كشف المرشح الرئاسي السابق للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الأستاذ حاتم السر حزمة من المتغيرات التحديثية في السياسة العامة للحزب يجري التداول حولها خلال انعقاد المؤتمر العام أهمها طرح وثيقة (وحدة السودان ) تتويجا وتطويرا لاتفاقية (الميرغني ، قرنق ) وعدها السر بأنها ستكون مفاجأة وبشرى للشعب السوداني وقال( أزعم أن مولانا هو صمام أمان المؤسسية في الحزب فهو الذي يجمعنا..ثم إن المصلحة الحزبية والوطنية تحتم على الاتحاديين جميعاً الالتفاف حول الميرغني ).من جهة ثانية رأي السر أن القوى السياسية بعيدة الآن عن طريق الوفاق والإجماع وقال (لا أحد يعي حجم التحدي الحقيقي للسودان، فالمعارضة تنظر للحكومة بإشفاق، والحكومة تمر بأزمة كبيرة، ولكنها لا تطحنها وحدها..) ادناه نص الحوار # هناك من يظن أن المؤتمر سانحة لتصفية الحسابات والبعض يراهن على فشله وهناك من يتوقع انقسام الأشقاء ووقوع منافسة قوية خصوصا بين الاتحاديين وأهل الطريقة؟ منذ أن قال الزعيم الأزهري طيب الله ثراه في حضرة السيد علي الميرغني قدس الله سره، والسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، «حزبان قبرا الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي»، فإنّ سوسة تنخر في الجسم الوليد «الاتحادي الديمقراطي» وتحاول هزه وتنكيس رايته، ولكن وجود حكمة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وعزيمته التي نطق بها غير مرة مصرحا «إن هذه الراية لن تسقط أبداً»، حالت دون نجاح السوسة.وظلّ كثيرون يقولون ويبشرون بانشقاقات كبرى، لو صدقناها لما ظل في الحزب فرد واحد، ولكن الحسد والمرض والغيرة وتجارة فرق تسد، تجد رواجها للأسف في المجتمع السياسي السوداني. ولا ينفي هذا أن في الحزب تيارات، ولكنه ينفي التصنيف الخاطئ المتعمد.خذيها عني لن يكون مؤتمرنا ساحة لتصفية الحسابات ولكن فيه (سينبرش الطرورة ويثبت الصنديد).. # *كيف تنظر الى أثيوبيا الدولة الجديدة بعد غياب زيناوي وتأثيرها على السودان في ظل الانشطار؟ أثيوبيا دولة محورية وعمق ضروري للسودان، وظللنا نحاول إبقاء العلاقات معها على مستوى مؤسساتي ، وحتماً نجح حزبنا في ذلك، ولكن الخطأ الذي ارتكبه النظام السوداني، أنه بنى علاقاته على الأشخاص، فحدثت ربكة معروفة لدوائر التنظير الاستراتيجي، عموماً أنا متفائل لأن المصالح الدائمة تحكم البلدين لمزيد من التصالح، والتعاون في القطاعات الزراعية والصناعية وإدارة ملف المياه، المطلوب إرادة حقيقية نحو السلام من الطرفين. # مع إنكم من المتمسكين بالوحدة إلا أن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لم يقم بزيارة الجنوب لا قبل ولا عقب الانفصال ما هو مغزى ودلالة ذلك؟ قلنا مراراً وتكراراً إن مولانا لن يزور الجنوب زيارة سياحة، بل سيمضي لتتويج اتفاق سياسي اجتماعي ظللنا نعمل عليه لفترة طويلة، وسيكون ذلك قريباً، وسيكون بشارة خير لكل السودان. # أثارت الدعوة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية لوضع دستور دائم للبلاد اختلافات في وجهات النظر بين القوى السياسية السودانية.كيف تنظر لهذا الموضوع وما هو برأيك الدستور المناسب للبلاد عقب انفصال الجنوب؟ مطلوب في هذه المرحلة وبشدة اتفاق جميع أهل السودان على الدستور الجديد فإرادة الشعب السوداني قادرة على وضع دستور ديمقراطي يليق بالسودان ويسد الفراغ الدستوري القائم بالبلاد منذ انفصال الجنوب.ومطلوب كذلك بشدة منع المؤتمر الوطني من إنتاج دستور من إعداده وإخراجه لوحده. القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية السودانية مطالبة باللجوء إلى جميع الطرق الممكنة لمنع المؤتمر الوطني من إخراج دستور مشوه علماً بان عورة السودان الدستورية لا يسترها إلا مشاركة كل أهل السودان في وضع الدستور الذي يرتضون بعيداً عن وصاية المؤتمر الوطني . أما سؤالك بخصوص الدستور المناسب للبلاد فلا يمكن اختزاله، في سطر واحد، ولكنه الدستور الملتزم بالحريات والحقوق والمكتوب في جو ديمقراطي بمشاركة كل الناس، ويعرض على برلمان منتخب عبر انتخابات نزيهة لإجازته.بعدها سيكون ملزماً ، لكل الناس ، ولا يمكن أن أحدده وحدي. # جلوس المعارضة بعيدا وإطلاقها للتصريحات النارية جعلت المواطن ينظر لها بإشفاق ؟ كل القوى السياسية بعيدة عن طريق الوفاق والإجماع ، لا أحد يعي حجم التحدي الحقيقي للسودان، المعارضة تنظر للحكومة بإشفاق، فالحكومة تمر بأزمة كبيرة، ولكنها لا تطحنها وحدها، هي تطحن المواطن السوداني، سواء المعارض أو الذي في الحكومة. التصريحات النارية، كلها غضب، وحزن على الواقع المأزوم، الذي يفتك بالوطن، الأزمة السودانية أكبر من حكومة ومن معارضة، وتحتاج إلى الجميع، إلى المعارضة والحكومة، نحتاج لانتشال هذا الوطن من وهدته، الذي نشفق عليه جميعاً ، كما نشفق على أنفسنا، من سعار الغلاء، وانحدار التعليم وتردي الصحة، هذا الوطن يستحق أفضل من ما نراه. # يقول بعض المختصين إن العلاقات الدبلوماسية الخارجية للبلاد مأزومة ما هو المخرج من وجهة نظرك؟ المخرج الوحيد هو إعادة الاصطفاف، وترتيب وجود السودان بناء على العمق التاريخي، والمصالح المشتركة ،بعيدا عن الإيديولوجيات المتنطعة، والعصبيات الثورية، ومطلوب بشدة الانحياز لمحور الاعتدال العربي، والخروج عن المحور الايراني السوري ،ولابد من احترام العمق الإفريقي، فالإنقاذ يجب أن تتطهر من العهد السيئ الذي كانت تعمل فيه على تصدير مشروعها الحضاري، وتسب دولاً كثيرة،وتعادي بعضها وتتوعد بمحاربتها.وفي هذا الصدد كان بإمكان الأحزاب السودانية ذات العلاقات الخارجية المتجذرة أن تلعب دوراً في رتق هذا الفتق الذي ظلت تعاني منه علاقات السودان الخارجية لو تنازل المؤتمر الوطني عن العنجهية وسمح لها بأداء هذا الدور، ولا أدل على ذلك من غضب الوزير السابق الدكتور منصور العجب الذي يحظى بدائرة علاقات واسعة على المستوى الدولي والإفريقي والعربي لم يعط الفرصة لتوظيفها لمصلحة الوطن فترك الوزارة وذهب حال سبيله . يجب أن نعمل جميعاً من أجل الاستفادة من علاقاتنا الدولية والعالمية وتوظيفها لصالح الوطن، ويجب أن لا ندخل الوطن في محاصصة إيديولوجية، فلا معنى لتقديم دولة لا مصالح حقيقية للسودان معها، على الدول الأخرى الشقيقة والصديقة لمجرد أنها تحمل توجهاً مشابهاً لتوجه حزب الرئيس أو أنها خمينية المرجعية أو قطبية التوجه. # طال غياب مساعد رئيس الجمهورية السيد جعفر الصادق الميرغني عن البلاد وعن تصريف مهامه بالقصر الرئاسي وتعددت التكهنات والتفسيرات حول أسباب الغياب.