الازمة التى دارت رحاها واستمرت لاكثر من شهرين بين وزارة المالية واتحاد العمال بشان رفع الحد الادنى للاجور ما كان لها ان تصل حد التفاقم ان تمت ادارتها بحكمة وحنكة ، احسب ان وزارة المالية هى من تسبب فى تأزيمها ففى الوقت الذى كان يبشر بروفيسور ابراهيم غندور رئيس اتحاد العمال(العمال) بموافقة وزارة المالية على مقترح اتحاد العمال بزيادة الاجور يعلن وزير المالية عدم موافقته على المقترح ما لم يصدر قرار الموافقة من اللجنة التى كونها رئيس الجمهورية بهذا الشان . فهذا المبرر الذى ساقه وزير المالية على محمود واستند عليه فى حيثيات رفضه الالتزام بما اتفق عليه مع اتحاد العمال جانبه المنطق .. اذ كيف يتنصل عن اتفاق وافق عليه ومن ثم يتراجع عن (كلمة شرف) اعلنها بشان قطاع واسع يمثله عمال السودان بعد عن وقع اتفاقا بينه وبين رئيس الاتحاد بتنزيل الاتفاق منذ الاول من يناير المقبل ، وقبل ان يجف مداد توقيعه يعلن تبرئه عن الاتفاق بعد ان اشترط الموافقه بقرار رئاسى ..واقع الحدث يفرض سؤالا مهما لماذا وافق وزير المالية على الاتفاق طالما انه يشترط موافقة اللجنة الرئاسية ؟؟ وزير المالية ظل وخلال الفترة الاخيرة يتخذ بعض الموافق المتعنتة التى جعلته يواجه وابل من الانتقادات من كل جانب فقبل عدة اشهر واجه انتقاد من السلطة الاقليمية بدارفور واتهمه رئيس السلطة التيجانى السيسى (بعرقلة) انسياب التمويل المخصص لانفاذ وثيقة الدوحة ما جعل السيسى يهدد بنسف الاتفاق . وفى الاسبوع الماضى شهدت قبة البرلمان مناكفات بين وزير المالية ووزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى اميرة الفاضل حينما طالبت اميرة بتنفيذ قرار مجلس الوزراء برفع الحد الادنى للمعاشيين وانتقدقت خلو الميزانية من اى مبالغ جديدة لادخال اسر فى التامين الصحى وغيرها من المطالبات التى تصب فى اطار دعم الفقراء، فما كان من الوزير الا ان ووجه لها اتهامات وجدت كثير من الانتقادات داخل البرلمان وخارجه ، وزير المالية يحتاج الى تغيير سياسته المتعنته بما اعجل ما تيسر ليصد كثيرا من النيران (الصديقة) التى ربما اصابته بلهيبها! (2) حديث المستر جوزيف ستافورد القائم بالاعمال الولاياتالمتحدةالامريكية بالخرطوم بان بلاده ترغب فى تطبيع علاقاتها مع السودان وتعزيز السلام والامن فى السودان ونفيه عزم بلاده تقسيم السودان وانها تعمل على وحدته وتاكيده عدم وجدود اى نية لاسقاط النظام ، والتزامه ببحث ادارة حوار لتحسين العلاقات بين البلدين وتجفيف العقوبات المفروضة على السودان هذه الاشارات التى اطلقها السناتور خلال ندوة مستقبل العلاقات السودانية الامريكية ربما تدعو متفائلين برفع سقف نفاؤلهم اكثر تجاه تحسن العلاقات مع امريكا خلال الولاية الثانية لباراك اوباما ..على راس هؤلاء التفائلين السيد وزير الخارجية على كرتى الذى سارع بارسال رسالة للسيناتور كيرى وزير الخاجية الامريكى اعرب فيها عن استعداد بلاده فى العمل مع امريكا فى تعاون تام خلال الولاية الثانية لاوباما. ولكن وقائع الاحداث لا تدعو للتفاؤل سواء ان كان اوباما على سدة حكم امريكا او غيره لان كل الحكام هناك يتعاطون مع الشان السودانى وفق سياسة لا تتغير وان تغير الحزب الحاكم هناك ان كان الحزب الديمقراطى او الجمهورى، فسياسة الترهيب والترغيب وعدم التطبيع هى من الثوابت بسياسة البيت الابيض الا ان ينفذ الحكام هنا ما يطلبه اللوبى الصهيونى المسيطر والمحرك للسياسة الامريكية ، واظن ان الكثيرين يتذكرون كيف ان الشعب السودانى رقص طربا حينما فاز اوباما برئاسة امريكا فى ولايته الاولى وتفائل السودان بذاك الفوز معتبرا ان انتقال رئيس ذى اصول افريقية الى سدة الحكم الامريكى هو انتصار لافريقيا وللسودان على وجه الخصوص ، ولكن خاب فألهم حينما نفذ اوباما ذات السياسة السابقة تجاه السودان بل انه ساعد على انفصال الجنوب وظل يغدق الدعم السخى للجنوب الى تم الانفصال بسلاسة! اوباما الذى جدد العقوبات على السودان قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية ليكسب الرضا الصهيونى ومن ثم الفوز بالرئاسة سنكون اكثر تشاؤما ببناء علاقات جيدة مع امريكا خلال ولايته الثانية ولن (نصدق) حديث المستر جوزيف بتحسين العلاقات بين البلدين بل و لن (نحلم) بمستقبل جيد مع امريكا لان ما يعلنه المسئول الامريكى هنا هو النقيض تماما لما يوجد فى الخطة الامريكية تجاه السودان!! (3) المحاولات التى ظلت المعارضة تكررها تجاه ازالة النظام الحاكم اضحت ممجوجة و(مربوكة) حتى لم يعد النظام نفسه ينتبه او يكترث لها ولم تعد تلفت الشعب السودانى باى حال من الاحوال ، فلم تترك المعارضة طريقا الا وسلكته تارة عبر تحالفها فيما بينها بما يسمى التجمع الوطنى او بتنسيق مع الحركات المسلحة او ما يسمى بتحالف الجبهة الثورية ، وكان اخرها ما تم الترتيب له فى ولاية ايوا الامريكية بحضور ممثلين للادارة الامريكية ، ولم يكن هذا الحضور الامريكى هو الاول من نوعه فقد سبق ان تم ضبط العديد من الاجتماعات التى تدبر وترتب للانقضاض على السلطة باشراف ورعاية من ممثلين للادارة الامريكية بينما يؤكد هنا فى السودان المسئولين الامريكيين بانهم لا يرغبون فى اسقاط النظام ، المخطط الجديد مرتب له ان يُنفذ قبل اجراء الانتخابات وعبر تحريك الشارع ..وربما فات على هؤلاء ان الشعب السودانى اذكى الشعوب، على اقل تقدير الشعوب العربية فلن يؤخذ على حين غرة او (يتخمة) بحسب اللغة الشعبية فهو لن يتجاوب مع احزاب بلا راس ولا عقل ،ليس لها عقل يستطيع ان يدير البلاد الى بر الامان فان كانت هذه الاحزاب لم تتفق فيما بينها فكيف لها ان تتوافق بشان الوطن !!