مع الاحتفال بأعياد الميلاد ترفع درجة المخاوف من تعرض عناصر حلف الناتو فى افغانستان الى الاستهداف ليس فقط من قبل حركة طالبان التى تراجعت الى حملاتها. وتشير مراصد اعلامية الى دخولها فى حوار سياسى مع الحكومة الافغانية فى مكان ما احيانا يشار الى الدوحة وأخرى الى باريس كمقر لتلك المفاوضات، ولكن الهجمات الراهنة ليست من عناصر طالبان مباشرة بل هى (هجوم من الداخل) كما بات يعرف وسائل الاعلام الدولية، وآخر فصول سلسلة الهجمات من الداخل ، مقتل مستشار مدني من الناتو على يد ? شرطية افغانية رميا بالرصاص، عشية عيد الميلاد، لم تكشف جنسيته داخل مقر عام الشرطة في كابول، ما شكل اول »هجوم من الداخل« لإمرأة من القوات المحلية على الحلفاء الغربيين، والذين سقط حوالى 60 منهم في حوادث مماثلة هذه السنة.وأعلن ناطق باسم »الناتو« توقيف الشرطية لدى محاولتها الفرار بسلاحها من باحة مقر عام الشرطة، وفتح تحقيق في الحادث، فيما انتشر عسكريون اميركيون في محيط المقر بعد الهجوم وتعيد الحادثة الى الاذهان حادثة اخرى وقعت في ولاية جاوزجان (شمال)، حيث أردى شرطي افغاني بالرصاص ايضاً خمسة من زملائه الذين انضموا الى وحدة شكلتها القوات الاميركية العام 2010 وتولت تدريبها. ولاذ الشرطي بالفرار بعد الهجوم. وعاد الحادث الأخير »لإطلاق النار من الداخل« التي خلقت اجواءً من انعدام الثقة بين الجنود الأجانب والأفغان، الى اكثر من شهر. وتحديداً الى 11 نوفمبر الماضي، حين قتل شرطي بريطاني في ولاية هلمند (غرب) المضطربة. ويعزو الحلف الأطلسي القسم الأكبر من هذه الهجمات الى اختلاف الثقافات، والى تسلل متمردين من حركة »طالبان« الى صفوف القوات المحلية التي ستتولى مهمات الأمن بالكامل بعد انتهاء مهمة »الأطلسي« القتالية بحلول نهاية العام 2014 ويرى محللون ان تسريع السلطات عملية تجنيد القوات الافغانية وصولاً الى 350 الف عنصر استعداداً لتولي مسؤولية الأمن من الغربيين، اضرّ بأساليب اختيار المرشحين وسهّل تسلل عناصر من »طالبان« الى صفوف قوات الأمن. ويتوقع مراقبون ان تشهد افغانستان حرباً اهلية أو عودة »طالبان« الى السلطة بعد انسحاب القوات الأجنبية في 2014. لكن التقارب الأخير بين افغانستانوباكستان التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع متمردي »طالبان«، يُعيد الأمل بالتوصل الى اتفاق سلام من اجل ارساء الاستقرار في البلاد عبر الحاق المتمردين بالسلطة. وصرح مسؤول حكومي افغاني بارز أن »باكستان صادقة في تأييد عملية السلام الناشئة« في بلاده، و »تتفق مع محاولة كابول تحويل طالبان الى حركة سياسية«.وأضاف: »ابلغنا الباكستانيون انهم يشتركون معنا في رؤيتنا لخريطة الطريق التي وضعناها، وتركز خصوصاً على تحويل الكيان العسكري لطالبان الى سياسي يسمح لها بالمشاركة في العملية السياسية والسعي الى السلطة سلمياً، مثل أي كيان سياسي). وشدد على ان التطرف يتطور في اتجاه يخرج عن نطاق سيطرة الجميع، )ما يمثل أنباء سيئة لكل من البلدين). ويؤكد ذلك التفاؤل غير المسبوق في افغانستان بالدور الذي يمكن ان تضطلع به باكستان، بعدما اعاقت الريبة المتبادلة بينهما جهود مواجهة المتشددين الذين يمكن ان تزداد جرأتهم في حال عدم تعاون قيادة البلدين لمواجهتهم. لكن المسؤول لمّح الى ان الابقاء على هذا التفاؤل يتطلب اتخاذ باكستان خطوات ملموسة أخرى تضاف الى اطلاق اعضاء من طالبان محتجزين لديها، ويمكن ان يدعموا جهود السلام. وكشف مسؤولون عسكريون باكستانيون ودبلوماسيون غربيون ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كيلاني جعل مصالحة الفصائل المتناحرة في افغانستان أولوية، في أحدث مؤشر على اتباع إسلام آباد نهجاً عملياً في تشجيع السلام مع طالبان. ورأى المسؤول الذي يشارك عن كثب في جهود المصالحة أن المحادثات التي اجرتها كابول مع »طالبان« في فرنسا اخيراً »مفيدة لجهود السلام، خصوصاً ان الحركة بدت صادقة في مناقشة هذا الأمر معنا«. وأمل ببدء مفاوضات رسمية مع الحركة العام المقبل ورحب بانضمام »شبكة حقاني« التي يعتقد بأنها تلقى دعماً من باكستان، الى عملية السلام ما دامت ستنفذ شروطاً محددة.