تترقب الاوساط الاقتصادية والمصرفية للتراجع المتواصل لاسعار اليورو مقابل الجنيه السوداني لارتباط ذلك بالازمة العالمية الاقتصادية التي يشهدها العالم الآن وسط حالة من الارتباك والخوف من حدوث كساد متوقع بسبب انهيار الشركات العالمية والتخلص من العمالة وينظر المراقبون بعين القلق في حالة استمرار انهيار الاقتصاد العالمي الأمر الذي سيؤدي لتزايد الاقبال على شراء الضروريات من سلع ومنتجات اساسية وضرورية وانخفاض الشراء للاحتياجات الكمالية ففي الوقت الذي أكد فيه الأمين عبد المجيد مدير عام البنك الاسلامي السوداني ان التذبذب الذي تشهده اسعار العملات الاجنبية عالمياً وعلى الرغم من ضخ مبالغ اضافية للبنوك والاقتصاد اعادت الثقة للدولار عالمياً، ولكن انخفاض اسعار البترول تسبب هو الآخر في ارتفاع اسعار الدولار، وبالنسبة لنا في السودان على الرغم من تراجع اسعار اليورو والاسترليني إلاّ ان ارصدة الاحتياطي ليست كبيرة بهاتين العملتين وعلى الرغم من حدوث خسائر على البنوك بسبب انخفاض اسعار اليورو غير انها محدودة واعتبر ان الأمر طبيعي لان البنوك معرضة للربح والخسارة، ولكن في حالة استمرار الانخفاض لا بد من وضع التحوطات اللازمة، فيما يرى كمال عبد القادر نائب المدير العام للبنك السوداني الفرنسي ان انخفاض اسعار اليورو يتطلب متابعة دقيقة والتحوط في حالة استمرار انخفاض اسعار اليورو والاسترليني واعتبر ان الانخفاض في اسعار العملات احدث آثاراً ايجابية على استيراد مواد البناء والقمح والذي تراجعت اسعارها بالاسواق المحلية وقال إن التعامل بسلة العملات الأخرى خلاف الدولار اسهم بشكل كبير في تقليل مخاطر التعامل بالدولار والذي يتعرض للمصادرة بسبب الحظر الامريكي المفروض على السودان، وقال على الرغم من حدوث خسائر للبنوك من جراء التعامل باليورو إلا ان هناك بنوكاً لديها ارصدة باليورو، ولكن هناك زيادة في حركتي البيع والشراء في العملات الاجنبية هذه الايام موضحاً ان عدم استقرار اسعار العملات الاجنبية عالمياً في ظل الازمة العالمية مسلسل لا نعرف نهايته، ولكن على البنوك التحوط والحذر لتقليل أية خسائر قد تتعرض لها، ويضيف عصام عبد الرحمن مدير ادارة النقد الاجنبي ببنك الادخار ان الازمة العالمية ادت لتذبذب اسعار العملات الاجنبية، ولكن امريكا تمكنت بسرعة وجيزة من سحب الأثر من الدولار وانتقل الآن لليورو والاسترليني ويرى ان البنوك علهيا ان تضع اجراءات احترازية لتقليل أية خسائر قد تتعرض لها اذا استمر تراجع اسعار اليورو والاسترليني، واعتبر ان المستوردين الذين فتحوا اعتمادات باليورو أو لديهم تعاملات سابقة هم الأكثر ربحاً الآن بخلاف البنوك.