يبدو ان ثنائية قطاع غزة والضفة الغربية التى شطرت المشهد الفسطينى منذ ست سنوات, تسيطر حتى على المتعاطين مع الشأن الفلسطينى من الخارج والداعمين له ، فبعد الزيارة التاريخية التى قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى غزة في الثالث والعشرين من اكتوبر الماضي, اعلنت وسائل إعلام فلسطينية ان امير قطر سيزور رام الله خلال الايام القادم. واجمعت وسائل الاعلام العربية والعالمية حينها على نعت الزيارة الى غزة بالتاريخية, كونها أول زيارة من نوعها يقوم بها زعيم عربي للقطاع منذ احتلاله العام 1967، وخلال الزيارة دشن الامير عدداً من مشاريع الإعمار ومن بينها مدينة الأمير حمد السكنية ومشاريع بنية تحتية. ورافقته فى الزيارة قرينته الشيخة موزة حيث عبرا ميناء رفح البري. وكان امير قطر حريصاً على عدم الدخول فى تجاذبات المعسكرين الفلسطينيين رغم انه بحسب الكثير من المراصد الصحيفة الاقرب الى معسكر غزة ولكنه فى تلك الزيارة تعامل مع السلطة الفلسطينية فى رام الله طبقا للبروتكولات الدبلوماسية حيث اتصل هاتفيا بالرئيس محمود عباس أبلغه رغبته بالذهاب الى غزة لافتتاح بعض المشاريع الإعمارية. ومن جانبه رحب عباس بجهود دولة قطر في دعم قطاع غزة. وأشارت وكالة »وفا« الفلسطينة للانباء ان عباس أكد لأمير قطر »على ضرورة الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية وإنهاء الانقسام«. وأضافت ان عباس طالب أمير قطر (بحث حركة حماس على تنفيذ الاتفاقات الموقعة حفاظاً على الحقوق الوطنية ووحدة الصف الفلسطيني، ما يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية كافة) حاولت اسرائيل الاصطياد فى الماء العكر بمحاولة تعميق الهوة بين الفلسطينيين من خلال تصوريها زيارة امير قطر الى القطاع بأنه اختار معسكر حماس فى مواجهة فتح وعبر عن الموقف العدو الاسرائيلى يغئال بالمور المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية فى حديث لوكالة الصحافة الفرنسية, عندما انتقد زيارة امير قطر ووصفها بالغريبة. وقال»يمكننا ان نأمل بان يقوم الامير بتشجيع الفلسطينيين الذين لا يدعون الى العنف«. واضاف »في الوقت نفسه نجد انه من الغريب ألا يساند الامير كل الفلسطينيين بل يفضل »حماس« على السلطة الفلسطينية التي لم يزرها من قبل« في الضفة الغربية. وتابع ان امير قطر »اختار بذلك طرفا وهذا ليس جيدا ولكن الرد القطري الحاسم جاء من خلال اعلان الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة امس الاول ان امير قطر سيزور رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الايام القادمة.وصرح ابو ردينة ان زيارة امير قطر اصبحت مؤكدة لكن موعد الزيارة لم يحدد بعد وجاري التحضير لها لكنه اشار الى ان الزيارة قد تتم نهاية هذا الشهر كحد اقصى بعد انتهاء الجولة الاوروبية للرئيس عباس، حيث سيعود بعدها للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد.وأوضح انه تم الاتفاق على هذه الزيارة خلال لقاء الرئيس عباس معه في الدوحة.وستكون زيارة امير قطر لفلسطين الثانية لزعيم عربي بعد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وذلك بعد الاعتراف بها كدولة مراقب في الاممالمتحدة. ويتوقع مراقبون ان تكون زيارة امير قطر الى رام الله بعد الزيارة الشهيرة لخالد مشعل الى غزة والرسائل التى اطلقها للتأكيد على الوحدة الوطنية بعد الانتصار السياسى الكبير الذى خرجت به حماس من معارك غزة الاخيرة يتوقع مراقبون ان تدفع زيارة الامير باتجاه المصالحة الوطنية.