أكد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأمين العام للحركة الإسلامية، أهمية التركيز على التحديات والإشكالات التي تواجه الأمة الإسلامية، ودعا لضرورة التفاكر في شأن الأمة وأن تعرف الأمة الإسلامية بعضها البعض لتقييم ما يمكن تقييمه لأجل وحدة الصف والوقوف في مواجهة أعداء الإسلام. وقال طه لدى مخاطبته البرنامج الفكري على شرف المؤتمر العام الثامن 2012م للحركة الإسلامية بقاعة الصداقة حسب (سونا) أمس، إن اجتياز مرحلة الإبتلاء والمنع يجب أن يكون بالصبر واليقين، وأن نستقبل مرحلة العطاء والمنح بمراجعة النفس وإخلاصها معه سبحانه وتعالى. وأضاف طه، أنّ الحرية التي نتمتع بها في بلداننا يجب ألاّ تدفعنا إلى الغرور والعلو والوصاية على الناس، وأشار إلى أن ما أدى إلى ضرر الاستبداد والظلم في كثير من بلدان العالم هو إحساس الحكام بأن ما نالوه من الحكم هو اجتهاد منهم ولا يرجعون الأمر لله، وقال إن قضية السلطة والحاكمية والدولة يجب أن يرجع فيها إلى مقاصد الشرع، وأضاف أن استكمال الأمة والمجتمع هو بالجمع بين الإسلام والسلطان وهو الله. وأكد أن النظام الإسلامي لا يفرق بين مسلم وغير مسلم، وأن النظام في السودان جعل أن اعتماد الوظائف والواجبات العامة فيها مساواة بين المواطنين جميعاً، وقال: اتخذنا مبدأ المواطنة التي تكفل الحقوق والواجبات. من جانبه، كشف بروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الثامن، رئيس مجلس الشورى عن التقاء قيادات الحركة الإسلامية السودانية أمس بالعديد من القيادات والشخصيات والمثقفين الإسلاميين من الدول العربية أو الإسلامية أو الأفريقية التي تستضيفهم الخرطوم لحضور المؤتمر العام الثامن، لأبعاد الاستهداف الإسرائيلي للسودان في جلسة ترأسها جمعة أمين نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وأكّد أنّ وجود هذه الشخصيات في الخرطوم سيساعد في نقلهم صورة حقيقية عن السودان ويكون سبباً لإدانة إسرائيل، وقال: (مشاركة الحركات الإسلامية تشير لتغييرات مهمة ماثلة، فقبل الربيع العربي لم يكن ذلك متاحاً، لكن مجيئها للخرطوم يؤكد أن الساحة السياسية والاجتماعية تميل لاتجاه واضح). وأضاف: (نأمل أن يكون ذلك لصالح الأمة والعربية). واعتبر عمر الحضور الحركي الإسلامي مشرفاً للحركة الإسلامية ويوضح العلاقات الوطيدة مع هذه الحركات. وبرّر إبراهيم عدم تضمين انتخاب الأمين العام للحركة الإسلامية ضمن برنامج المؤتمر باعتبار أن البرنامج الموضوع تمّ على أساس الدستور القديم الذي ينص على انتخاب الأمين العام من مجلس الشورى، واستدرك: (لكن إذا تمت إجازة الدستور الجديد فربما يتم انتخابه من المؤتمر العام مباشرةً). وقطع رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية في مؤتمر صحفي أمس بأن الاختلاف حول انتخاب الأمين العام لا يثير المخاوف. وأضاف: (لأننا نتبع النهج الشورى ما يسمح باستصحاب الآراء في ظل الالتزام بالدستور). إلى ذلك، نفى عمر علمه بمبادرة مقترحة من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، لرأب الصدع بين الإسلاميين في الخرطوم، وأضاف: (لكننا سنسمع له فإن كان حديثه إيجابياً وواقعياً فسنتفاعل معه وإن كان دون ذلك فله أجر المحاولة)، وكشف القيادي الإسلامي عن أسباب تخلف كل من القرضاوي ورجب طيب أردوغان عن المشاركة في المؤتمر لظروف خاصة بهما. وقال: (القرضاوى يستشفى بالدوحة واعتذر بعد مرض ألم به عقب الحج، بينما ارتبطت زيارة أردوغان بافتتاح جملة من المشاريع في دارفور لكنها لم تكتمل)، رافضاً اعتبار تغيبهما لأسباب مرتبطة بمواقف حيال التجربة في السودان. إلى ذلك، أكدت سناء حمد العوض رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الثامن للحركة الإسلامية، اكتمال الترتيبات كافة لانطلاقة أعمال المؤتمر بقاعة الصداقة في دورة انعقاده الثامنة اليوم، وأوضحت أن الحركة الإسلامية درجت على عقده بانتظام كل (4) سنوات طوال (32) عاماً دون انقطاع. وقالت سناء ل (سونا) أمس، إن المؤتمر كان مقرراً عقده في أغسطس الماضي ولكن حالت ظروف موسم الخريف دون ذلك، لينعقد في نوفمبر الحالي، وأضافت أن المؤتمر يبحث قضايا تجديد أجهزة وهياكل الحركة دورياً أبرزها الأمانة العامة وهيئة شورى المؤتمر. وأكدت أن الدعوة وجهت لأكثر من (170) جهة خارجية للمشاركة في فعاليات المؤتمر، وتوقّعت سناء وصول الوفود المشاركة كافة بنهاية ليلة أمس. وأوضحت سناء أنه سيشارك في المؤتمر (4) آلاف عضو تم تصعيدهم عبر سلسلة من المؤتمرات القاعدية بدءاً من الأحياء ومروراً بالمناطق والمحليات والولايات وصولاً للمؤتمر العام القومي. وذكرت أن المؤتمر يشارك فيه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمراقبون العامون للجماعة في كل من الأردن وسوريا وليبيا، بجانب رئيس حركة النهضة في تونس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فَضْلاً عن مشاركين من القيادات الإسلامية من آسيا الوسطى والفلبين وماليزيا وأندونيسيا، وفي أفريقيا من يوغندا ونيجيريا وكينيا والصومال، ومشاركين من العالم العربي بشقيه الأفريقي والآسيوي.