يتوجه الرئيس عمر البشير غداً الجمعة، إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي التي ستلتئم يومي السبت والأحد المقبلين، إضافةً للمشاركة في القمم الأخرى المصاحبة، ويتوقع أن تلتئم بأديس أبابا يوم غد الجمعة قمة مهمة بين الرئيسين عمر البشير والفريق سلفا كير ميارديت، قبيل انعقاد قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التى سيشارك فيها الرئيسان، بجانب رؤساء الدول الأعضاء كافة بالمجلس. ويتوقع أن تمهد قمة البشير - سلفا المقرر لها الفصل في ملفات الخلاف المرفوعة بواسطة وفدي التفاوض لتوصيات مهمة إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي سيشكل محور خلاف البلدين أحد أبرز الأجندة التي سيتدارسها الرؤساء. وكشف السفير بدر الدين عبد الله مدير إدارة جنوب السودان بوزارة الخارجية في حوار مع (الرأي العام) يُنشر بالداخل، أن الترتيبات تجرى حالياً بين العواصم الثلاث «الخرطوم، جوباوأديس أبابا» لتحديد زمن القمة، وأشار إلى أن أجندتها تتمثل في ملفات الخلاف التي رفعها وفدا التفاض في الجولات الماضية، وتوقع عبد الله أن تعطي القمم الأفريقية المختلفة التي ستعقد بالتزامن مع قمة الاتحاد الأفريقي، قوة الدفع المطلوبة لحسم ملفات الخلاف داخل الإطار الأفريقي. وتشير (الرأي العام) إلى أنّ علي كرتي وزير الخارجية، وصل إلى أديس أبابا أمس للمشاركة في الاجتماع الوزاري لقمة منظمة (الإيقاد) التي تُعقد على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والمجالس الوزارية للقمم الأخرى، وسينضم وزير الخارجية للوفد الوزاري الكبير المرافق لرئيس الجمهورية والمقرر أن يتوجه إلى أديس غداً. وفي السياق، اتهم السفير دفع الله الحاج علي مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، حكومة جنوب السودان بالتراجع والنكوص عن كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين رئيسي السودان والجنوب. وقال دفع الله في لقاء بالصحفيين عقب جلسة مشاورات مُغلقة حول السودان والجنوب عقدها مجلس الأمن الدولي أمس الأول، إن دولة الجنوب هي السبب الأساسي في تأخير تنفيذ الاتفاقيات، وأضاف بأنهم تراجعوا عن التزامهم السابق بالانسحاب من منطقة (14 ميل)، وعادوا وقالوا إننا لن ننسحب إلا جزئياً. وتابع: عدم الاحترام هذا يؤخر إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح والتي نحن على استعداد لإنشائها فوراً، كما أعاقوا إنشاء الآليات الإدارية في منطقة أبيي، ولم يحضروا ممثلهم المعني بمناقشة الجانب الخاص بإنشاء شرطة أبيي، وزاد: هذا ما يؤكد عدم رغبتهم وعدم توافر النية السليمة وعدم الإرادة السياسية بالنسبة لهم. وقال دفع الله إن الدوليتن اتفقتا على إقامة ترتيبات إدارية مؤقتة في أبيي، وإن السودان لا يرى منطقاً في مطلب جنوب السودان بأن يكون ممثلاً بأثني عشر مقعداً والسودان بثمانية مقاعد، في الوقت الذي تعتبر فيه قبيلة الدينكا أقلية في أبيي، وأضاف بأن المسيرية هم من يشكلون الأغلبية، وأن عددهم ضعف عدد الدينكا، وقال: أود أن أوضح أن أبيي هي قانوناً حتى الآن جزء لا يتجزأ من السودان، إنها لا تنتمي إلى الجنوب حتى يتم التوصل إلى الوضع النهائي وتحديد مصيرها، وعندها سيكون ذلك أمراً آخر. وبشأن الحوار مع الجيش الشعبي في الشمال، أكد دفع الله أنه على الرغم من المعوقات والعراقيل الكثيرة التي تضعها حكومة الجنوب والتي تقف وراءها بعض القوى الكبرى، إلا أن السودان يرغب في حل هذه الموضوعات العالقة عن طريق التفاوض وحُسن النية، وأضاف بأن اللجنة الأمنية السياسية المشتركة بين البلدين ستلتقي في الثلاثين من يناير لبحث الموضوعات العالقة. من جانبه، قال فرانسيس دينق سفير الجنوببالأممالمتحدة، إن تقدماً محدوداً تحقق خلال محادثات أديس أبابا الأخيرة. وأضاف للصحفيين: كان من المأمول وضع اللمسات الأخيرة على الآليات الأمنية والسياسية المشتركة بعد القمة الرئاسية في أديس أبابا ليبدأ التطبيق دون مزيد من التأخير، ولكن للأسف فإن حكومة السودان تواصل وضع شروط مسبقة وتبقى غير مرنة في كل الأمور العالقة. وأكد دينق أن بلاده مارست ضبط النفس وتحلت بالمرونة في التعامل مع الأمور العالقة، وقال إن على المجتمع الدولي حَث الحكومة السودانية على تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها، وأضاف بأن حكومة السودان تواصل تجاهل التعايش السلمي بين الدولتين. وفي الأثناء، انتقدت الولاياتالمتحدة، السودان والجنوب لفشلهما في استئناف صادرات النفط، وقالت إن هذا التأخير يقوّض عملية السلام. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الأمريكية في بيان أمس الأول: إصرار حكومة السودان على تأجيل استئناف إنتاج النفط حتى يكتمل تنفيذ الترتيبات الأمنية يتعارض مع المبادئ الأساسية للاتفاق المُبرم في سبتمبر، وأضافت بأن ذلك تسبب في مزيد من التقويض للوضع الاقتصادي والأمني في الدولتين. وفي السياق، قال رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن بالإتحاد الأفريقي حسب (فرانس برس)، إنه ينتظر حضور الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت اجتماعاً للمجلس غداً الجمعة، على أن يعقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً أو مع لجنة الوساطة التابعة للإتحاد، وعبر العمامرة عن تفاؤله إزاء فرص إحراز تقدم الجمعة.