باقان اموم القيادي البارز والشخصية القوية في حزب الحركة الشعبية وأمينها العام أعلن بصراحة ووضوح ان زيارته للخرطوم جاءت استجابة لدعوة الأستاذ إدريس محمد عبد القادر وكلاهما ترأس وفد بلاده في مفاوضات أديس أبابا التي حققت اتفاق التعاون بين دولتي يالسودان شماله وجنوبه ووقع علي الاتفاق الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ووجدت اتفاقية التعاون ترحاباً في الشمال والجنوب إلا أنها وجدت معارضة من البعض وهذا أمر طبيعي ومقبول فمن الصعوبة بمكان أن يتفق كل الناس علي أمر معين ليس عندنا بل في كل أنحاء الدنيا. في الحوار الذي إجراءه معه رئيس التحرير عبر الهاتف ووجه فيه أسئلة حول اتهام حكومة السودان لحكومة الجنوب أبرزها السؤال حول فك الارتباط بين حكومة الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال والفرقتين التاسعة والعاشرة وعدم دعم المعارضة في البلدين والمتمردين وكانت إجابة الأستاذ باقان (هذا الأمر تمت معالجته في اتفاق وقف دعم المجموعات المتمردة بالبلدين وسيتم مناقشة التفاصيل باجتماع اللجنة الأمنية وعلينا أن نلتزم معاً بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعناها في هذا الصدد ونتأكد من عودة الاستقرار والأوضاع الأمنية بين البلدين لطبيعتها. ونحن الآن وعبر اللجنة الأمنية والسياسية بصدد وضع الآليات لتنفيذ الاتفاق الأمني والمراقبة والتأكد من تنفيذ الاتفاق علي الأرض.) هذه الإجابة فيها كثير من الدبلوماسية وكان المفروض ان تعلن حكومة الجنوب صراحة فك الارتباط مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وان تتخذ خطوات مباشرة في مواجهة كل الخارجين علي الحكومة السودانية وإيقاف أي شكل من أشكال الدعم. ولكن جاء في صحيفة الانتباهة ان زيارة باقان تزامنت مع تدريب قوات الجبهة الثورية مما يعبر خروجاً علي روح الاتفاقية وهو يناقض حديث باقان الذي انفردت بنشرة أخبار اليوم وقال بصراحة ووضوح ان هذا الأمر قد تمت معالجته في اتفاق وقف دعم المجموعات في البلدين وهل هناك من دعم أكثر من تدريب القوات المعادية. الزيارة حسب ما جاء علي لسان باقان فيها بشريات لأهل الشمال والجنوب وهي خطوة في طريق تصحيح المسار نحو تنفيذ الاتفاق وهي ليست صعبة ولا مستحيلة إلا إذا كانت حكومة الجنوب مستعدة للتضحية بمصالح شعبها من اجل الحركة الشعبية قطاع الشمال وإنها أكثر وفاء لها من أهل الجنوب الذين لا مصلحة تعود عليهم من تمسك حكومتهم بالحركة الشعبية قطاع الشمال أو إنها عاجزة عن التخلص من هيمنتها علي مصالح السودان والجنوب لأشخاص لا يبادلون بالشمال ولا الجنوب وتظل دوافعهم شخصية ولو لا حرص حكومة السودان علي عدم ملاحقة فلولهم داخل حدود الجنوب لتم حسم أمرهم عسكرياً ولا أظن أن حكومة الجنوب تريد إهدار موارد الجنوب في دعم الحركات المتمردة في السودان. الخير كل الخير بالنسبة للشعبين الاستفادة من اتفاقية التعاون وتنفيذ بنودها بحذافيرها ولابد أن تكون البداية بالملف الأمني الذي يمهد الطريق لبقية الملفات. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 2/12/2012