الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي يعتبر معارضا صريحا، و(رأس حربة) الهجوم على الحزب الحاكم بلغة الرياضيين. وقد استطاع أن يقفز بالزانة، وينال ثقة د. الترابي حتى صار الأقرب له رغم وجود قيادات تاريخية تقدمت بها السن والتجربة رغم أنه كان بعيداً عن واجهة الأحداث ودوائر الفعل السياسي قبل مفاصلة الإسلاميين الرمضانية. كمال، يمتلك مؤهلات عديدة تجعله المرشح الأقرب لخلافة الترابي في زعامة الحزب - بعد عمر طويل بالطبع. ولكن في مقابل ذلك فإن شخصيته المصادمة وآراءه الجريئة حد التطرف في الحكومة، أكسبته رصيداً من الخصوم والحلفاء في نفس الوقت. أغلب المعارضين ينظرون لمواقفه بإعجاب، أما الحكوميون فينظرون إليها بكثير من السخط، وغير القليل من الاستياء . بينما لا يأبه كمال عمر بكل ذلك، ويمضي لمصادمة النظام وإفراغ رشاشه المحشو غضباً في وجهه بقوة .. ففي صحيفة آخر لحظة أمس مثلاً، وجه كمال الذي يرأس لجنة الإعلام بتحالف المعارضة هجوماً قاسياً على المؤتمر الوطني مشيراً إلى أن مواقفه وسياساته هي السبب الأساسي في الانهيار الاقتصادي وتمزيق البلاد وإدخالها تحت الوصاية الدولية. وزاد : (النظام يرتجف من تحركاتنا نحو التغيير)، وقد درج كمال على إطلاق مثل هذه التصريحات التي جعلت الناس إزاءه فريقين لا مجال للرمادية بينهم .. إما يحبونه بشدة ، أو يكرهونه كذلك.