نفت إيران نيتها إنشاء قاعدة عسكرية في المياه الإقليمية للسودان، وأبانت أن المناورات العسكرية التي تقوم بها للاستعداد العسكري فقط، فيما استبعدت تدخل الغرب عسكرياً في سوريا. وحذرت من الخطوة. وقال د. علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني في مؤتمر صحفي عقب مشاركته في اجتماعات اتحاد مجالس دول التعاون الإسلامي بالخرطوم أمس، إن المناورات العسكرية ضرورة لكل سفن عسكرية لحفظ فاعليتها، وتتم باختيار المساحة والمنطقة والتاريخ، وأكد أنها للاستعداد العسكري فقط. ونفى نية إيران إنشاء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر. ووصف لاريجاني العلاقة مع السودان بالإيجابية وفي خانة التطوير والتطور، وكشف عن حوار تم خلال زيارته بشأن التعاون الاقتصادي، ونوه لمنشآت تتم بواسطة شركات إيرانية ومشاريع أخرى سترى النور، وأكد أن المشاورات السياسية قائمة بين البلدين. وفي سياق آخر، قال لاريجاني إنه ليست لديهم معلومات بشأن تحرك غربي للتدخل العسكري في سوريا، وأضاف: لا أعتقد أن تقوم تلك الدول بخطوة كهذه. وتابع بأن الدرس الذي تلقنته في أفغانستان سيحول بينها والتفكير في أمر كهذا، وكشف عن توجهات وآراء حول قضية سوريا، وقال: البعض كان يركز على تعاملات الحكومة السورية ويتناسى الأعمال التي يقوم بها إرهابيون، والبعض الآخر يرى ضرورة الإصلاحات السياسية من الداخل وليس بدعم خارجي، وأكد أن ما خرج به مشروع البيان الختامي لمؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي أمر معقول، وقال إنه يطلب حلاً سياسياً لقضية سوريا، وأضاف: لهذا نرى أن المؤتمر اتخذ خطوة صحيحة للأمام. وقال لاريجاني إنّ الذين لديهم إلمام شامل بشؤون المنطقة يعلمون أن احتواء الأزمة السورية يكمن تماماً في الحل السلمي والحوار، وأوضح أن موقف إيران هو وجوب حدوث بعض الإصلاحات، ولكن في ذات الوقت ترفض تماماً التدخل العسكري، لأنه لا يمكن تحقيق الديمقراطية عبر القوة العسكرية، وتابع: لذلك يجب تمهيد الأرضية حتى يتسنى الحل السلمي، ونفى أن يكون الدعم لسوريا من منظور مذهبي، وقال: السودان صديق لنا وهو سني، وقال إن تصرفات بعض الدول مع قضية سوريا ليست سليمة، وأضاف: هل تصدقون أن فرنسا وبريطانيا تحققان ديمقراطية في سوريا. وأكد أنهما دولتان تبحثان عن مصلحتهما. وقال لاريجاني إن تلك الدول شعرت بأن النظام السوري داعم للقضية الفلسطينية ولذلك هجمت عليها، وأكد أن إيران تساند أية حركة إصلاحية داخل سوريا، وأشار لأطراف لا تريد فتح مجال كهذا، واعتبر أن الدول التي تدعي إرادة تحقيق الديمقراطية في سوريا تفتقر هي نفسها للديمقراطية، وقال إن أمريكا تتعامل وفق (صديق وعدو). ولفت إلى أنهم قبل الثورة الايرانية كانوا يعتبرونها صديقاً. إلى ذلك، أكد لاريجاني مطابقة الطاقة النووية التي تمتلكها إيران للمواصفات الدولية، وقال: لا يجب أن يكون هناك أي قلق أو تخوف منها، وأضاف بأن السودان لم يطلب الدخول في هذا المجال، وأن ايران ستدعمه حال رغب، وأوضح أن الطاقة النووية لإيران صناعة محلية بحتة ولا يمكن أن تتأثّر بضغوط خارجية. وقال لاريجاني إن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على ايران لم تفِ بشئ، وإنّ إيران سائرة في نهج امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأضاف: لا شك أن هناك تهديدات أخرى وكونوا على ثقة أنها لا تفيدهم، وتابع: هم يتمتّعون بعقلية محدودة ويعرفون كيف يكون الرد الإيراني، وزاد: الرد الإيراني يكون حازماً ولاذعاً، وأكد أن علاقاتها طيبة مع الدول الإسلامية، وأشار لوجود خلافات مع أخرى في بعض القضايا غير أنها لا تؤثر على العلاقات، وقال إن علاقات إيران تقوم على الفكر الخميني. وبشأن مطالبة إيران بالانسحاب من جزر إماراتية، أكد أن الجزر إيرانية بحتة لكن إذا كان هناك سوء فهم فيمكن الحوار. ووصف لاريجاني الكيان الصهيوني بأنه خطة سرطانية للمنطقة، وقال: كانت هناك نظريتان: المساومة التي لم تخدم الفلسطينيين ونظرية أخرى طرحتها ايران تخول المقاومة، وقال إن ما تم في غزة يثبت أن نظرية المقاومة هي الصحيحة. وفي رده حول وجود إعلاميات بالوفد الإيراني، قال إن المرأة الايرانية موجودة في كل الساحات، ونسبة الطالبات الجامعيات (60%)، وداعب الحضور بقوله: (في إيران المرأة في جميع المناصب وعلينا أن نبحث عن مناصب للرجال).