فوجئت بتصريح وزير إعلام دولة الجنوب برنابا بنجامين ... بأن دولته متمسكة بتنفيذ اتفاق اديس أبابا مع حكومة السودان ... لأن أفعال حكومة الجنوب العدائية ضد السودان تؤكد رفضها لتنفيذ كل الإتفاق ... خاصة الإجراءات الأمنية ، وهي تريد بندا واحدا من الاتفاق ... وهو بند ضخ بترول الجنوب عبر أنابيب السودان وذلك لفك الضائقة المالية التي تحاصر حكومة وشعب الجنوب . والأمر واضح ... إذا أرادت حكومة الجنوب تنفيذ الإتفاق يجب أن تنفذ كامل بنوده ، خاصة الإجراءات الأمنية ... وفك الإرتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة ... وفك الارتباط بقطاع الشمال الذي ما زال يواصل قصف المدنيين في كادوقلي وكل جنوب كردفان . وتصريحات الوزير برنابا ... جزء من الأحلام والأماني المستحيلة وهو ليس لديه قوة التأثير على قرار حكومة الجنوب ، وإنما القرار في يد أبناء أبيي وباقان أموم الذي لم يبدل صورته ولا لغته العدائية . نحن نريد علاقات طيبة مع شعب الجنوب وحكومته ... إذا أصبحت حكومته تملك المصداقية والإرادة السياسية المستقلة ، ولا نريدها تابعة لمجموعة صغيرة من المتنفذين من قيادة الحركة ولا تابعة لإسرائيل وأمريكا . إن مصلحة الحركة وشعب الجنوب ... إقامة علاقات طيبة مع حكومة وشعب السودان ، لأن هذه العلاقات ستأتي بفوائد عظيمة للبلدين وللشعبين الشقيقين ... ونحن ما زلنا نعتبر الشعب الجنوبي جزءاً من الشعب الشمالي . نحن نشكر الوزير برنابا على هذه المشاعر العظيمة وهو يعلم تماماً أن حكومته لن توافق على تنفيذ إتفاق أديس أبابا ... الحركة تريد أن تتعامل بذكاء لا تملكه ... وهي تعتقد أنها أكثر ذكاء ً من الآخرين . ولا أدري لماذا لا تتعامل الحركة مع السودان بكل الشفافية ، المطلوب ... إما أن تقبل بكل بنود إتفاق أديس أبابا ... وإما أن ترفض كل بنود الإتفاق ... حتى يبقى الطرفان على بصيرة من أمرهما . دولة الجنوب أكثر حاجة للتعامل مع السودان ... فالسودان لديه كل شيىء والجنوب ليس لديه سوى البترول ... وتلك العناصر المتصلبة والتي لا تعرف المرونة في العمل السياسي ... وهي رهينة لدى قطاع الشمال وأولاد أبيي ، لذلك ومن أجل شعبها ... ومن أجل استقرارها كحكومة تجلس على سطح صفيح ساخن ، لأن شعب الجنوب لن يصبر على المجاعة كثيراً ولا تملك حكومته سبيلاً لمكافحة المجاعة التي انتشرت في كثير من قرى الجنوب ... لذلك لا سبيل لها إلا الموافقة على إتفاق أديس أبابا . المحزن أن قطاع الشمال ما زالت صواريخه وداناته تتساقط على كادوقلي ومعظم مدن جنوب كردفان ، وهو يسعى لإفراغ هذه المدن من سكانها لتحتلها قواته . والمعروف لكل حرب نهاية ... لكن الحركة الشعبية لا تؤمن بذلك ... فقد سهلت لها حكومة السودان الاستفتاء الذي أفضى إلى الانفصال ومنحها البترول وكل شيىء ، لكنها تريد أن تبتلع السودان كله لتغير التركيبة الديمغرافية وتبدل هويته العربية الإسلامية . وهذا أمر بعيد المنال ولن يتحقق بأذن الله ما دام في شعبنا عرق ينبض ، وعقول مدركة . والله الموفق وهو المستعان .