بروفيسور كول أوموتوسو الاديب والناشط السياسي- يعيش في المنفى الاختياري في جنوب افريقيا احتجاجاً علي الحكم العسكري المستمر في نيجيريا. فمنذ وصوله جنوب افريقيا قبل نحو عشرين عاماً -أقر الرئيس السابق لاتحاد الكتاب النيجيرين انه ما زال يفتقد موطنه نيجيريا. برفوسيور أوموتوسو كان يتحدث مع صحيفة «ديلي صن» النيجيرية مباشرة بعد إختتام اجتماعات الاتحاد التى عقدت في إديري ويتذكر بحنين ابتعاده الجسدي عن بلاده. ورغم ذلك فإن مؤلف الكتاب الشهير «قبل الفجر مباشرة» يقول أنه ما زال يراقب التطورات في بلاده عبر تقنية المعلومات. المحاضر السابق بجامعة أوبافيمي أولولو تحدث بفظاظته وتعميمه المعتادين في تعليقاته حول المؤلفات الأدبية النيجيرية الجديدة. ما يفقده عن نيجريا؟ المشكلة البدنية في العيش خارج الوطن أنك تفقد تلك المكونات التى تشكل الهامك .. مجرد التفكير في الوقوف على جانب الطريق والاستماع إلى الناس يتحدثون بلغتك وسهولة الدخول الى بار حيث تتناول كاساً من الجعة الباردة مع البطاطا واللحم المحمر مع أصدقائك.. بالنسبة لي هذا أول مؤتمر لإتحاد الكتاب النيجريين اشترك فيه منذ عام 1986/1987م. كنت اتطلع لرؤية الجيل الجديد من الكتاب وآخرين من اجزاء مختلفة من البلاد يشاركون في المؤتمر. جوائز اتحاد الكتاب النيجيريين يسرني ان أرى جوائز الاتحاد وهي متاحة اكثر واكثر ليس فقط لاعضاء داخل نيجيريا ولكن ايضاً للكتاب والشعراء من خارج البلاد. اقول هذا لان هذه الاشياء تفيدنا. انها تخلق سمعة حسنة خارج البلاد واعتقد انها رائعة. المؤلفات الجديدة في نيجيريا هذا سؤال صعب جداً. جمعت مؤلفات جديدة كثيرة وأنا قلق على نوعية ما أرى ومنزعج أزاء الجوانب الفنية وعلى حقيقة ان الناس لا يدركون ان عليهم تعلم فن الكتابة. الشعور أن كاتباً لا يستخدم الكلمة الأولى التى تخطر على باله- أعتقد أن كل شخص يشعر حقيقة ان التأليف هو مجرد كتابة أي شئ فإذا بدا له جيداً فإن هذا هو المطلوب. ليس الأمر هكذا. ليس هناك أي تحديد سليم والرسومات ضبابية في بعض المؤلفات- ومع ذلك «دع ألف زهرة تنمو». والحل؟ إذا كانت هناك مسابقة ينبغي وجود معايير لهذه المسابقة. هذا يعني الاستبعاد عن المنافسة لأي كتاب لا يتميز بنوعية راقية. ورغم ذلك فإن الفائزين بجوائز اتحاد الكتاب النيجريين استطاعوا الفوز في أماكن أخرى. أتمنى ان تفوز الكتب التى نالت جوائز الاتحاد ان تنال جوائز في أماكن أخرى. دور الأداب الاعمال الأدبية في أي مجتمع تعتمد على ما يريده الناس ان يصنعوا بها. مثلاً اذا ألف أحدهم كتاباً ولكن لا احد يقرأ إنتاجه أو أنه ينشره في مكان كل الناس فيه عمى أو تنقصهم ثقافة القراءة لأشخاص آخرين فما هي جائزة هذه الأعمال؟ ان على المجتمع ان يستخدم ما ينتجه حتى تصبح المنتجات الأدبية ذات صلة بهذا المجتمع. فمثلاً إذا لم يتجاوب لينين مع بعض روايات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر التي صورت معاناة الناس في روسيا- فإن الثورة الروسية ما كانت سوف تندلع. وعندما قرأ عضو في مجلس العموم البريطاني عن الفقر في لندن في كتاب «اوليفرتويست» لشارلس ديكنز- قرر البرلمان سن قانون التعليم. ما أريد ان أقوله اذا لم تجد الاعمال الأدبية تفاعلاً في المجتمع- فإنها لن تتقدم. الكتاب والالتزام الاجتماعي التزام الكاتب الاجتماعي هو فنه. ويمكن ان يضيف الكاتب لهذا الفن بنشاطه السياسي. أكيد ان الأديب اذا كتب فإن أعماله سوف تُقرأ حتى بعد مائة عام. عادة القراءة السؤال هو كم من أعضاء البرلمان يقرؤون؟ حتى إذا لم يقرؤوا فانهم لا يشجعون أطفالهم على القراءة كذلك الناي الذين ينتقدون المشاكل في مجتمعنا لا يكاد يقرؤون. على سبيل المثال كم من الناس قرؤوا الكتب التى تغير العالم! وعليه ينبغي وجود تفاعل مستقل تماماً من جانب أفراد المجتمع على إلزامية الكتب. قد يقول بعضهم -مثلاً- ان أشعار كريستوفر أوكيقيو ليست سياسية- مع إنها إعلان للانهيار الأخلاقي لبنية المجتمع. بعد «25» عاماً من نشر كتابي «قبل الفجر مباشرة» كل الأشياء الى ذكرتها لم تجد استجابة. الأدباء وحل النزاعات في الحقيقة أقول أن الكاتب ينتج مواد بفحوى أخلاقية بينما لا يمكن حل النزاعات بصمت الفحوى الأخلاقية.. إذن الوضع ليس فيه غالب أو مغلوب. مازلت أعتقد ان الكاتب لا يمكن ان يفعل شيئاً سوى الكتابة. وما زلت أعتقد أيضاً ان التزام الكاتب هو الكتابة في محيط مؤسسي على الاخلاق. ماذا كانت إهتمامات كُتابنا منذ أموسي توتو أولها عام 1952م وأشيبي عام 1957م وسوينكا عام 1960م؟ كانت إهتماماتهم هي تشجيع الوعي الوطني واستغلال مواردنا لفائدة الجميع. على الكتاب أن يركزوا على الاعمال الأدبية التي تدور حول المشاكل الأخلاقية. ما زلت أصر أن الاداب ليس لديها وظيفة سوى ما يقدمه أولئك الذين يقرؤونها. الأعمال الأدبية لا تستطيع لوحدها تغيير أي شئ ما لم يتجاوب الأخرون معها ويفعلون شيئاً حيالها - في غياب أي تجاوب مع تلك الأعمال فإن المؤلفات لا تستطيع فعل أي شئ يذكر. عندما يكتب أحدهم رواية بالانجليزية في بلد كليبريا فانك ربما تتساءل ما فائدة الآداب في مجتمع امى؟ فلذلك يتعين علينا أن نعيد مخاطبة عقول شعبنا إلى القراءة. الكتاب كأدوات تغيير ماذا على الكتاب أن يفعلوا؟ هل يمكنهم منع حاكم من نهب الأموال أو منع وزير من سرقة أموال الدولة؟ أعضاء في البرلمان في جنوب افريقيا أساؤوا استخدام بدلات السفر بتحويلها لمنفعتهم الشخصية. بعضهم خسروا مقاعدهم وأرغم آخرون على اعادة النقود- وفي وزارة الرعاية الاجتماعية -المسئولون عن توزيع المساعدات للفقراء والعجزة استولوا على الأموال المخصصة - فأرغم اكثر من الف موظف في تلك الوزارة على توقيع تعهد بإعادة المبالغ المختلسة ليس على الكاتب أن يأمر أي شخص بالنأى عن الفساد. العودة إلى الوطن لا.. وعمري الآن 64 عاماً. ما يمكن ان افعله حيال نيجيريا على أن أقوم به من هناك في جنوب افريقيا. قبل فترة تجاوب معنا رئيس سابق وترك لنا خيارات العودة إلى الوطن. ولكن أياً من تلك الخيارات لم تكن مقبولة.