من أطرف ما قاله الأستاذ غازي سليمان، وهو يبرر واحداً من مواقفه الإيجابية من الإنقاذ في نسختها الأخيرة، أن الإنقاذ لم تعد كما كانت في السابق، وإنما أصبحت في رقة الفنانة حنان بلو بلو.. وبالتالي فإن تغيّر موقفه من الإنقاذ التي أذاقته ويلات العذاب في السابق، تغير تماشياً مع رقتها السياسية ، والأخيرة من عندي وليس من عندي غازي. رقة الإنقاذ تلك، لم يرها غير غازي كثيرون بالعين المجردة، فقد ظلت في أغلب الأحيان في خشونتها القديمة تجاه معارضيها، وبذات شدتها وقتها ضد كل من يحاول هزّ شجرتها وإن كان ذلك من حماتها وأبنائها المخلصين حتى صبيحة الخميس الماضي، موعد الكشف عما يطلق عليه المحاولة التخريبية حيناً، والإنقلابية حيناً آخر. ومن المعلوم أن الإنقاذ ظلت تولي إهتماماً خاصاً بانتخابات الإتحادات، سواء أكانت تلك الإتحادات طلابية أو دون ذلك، ولا تغفل بالطبع اتحادات المزارعين والرعاة والفنانين ، حيث كان جل من يجلسون على كرسي رئيس إتحاد المهن الموسيقية الرابض على شارع النيل بأم درمان، هم من أهل الإنقاذ. وقد جلس على هذا الكرسي من قبل صلاح مصطفى والدكتور عبد القادر سالم والأستاذ حمد الريح، وعاونهم في مهامهم النقابية لفيف من الموسيقيين الإسلاميين على قلتهم، وتوقع البعض بعد مساندة جمال فرفور وحسين الصادق وآخرين للمؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة ، أن يصعد أحدهم ويتجاسر ليرشح نفسه في انتخابات الإتحاد الوشيكة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، ربما لأن الإنقاذ انشغلت كثيراً بالمحاولات التخريبية ومؤتمرات الحركة الإسلامية و(السائحين) عن الفنانين. ما حدث تحديداً أن الفنانة الاستعراضية ، وإن شئت الرقيقة ، حسب وصف غازي سليمان هي التي ترشحت لرئاسة إتحاد الغناء والموسيقى، ويبدو من حديثها ل(الرأي العام) أمس، إن فرصتها كبيرة في الفوز بالمنصب خاصة بعد انسحاب كمال ترباس بينما لم يتقدم لمنافستها أي من فناني المؤتمر الوطني، وكأنهم قرروا فجأة أن لا يسعوا للإستحواذ على الإتحادات جميعاً، وأن يتعاملوا مع انتخاباتها بشىء من الأريحية والرقة. فالإنقاذ ظلت تحمل رؤى وتصورات للفن في البلاد وتضع على قيادة الأجهزة المختصة في هذا المجال ما يحقق رؤيتها أو على الأقل لا يتصادم معها، وهو الأمر الذي لا يمكن الاطمئنان عليه في حال فوز الفنانة حنان بلو بلو بالطبع. من الآخر، يبدو أن هنالك الكثير مما يشغل بال الإنقاذ بصورة قلما تتوافر لصعود من لا يوافقونها الرؤى لإعتلاء كراسي النقابات المختلفة، فهل تفلح الفنانة حنان بلو بلو في الفوز بمقعد رئاسة الإتحاد وفتح الطريق أمام صعود آخرين لسدة إتحادات أهم ظلت لعقدين وأكثر في قبضة المؤتمر الوطني التي بدأت بالارتخاء فيما يبدو؟