يوم أمس .. اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك.. خلت شوارع العديد من الأحياء من(باع) التي تطلقها الخراف سألني أحد الاصدقاء الذي زارني مبكرا أين أصوات الخراف.. قلت له كثير من سكان الأحياء النبلاء ذبحوا خرافهم داخل بيوتهم حتى لا يحرجوا البعض الذي لم يضحي..، ومعظم الذين ذبحوا هم من صغار الموظفين والعمال الذين وفرت بعض البنوك والمؤسسات خرافا بالأقساط. قلت له رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها بعض البنوك وبعض المؤسسات التي جلبت ألاف الخراف من مناطق الانتاج .. وبيعها بالتقسيط للعاملين إلا أن نسبة الإقبال كانت ضعيفة بسبب طول الأقساط وغلاء الخراف. عدت يا عيد بدون خراف الزميل الكاتب الساخر محمد محمد خير هاتفني بعد ان قرأ مقالي عن الخراف.. قال لي (الخراف الجابوها ليكم دي خر اف حمرية أصلية وتمتلك شهادة ميلاد من الخوي والنهود وهي خراف شهيرة بجودة لحمها ..، لكن شكلها انها جاءت بيادة كداري من اخر الخوي الى الخرطوم لذلك فقدت قوتها وفقدت القدرة على الوقوف وحتى القدرة على(نغمة باع). وأضاف - ياصديقي لو عاوز خروف أصلي إذهب الى حلة كوكو.. وأحمل معك مبلغا محترما لا يقل عن ألف وخمسمائة جنيه وهي من منطقة البطانة المعروفة بجودة خرافها. قلت له لكن البطانة بعيدة ويمكن ان يحدث لها ما حدث لتلك الخراف.. قال لي هي جابوها مشحونة ولم تمش خطوة واحدة على أرجلها والخروف منها لم يمش كثيرا فهو من البيت لمدرسته.. قلت له هذه نصيحة خبير دولي. والمعروف ان محمد محمد خير من سلالة جزارين ويعرف البهيمة النفيسة.. واسألوا فيصل محمد صالح.. قلت له سأغني لآخر خروف في الارض الحبيبة وأقول عدت يا عيد بدون خروف.