يبدو أن خبراً «قنبلة» فات على صحيفة «الإنتباهة» التي يعتبرها غالبية السودانيين عنصرية تثير الفتنة بين الإخوة في الشمال والجنوب. وأعلنت في الاسبوع الماضي انها ستواصل الصدور طوال عطلة عيد الأضحى المبارك.. ? ويقول الخبر «القنبلة» الذي أبرزته غالبية الصحف السياسية الكبرى في البلاد في صفحاتها الأولى.. ان الدعوات تجددت في اسرائيل لإبعاد المهاجرين الافارقة إلى الدولة الصهيونية «خاصة السودانيين منهم من جنوب السودان».. ? وهذه الفقرة الأخيرة بالذات تهم ناس «الإنتباهة» ولكن عندما تصفحت جرائد يوم الثلاثاء لم أجد أثراً لهذا التقرير الخطير في تلك الصحيفة.. رغم أنني قد توقعت ان يكون هذا التقرير مانشيت الإنتباهة بتشديد على فقرة «القادمين من جنوب السودان» وان تحتفي صحيفة العنصرية والكراهية بهذا النبأ.. وربما تذهب أبعد من ذلك وتقول ان الصهاينة «عندهم حق» في طرد الأخوة الجنوبيين كما طرد الغزاة الصهاينة الفلسطينيين من ديارهم.. ? ولكن يبدو أن محرري هذه الصحيفة قد «دقسوا» وناموا بدري» عندما بثت وكالات الانباء العالمية هذا الخبر «القنبلة».. وهذا طبعاً بالنسبة للانتباهة.. ? وحسب الوكالات فإن سكان تل أبيب تظاهروا يوم الاثنين احتجاجاً على اقامة المئات من هؤلاء الأفارقة في احياء المدينةالجنوبية وطالبوا حكوماتهم بالعمل سريعاً على ابعادهم».. ? وحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة فقد انطلقت هذه المظاهرة من حي «هتكيفا» في جنوب تل أبيب حيث حمل المشاركون فيها كفنا يحمل اسماء الاحياء التي يعيش فيها المهاجرون الافارقة. المتظاهرون كانوا يرددون شعارات مثل «أيها السودانيون عودوا إلى السودان».. ? ووصفت عضو في المجلس البلدي بمدينة تل أبيب المهاجرين الافارقة بأنهم «قنبلة موقوتة في المدينة ويجب ابعادهم».. ? كراهية الأخوة الجنوبيين وإثارة الفتنة ليس فقط بين الحكومتين ولكن ايضاً بين شعبي الشمال والجنوب- اصبحت سمة ملازمة لبعض الزملاء في الانتباهة ان لم تكن لغالبيتهم.. ? هذه الصحيفة وضعت اعمدة لبث كراهية الشماليين للأخوة الجنوبيين ومن ابرزها تلك التي يكتبها الطيب مصطفى رئيس ما يسمى بمنبر السلام العادل.. ولكن الابرز في تلك الاعمدة ما يداوم على كتابتها يومياً تقريباً د. عبد الماجد عبد القادر.. ? ولكن ما يحيرني في كتابات د. عبد القادر انه رغم تعدد خبراته ومواهبه ورغم ثقافته الواسعة- اندهشت لهذا التغيير الهائل الذي طرأ على الزميل السابق منذ ان كنا نعمل في «الرأي الآخر» وانضم هذا الرجل لزمرة الداعين المتشددين لانفصال الجنوب وعندما انجز هذا المنبر هذه المهمة «التاريخية» بدأوا في تكريس الكراهية العنصرية ضد إخواننا الجنوبيين