أحسنت لجنة تأبين الأستاذ فتحي خليل صنعاً حين اقترحت إطلاق اسم الراحل على شارع 61 , فهو الشارع الذي تطل عليه دار المحامين زملاء النقيب فتحي خليل . و بقدر ما بعث القرار في نفسي إحساساً بالارتياح لما فيه من قيم الوفاء فقد أعاد لي شعوراً بالأسف و أنا أتذكر أن سياسياً فذاً قدمته مهنة المحاماة لم يجد التقدير المستحق , و أعني محمد أحمد محجوب الدبلوماسي الذي قاد وزارة الخارجية و السياسي الذي ترأس الحكومة و الوطني الذي شارك في رفع علم الاستقلال . ألا يدعو للعجب أن أياً من شوارع العاصمة لا يحمل اسم هذا السياسي الرقم ؟ علها سانحة لمعالجة هذا التقصير خاصة و أننا مقبلون على الاحتفال بذكرى الاستقلال الذي كان المحجوب من صناعه . و علها سانحة لتصحيح طريقة تسمية الشوارع , فقد سبق أن أشرت إلى مفارقة إطلاق اسم البطل عثمان دقنة على شارع أقيم فيه نصب عبد الفضيل الماظ حيث استشهد بتلك الجسارة . و نفاجأ بشارع فى المقرن باسم الفنان كرومة في منطقة لم يسكن فيها كرومة و لم يهبط عليه إلهام أي من أغنياته بها . ثبتت أسماء بعض الشوارع مثل النيل و الجمهورية و الجامعة و القصر و السيد عبد الرحمن و لا داعي لتغيير أي منها فالشوارع كثيرة إذا أريد إطلاق اسم علم على أحد الشوارع , و قد فشلت من قبل محاولة إطلاق اسم السيد علي الميرغني على شارع الحرية بعد أن ثبت الاسم و اعتاد الناس عليه كما أنه يحمل معنى و قيمة عظيمة , و في محاولة أخرى غير موفقة تمت محاولة لتغيير اسم شارع البلدية , فأطلق عليه مرة اسم السيد عبد الله الفاضل و مرة أخرى اسم الشهيد الزبير محمد صالح , و لكن بقى اسم البلدية .. و لا يقف هذا التقليد العجيب على العاصمة فقد تفاجأت يوماً في مدينة ود مدني بأن شارع الجزيرة الشهير قد سمى شارع حمدان أبو عنجة .. و إذا أريد إطلاق اسم السياسي الكبير محمد أحمد محجوب فلنتجنب اختيار شارع اعتاد الناس على اسمه السابق حتى و لو كان شارع الرئيس المصري السابق محمد نجيب . أحيي في ذكرى الاستقلال محمد أحمد محجوب , و ارجو أن تعمل قوى الوعي و الاستنارة على إعادة الاعتبار لهذا الزعيم , الذي ظلم في حياته , و ما زال مظلوماً بعد مماته . و اترحم على الفقيد فتحي خليل .