب التعديات التي وقفت عليها ميدانيا بنفس الجمعة الماضي الموافق 19/10/2012م ، ان احد الصقور الجارحة التي يبدو انها لا تأبه لاحد لم يجد مساحة ينهشها سوى مصرف الامطار الرئيسي فهو خور ديم البساطاب الرئيسي القادم من ولاية الجزيرة ، ليصب في النيل الابيض ، حيث قام [ صقر الجبل ] بتوزيع بعض القطع وبيعها لبعض المواطنين فاصبح الخور يمر داخل المنازل ( انظر الصورة )..صقور الجبل التهمت كل شيء حتى القطع التي بها موانع طبيعية لم تسلم من مخالبها، كتلك الواقعة في ضغط كهربائي عالي ، او مجرى او خور ، او تكون ناقصة من المساحة القانونية ، جميعها تم التعدي عليها والتهامها من صقور الجبل [القدامى والجدد]. كما قام الصقور الجدد بتوزيع المساحة الواقعة مباشرة شرق المدرسة الثانوية للبنين بحي امتداد ديم البساطاب ، تم التعدي عليها وبيعها لبعض المواطنين ،وهي تبعد عن المدرسة بحوالي (6) امتار ، والدليل على عشوائية المنازل القائمة حاليا وجود اعمدة كهرباء داخل المنازل وعددها (3) اعمدة ، داخل (3) منازل ، علما بان الاعمدة موجودة قبل التعدي وتشييد المنازل حيث انها كانت في الشارع . ومن التعديات الغريبة ايضا ،تعدي صقور الجبل على جميع ميادين وساحات مدينة جبل اولياء، داخل الاحياء المختلفة وعددها (15) ميدانا لم ينج منها سوى ميدان واحد فقط وهو ميدان (الغمام) الواقع بامتداد ديم البساطاب ، حيث وقف سكان الحي وقفة رجل واحد ضد المتعدين وبالتالي نجا ( الغمام ) من التهام صقور الجبل الجائعة. شهادات بحث مضروبة وللاسف نؤكد ان عدد البلاغات في مخالفات اراضي جبل اولياء يفوق عددها (200) بلاغ ، وذلك منذ عام 2001م وحتى الآن لا يزال التهام الاراضي مستمرا ،وحسب المعلومات المتوفرة لدي فان اسباب تأخير عمل لجنة مخالفات الاراضي القديمة التي بدأت عملها عام 2002م ، يعود الى نقل رئيس اللجنة الى دارفور ، بينما تم نقل المتحري في البلاغ الكبير رقم (297 ) الى جنوب كردفان ، وبذلك اصبح البلاغ معلقا منذ عام 2002م ولم يتم فتح ملف القضية الا عام 2007م وحتى هذه اللحظة لا يزال نفس البلاغ معلقا لم تتم محاكمته حتى الآن . السؤال الذي يفرض نفسه هنا ، وحاولت ايجاد اجابة واضحة له ، هو كيف نجحت [ صقور الجبل ] في افتراس كل تلك الاراضي وخداع المواطنين بأن اجراءات البيع سليمة قانونيا ؟ اتضح لي بعد مقابلتي لبعض الضحايا ان الصقور كانوا يقدمون لهم (شهادة رسوم خدمات ) ويخدعونهم بانها ( شهادة بحث ) ..وتبدأ اللعبة بحضور المواطن الذي يرغب في حيازة ارض سكنية لاحد الصقور ويقدم له مبلغ ( 500- 750- 1000 ) جنيه لطلب قطعة ارض فيستلم منه [الصقر] المبلغ المطلوب ويقدم له ديباجة مسجل عليها رقم القطعة، وان المواطن يستحق القطعة ، ويقدم المواطن الديباجة للمحلية التي تمنحه ايصال مالي بقيمة (50) جنيها ، اي ان الدولة تدخل خزانتها (50) جنيها فقط وبقية المبالغ تدخل لجيوب الصقور دون وجه حق ، وبهذ الاسلوب [الملتوي ] تم توزيع اكثر من (3) آلاف قطعة سكنية ، استولى الصقور من كل قطعة حوالي (1450) جنيها ، غير مبالين بالشئون الهندسية ولا برسومها ، حيث ان رسوم القطعة السكنية درجة ثالثة خلال الاعوام 2000م ? 2007م كانت حوالي (3) آلاف جنيه ، بالاجراء القانوني علما انه لا توجد ايصالات مالية للقطع الموزعة بالباطل بواسطة الصقور ، حتى تكون خاضعة للمراجعة بواسطة المراجع القانوني . الامر الغريب ان صاحب القطعة العشوائية يحمل رسما كروكيا للقطعة ، مدعيا ان احد المهندسين هو الذي قام برسم الكروكي .. هنا اتساءل:- هل محلية جبل اولياء لديها خارطة لتوزيع الاراضي ؟ علما ان المحلية اصلا ليست مسئولة عن الاراضي ، بل هي مسئولية الشئون الهندسية. بعض المواطنين بحوزتهم ديباجات عليها [ الاسم + رقم القطعة + المربع + المساحة + توقيع عن رئيس اللجنة + الختم ] .. ولاحظت من واقع الديباجات ان الاختام غير موحدة فبعض الديباجات عليها ختم دائري ، واخرى تحمل ختما بيضاويا ، واخرى مربعا او مستطيلا .. كما اكتشفت ان بعض المواطنين يحملون ديباجات ولم تسلمهم الصقور القطع السكنية ، مثل ايصال او ديباجة القطعة رقم (294) ، مربع (1) ، امتداد ديم البساطاب، وصاحبها يحمل ايصالا بدون قطعة .. ومن المفارقات ان [الصقور] باعت قطعة سكنية لاحد المواطنين وقدمت له ايصالا يحمل القطعة رقم (487) ، مربع (5) ديم البساطاب ، واتضح ان مربع (5) لا وجود له في الخريطة الرسمية اصلا .