ورحل الخليفة علي عبد الكريم صديق رجل الإحسان والخير المعروف ... الذي حدثت وفاته فجر أمس بالقاهرة إثر وعكة طفيفة . والراحل من رجال المال والأعمال والخير المعروفين ... ومن الذين يعطون بيمينهم دون أن تعلم شمالهم ... وكريم كرم حاتم الطائي ... وقد شكلت وفاته فاجعة كبرى لأسرته ولكل أهله ومعارفه وأحبابه . والفقيد أحد أقطاب الختمية والاتحادي الديمقراطي ... ويده وماله كانا ممتدين للجميع ...لقد كان فقد الخليفة علي عبد الكريم فقدا جللا . لقد نجح كثيراً في أعماله التجارية وفي تربية وتعليم أولاده وبناته حتى بلغوا أعلى الدرجات العلمية وتفوقوا جميعاً بنين وبنات ... لقد كان الخليفة علي عبد الكريم أباً وصديقاً لأولاده وبناته لذلك نجحوا جميعاً في دراستهم . كان الخليفة علي متمسكاً بالتقاليد السودانية ومتسامحاً مع الآخرين ... وكان ورعاً وصاحب أخلاق حميدة ، وهو من الذين يخدمون الأحباب والأهل ... ويكرمون الضيف ، و يقف بنفسه على تكريم الضيوف . رحيل الخليفة علي عبد الكريم ترك في العين دمعه وفي القلب حسرة ولم أر جموعاً كالتي استقبلت الجثمان في مطار الخرطوم صباح الأحد ... ولم أر معزيين بذلك العدد الكبير من أصحاب المقام العالي والأهل الكرام . جيرانه خرجوا جميعاً ... ولأول مرة ارى دموع الخليفة علي إبراهيم مالك تنهمر... ولم يستطع حبسها ... وكثيرون ارتفعت أصواتهم بالبكاء ... فقد كان الراحل رجلاً نبيلاً وكريماً يبذل العطاء لمعارفه . الجيران خرجوا جميعاً منذ الصباح الباكر وقبل أن يصل الجثمان الى المنزل بالخرطوم بحري . لقد أنجب الراحل عددا من البنين والبنات وعلى رأس البنين محمد والفاتح وعبد الكريم ونور الدين وعثمان ... ومن البنات الأستاذة عفاف التي تشرف على توفير الدواء لمرضى الكلى والقلب وهي من الناشطات المتميزات ، وهي امرأة قوية تساوي مائة رجل . ومن أصهاره الأستاذ الفاضل حسن عوض الله ابن القطب الإتحادي الكبير والوزير السابق الراحل حسن عوض الله احد أبرز وزراء الإتحادي في ذلك الوقت . وعندما جاء الخليفة علي من رحلة علاج خاطفة قبل عام من الآن ويزيد ... وذهبت لزيارته مع الأخ والصديق العزيز الفريق الفاتح عروة ... استقبلنا استقبالاً حاراً ... وأشاد بما أطرحه من موضوعات في الرأي العام ... كما فتح مع الفريق الفاتح عروة العديد من الذكريات القديمة ... فالرجل يملك ذاكرة فوتوغرافية و هو طيب كالقمح والحقول والمطر ... إنه شخصية نادرة ... لا تتكرر . وإننا إذ ننعيه ننعي فيه دماثة الأخلاق وحسن العشرة ... وصدق المودة والعشرة النبيلة ... فالرجل كان بيني وبينه ود لم ينقطع ... إنه أرباب حقيقي ، ويداه تمتدان إلى المساجد وتعميرها وصيانتها ... ويداه ممتدتان لكل محتاج وكل محتاجة ... حتى اولاده وبناته لا يعلمون ماذا يقدم . نسأل الله له الرحمة والمغفرة بأكثر مما قدم لوطنه ولشعبه ولأسرته واهله ومعارفه . و(إنا لله وإنا إليه راجعون)