برأيك هل هناك أزمة مكتومة بينه والحكومة؟؟ لا علم لي بأسباب غيابه عن البلاد .وفي الحقيقة لم أتشرف بلقائه طيلة وجوده بالخارج حتى اعرف حقيقة الأمر .ولكن هذا العزوف بدون شك لن يكون بلا أسباب،و عند القصر الخبر اليقين وخير من يجيب على هذا السؤال هو القصر الرئاسي وليس شخصي الضعيف.وبلا شك يبقى استبعاده من عضوية اللجنة العليا لتنفيذ اتفاقيات التعاون مع الجنوب التي ضمت كل مساعدي الرئيس ما عداه مؤشراً لا يخلو من دلالات يعكس حجم العلاقة المأزومة بين الاتحادي والمؤتمر الوطني. # هناك من ينادي بضرورة تشكيل حكومة انتقالية هل تتفق معهم في الرأي؟ الكل ينادي، ولا يوجد أحد يستطيع أن ينكر ذلك، البلاد تحتاج إلى نقلة من حالة التعصب والانهيار، إلى حالة التماسك، والتحول الديمقراطي، وشرط ذلك وجود حكومة انتقالية، نزيهة، تشرف على انتخابات نزيهة.ولقد أثبتت التجربة أن بحث القضايا ذات الأبعاد الوطنية والقومية يحتاج إلى مشاركة وتوافق جميع القوى السياسية ولا مجال لحزب واحد مهما بلغت قوته أن ينفرد بالساحة السياسية لوحده فقد انتهى عهد الحزب الواحد والزعيم الواحد إلى غير رجعة. # الانتخابات القادمة على الأبواب هل تتحالف أحزاب المعارضة لإسقاط مرشح المؤتمر الوطني أم الانسحاب من المشاركة هو الأقرب في المشهد الانتخابي ؟ الأمر يحتاج إلى وقت لبحثه، ولن نصعد جبلاً قبل أن نصل إليه، ولكن نقول، لعل الله يحدث أمراً ، وعلى كلٍ نؤكد أننا سندخل الانتخابات الحرة النزيهة، ونحن على ثقة من أنها فعل صحي ، وسنستطيع تحقيق الأفضل، ونحن نعمل ونحضر لها منذ الآن. # أضحت الحركات المسلحة ترفع كلمة تحرير السودان .. من من تحرر تركيبة البلاد أم تقسيمها حسب الجغرافية والقبليات؟ نحن مع تحرير السودان من الشمولية والقمع والظلم، فالتحرير ليس من من ، بل من ماذا، من الظلم والقمع والقهر والمحسوبية والفساد والتجارة بالدين.أنا أؤمن بأن النضال السلمي يبدأ بالوعي الاجتماعي، والتعليم والتدريب على الحرية، وهو عمل متكامل يبدأ من البيت إلى القصر الجمهوري. الارتداد إلى القبليات والجهوية والعنصرية، سببه سياسات الجبهة الإسلامية والإنقاذ والمؤتمر الوطني، التي قامت بتفتيت وإضعاف مكونات المجتمع السوداني، الأحزاب القومية والطرق الصوفية، وقامت بمحاربتها لصالح الجهوية والقبلية، فكان من الطبيعي استشراء ظاهرة العودة إلى الرابطة الاجتماعية العنصرية ، عوضاً عن الرابطة الاجتماعية المدنية، فارتداد المجتمع السوداني إلى القبلية بسبب سياسات المؤتمر الوطني وليس بسبب الحركات المسلحة. # يقال ان الأحزاب الكبيرة تتصارع مع الوطني من اجل مصالحها فقط وليس مصلحة المواطن؟ كلام غير مناسب ...الأحزاب تصارع من أجل المواطن السوداني، وتقدم التضحيات من اجل الوطن وكل يسعى برؤيته.ومصالح هذه الأحزاب هي كفالة الحرية وإشاعة الديمقراطية وتحقيق السلام في ربوع السودان وفي سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة من حقها أن تتصارع مع المؤتمر الوطني وتصرعه.