الإقبال الكبير الذي تشهده المواقع الإلكترونية والصفحات والملاحق والبرامج المتخصصة في الإجابة على التساؤلات الطبية يثير العديد من التساؤلات!!! فهل تغني هذه الإستشارات عن المعاينة والكشف وإجراء الفحوصات اللازمة للعلاج؟!! وكيف ينظر الأطباء اليها؟!!. «الرأي العام» طرحت تلك التساؤلات على عدد من المشاهدين والمتابعين للبرامج الطبية التي تقدمها وسائل الإعلام المختلفة. (سهام حمدين) معلمة، أكدت متابعتها واهتمامها بالبرامج الطبية وقالت يجب أن لا نعتمد عليها اعتماداً تاماً، صحيح أنها تقدم معلومات مفيدة للمشاهدين والمستمعين والقراء وتساعدهم على التعامل مع بعض مشاكلهم الصحية ولكنها ليست بديلة للطبيب، ويشاركها الرأي (عثمان التيجاني) مهندس معمار، إذ يقول إن هذا النوع من البرامج يقدم روشتة طبية لمتابعيه ويسهم في فهم الحالات المرضية للآخرين وهذه مسألة مهمة الى جانب ذلك فإن البعض يعانون أمراضاً خطيرة لكنهم لا يحبذون التصريح بها وبذلك فإن تلك الإستشارات توفر لهم مساعدة كبيرة. أما (بابكر عبد الحميد) طبيب صيدلي، فيرى أن معظم الإجابات التي يحصل عليها المتصلون تتسم بالسطحية والعمومية ولا تقدم فائدة ملموسة، وتساءل عن المعايير التي تعتمدها الوسائل الإعلامية لاستضافة أطباء بعينهم دون الآخرين. وتقول (نعمات الأمين) موظفة، كثير من المشاهدين يتابعون هذه البرامج لأنهم يشعرون بالحاجة الى معرفة الأعراض التي لا تلبث أن تزول وهذا يضع على عاتق المسؤول عن البرنامج مسؤولية كبيرة تجاه المتابعين، لأن أي شخص غير دقيق فإن أية معلومة خاطئة يمكن أن تتسبب في آثار صحية خطيرة. من جهتها قارنت الدكتورة سلوى ياسين إختصاصية الكلى والمسالك البولية بين الأمراض التي يمكن لأصحابها استشارة التطبيب عبر الهاتف لمعرفة خطورتها وبين تلك التي تستدعي زيارة عاجلة للطبيب، وأبدت استغراباً لموافقة بعض الأطباء على إبداء آرائهم في حالات مرضية تحتاج الى معاينة مباشرة ورحلة علاجية قد تستمر لفترة طويلة تتخللها زيارات متواصلة للعيادة وفحوصات وتحاليل. وقال الدكتور عمر هارون، اختصاصي جراحة القلب إن زيارة الطبيب أمر أساسي للحصول على التشخيص الدقيق. أما الإستشارات عبر الهاتف والمراسل فإنها لا تقدم أكثر من مؤشرات عامة، فمعظم المرضى يعجزون عن تقديم الصورة الدقيقة لطبيعة معاناتهم أو تحديد الأعراض التي يشكون منها ومثل هذا النوع من الإستشارات لا يخدم المريض، فالطبيب دائماً يختم حديثه للمتصل بعبارة (الأفضل أن تزور الطبيب المختص) لتحديد المرض بصورة دقيقة وهذا دليل على إدراك الأطباء بأنهم لا يستطيعون إعطاء معلومة كاملة للمشاهد أو المستمع أو القارئ.