دخل مشروع تعلية خزان الروصيرص مرحلة الافتتاح بعد ان تأخر تنفيذ المشروع لأكثر (40) عاماً، حيث كان يفترض بعد انشاء خزان الروصيرص فى ستينيات القرن الماضي ان يتم تنفيذ مشروع تعلية الروصيرص بعد خمس سنوات ولكن تأخر تنفيذ المشروع لأسباب سياسية وخارجية، ليكتمل العمل فيه الآن ويصبح جاهزاً للافتتاح فى نهاية ديسمبر المقبل، بينما يفتتح الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية غداً الاربعاء مشروعات التنمية والبنى التحتية المصاحبة لتعلية الروصيرص بولاية النيل الازرق، بجانب الوقوف على اكتمال التعلية ومشروعات إعادة التوطين والتى تشمل مجالات الطرق والصحة والتعليم والمياه والإعلام والخدمات الاجتماعية، مشيرا الى انه في جانب التعليم تم إنشاء وتأهيل 24 مدرسة بعدد من مناطق الولاية إضافة الى إجلاس 13 ألف طالب . وأكد عدد من خبراء الاقتصاد ان هنالك مكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية عديدة لتنفيذ مشروع تعلية خزان الروصيرص فى مقدمتها توافر الإرادة السياسية الوطنية لتنفيذ المشروع، وتوافر التمويل المحلي والعربي لإنفاذه. وأجمل الخبراء المكاسب الاقتصادية لتعلية الروصيرص فى استغلال السودان لحصته المتبقية من مياه النيل وفقاً لاتفاقية 1959 والبالغة (4) مليارات متر مكعب سيتم تخزينها بعد اكتمال التعلية ، والاستفادة من المياه المخزنة فى زيادة الرقعة الزراعية باضافة أكثر من مليون فدان يمكن ريها رياً انسيابياً، الى جانب تأمين احتياجات المياه بالمشاريع المروية القومية خاصة مشروع الجزيرة الذى ظل يعاني فى السنوات الأخيرة من العطش وتلف المحاصيل بسببه، كما تشمل المكاسب الاقتصادية للتعلية ايضاً زيادة إنتاج الكهرباء بنسبة (50%) عن الإنتاج الحالي لتبلغ نحو (1800) جيجا واط ساعة بدلا عن (1200) جيجا واط ساعة بدون تكلفة إضافية، والمساهمة فى تنفيذ مخطط مشاريع الرهد (2) وكنانة والدندر، وتقليل الطمي بخزان سنار والمشاريع القومية ويساعد فى الملاحة النهرية، وتنمية إنسان المنطقة بإقامة المشروعات التنموية والخدمية المصاحبة للتعلية، بجانب توفير وسائل دخل جديدة للسكان باستزراع الأسماك وإقامة صناعات جديدة وتشجيع الاستثمار لاستغلال الفرص المتاحة بولاية النيل الازرق. وأكد د.عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي المعروف ان تعلية خزان الروصيرص ستنعكس ايجاباً على الاقتصاد الوطنى بزيادة الرقعة الزراعية لأكثر من مليون فدان، وتغطية الاحتياجات المائية للمشاريع المروية الحالية ومشاريع الطلمبات بالنيل الازرق وتنفيذ مشاريع كنانة والرهد والدندر، واضافة طاقة كهرومائية بدون تكلفة، وتشجيع الاستزراع السمكي والاستثمارات لاستغلال موارد ولاية النيل الازرق الغنية بالموارد الطبيعية والحيوانية، بجانب توفير فرص عمل جديدة واستقرار انسان المنطقة بفضل توفر الخدمات الاساسية للمتأثرين بالتعلية من تعليم وصحة ومياه وكهرباء وطرق. وتوقع د.عادل فى حديثه ل(الرأى العام) حدوث هجرات سكانية من ولايات عديدة نحو ولاية النيل الازرق بعد اكتمال تعلية الروصيرص بحثاً عن الخدمات والاستقرار والعمل الزراعي والصناعي والتجارى والاستفادة من الاستقرار الاجتماعي الذى وفرته مشروعات إعادة التوطين للمتأثرين من خدمات . وعضد د.محمد سر الختم الخبير الاقتصادي المعروف من القول بوجود مكاسب اقتصادية عديدة لتعلية خزان الروصيرص فى مقدمتها توفير المياه لزيادة الرقعة الزراعية وتوفير الطاقة الكهربائية للصناعة وجذب الاستثمار، بجانب اقامة مشروعات تنموية مصاحبة للتعلية تنعكس ايجاباً على إنسان المنطقة. وانتقد د.سرالختم فى حديثه ل(الرأى العام) عدم وجود مشروعات مخططة جاهزة للاستفادة من تعلية خزان الروصيرص، مبيناً فى هذا الصدد انه تم تكرار الأخطاء التى حدثت فى سد مروى فى تعلية الروصيرص حيث لم يتم إعداد مشروعات للاستفادة من هذه السدود، كما لم تكن هنالك برامج واضحة الآن للاستفادة من التعلية، ودعا فى هذا الصدد الى توزيع الاراضي القابلة للزراعة للقطاع الخاص الوطنى او الاستثمارات المشتركة وتشجيع مشاريع الاستزراع السمكي وتربية الماشية، بجانب توفير ضمانات لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار وتابع : ( اذا لم نعد مشروعات للاستفادة من تعلية الروصيرص سيتم تخزين المياه وتذهب شمالا لتستفيد منها دول أخرى جاهزة لاستغلال هذه المياه).