كل الانظار متجهة صوب ارض الجزيرة لخروجها في الزمن المحدد فنياً من قبل وزارة الري والموارد المائية وهيئة البحوث الزراعية القاضي بايقاف ري محصولي الفول والذرة للتمكن من زراعة القمح في مساحة اربعمائة وخمسين ألف فدان وأي تأخير لزراعة القمح يتعدى نهاية نوفمبر الجاري يحدث اثراً سلبياً على الانتاجية الرأسية في حالة استمرار الري للمحصولين الفول «032» ألف فدان والذرة «015» آلاف فدان مع استمرار ري القطن في مساحة «38» ألف فدان فيما سيتم لاحقاً في العروة الشتوية اعادة زراعة الارز في «21» ألف فدان، وكان الارز قد زرع في الجزيرة في موسم «57 و6791م، وتوقف نسبة لعدم كفاءته الانتاجية. قصة القمح: اليوم تجددت الاحاديث عن زراعة القمح متزامنة مع برنامج النهضة الزراعية فقد فتحت جبهات عديدة في الزمن الضائع المحسوب بلغة الكرة وجاء الزمن الموقوت لزراعة القمح من اليوم الاول للشهر الجاري، ولكن تفجرت ازمات بعضها لم يكن في الحسبان وآخرى قنابل موقوتة معلومة وهي قصة التمويل من البنك الزراعي والشروط الانضباطية الجديدة للتمويل الفردي للمزارعين كل عشرة مزارعين مع بعض يوقعون تعهداً بالحواشة في حالة عدم الايفاء بسداد الدين ومازال هنالك «71%» من المزارعين من الموسم الماضي لم يسددوا لليوم ما عليهم للبنك الزراعي بقطاع الولايات الوسطى. أما الازمة الأولى التي تفجرت وينتظر صدور قرار اتحادي بمعالجتها هي انخفاض سعر السماد «سيوبرفوسفيت» الذي استورده البنك الزراعي من الخارج بسعر عالٍ يقدر بزيادة «58%» عن اسعار اليوم التي انخفضت. المأزق الحالي اصطدم بتوقيت زراعة القمح بحيث ان البنك الزراعي سيدخل في خسارة مالية عظمى قد تطيح برأسماله اذا حاسب المزارعين باسعار اليوم للسيوبر فوسفيت وهو سماد استراتيجي مهم لتثبيت جذور نبات القمح على الارض عند الري، كما يحقق هذا السماد نسبة اعلى في الانتاج بنسبة قد تفوق ال «04%» بمعني أنه يرفع انتاجية فدان القمح في الجزيرة الى عشرة جوالات أي واحد طن متري، علماً بان البنك الزراعي جهز الكميات المطلوبة للتسميد بمشروع الجزيرة لزراعة القمح، كما اعد الكميات الاخرى للمدخلات، حيث إلتزام بتوفير «088» ألف جوال سماد سيوبر فوسفيت و«07» ألف جوال من سماد اليوريا وكميات التقاوى - الا ان الموقف اختل بعد هبوط الاسعار العالمية للاسمدة فيما اشترى البنك الزراعي باسعار عالية قبل ثلاثة اشهر والقضية اليوم كيف تعالج؟ فقد أكدت الأخبار ان قراراً اتحادياً سيصدر لمعالجة زراعة مساحات القمح في رقعة تبلغ نحو مليون فدان بالبلاد منها بمشروع الجزيرة «054» ألف فدان والولاية الشمالية «003» ألف فدان والرهد «02» ألفاً والبقية بولايتي نهر النيل والنيل الابيض والخطة الاقتصادية تهدف لانتاج طن في كل فدان يزرع. دخلت زراعة القمح في اواسط السودان في فترة الحرب العالمية الثانية وتوقفت بعد نهاية الحرب، ونسبة للزيادة في الاستهلاك بدأ مشروع الجزيرة في زراعته مرة ثانية بعد الاستقلال بزراعة خمسة آلاف فدان واستمر التوسع في زراعته خاصة بعد تعمير امتداد المناقل وبلغت مساحة القمح المزروع في موسم «57 - 67» بالجزيرة والمناقل «765» ألف فدان وبعده انخفضت الى «405» آلاف وفي 77/87 انخفضت الى «564» ألف فدان الا ان المساحة هبطت في موسم «97 - 08» إلى «263» ألف فدان. وفي بداية التسعينيات شهدت توسعاً كبيراً وانتاجية عالية. بلغت المساحة المزروعة في موسم 2991 «316» الف فدان وانتجت «8.0» من الطن للفدان الا انها انخفضت سريعاً في الموسم الى «632» ألفاً ثم «751» ألفاً و«431» ألفاً وفي احدى السنوات تم الغاء زراعة القمح..واليوم تعود الجزيرة من جديد بمساحة «054» ألف فدان وكانت المساحة المقترحة «055» ألف فدان، إلاّ ان البنك الزراعي اعلن عن امكانيات محددة مرتبطة بالتمويل وبعقود موثقة.