تَسَلّم د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور بالحكومة أمس رسالة من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط نقلها السفير محمد قاسم حوت بعض الأفكار المصرية لحل أزمة دارفور.ورَحّب د. غازي عقب تسلمه الرسالة أمس بالجهود والمبادرة المصرية، وقال: ستكون بيننا اتصالات للتعرف على فرص مستقبل الحل السلمي، وتابع: «نحن سُعداء بالرسالة التي تعبّر عن تضامن مصر ووقوفها مع السودان»، وقَالَ إنّها تَتعَلّق بالتشَاور مع السودان حول مجهودات الحل السلمي لقضية دارفور، وأضاف: قدمنا شرحاً حول الأوضاع في السودان وتصوراتنا لحل القضية وما نتوقعه من إسهامات لأشقائنا وشركائنا.وأشَارَ د. غازي لزيارته اليوم للجماهيرية الليبية، وقال إنّها تَتعَلّق بقضايا الأمن الإقليمي والعلاقة مع تشاد، إلى جانب التشاور العام حول قضية دارفور والتعرف على الجهود الليبية في توحيد الفصائل، وأكّد د. غازي في تصريحات أمس، أنّ برنامج الزيارة غير محدد للقاء الفصائل، وأضاف: هذا ليس الهدف من الزيارة وإنما التشاور المجمل للقضية.من جهته أكّدَ المبعوث المصري حرص بلاده على التشاور والتنسيق المستمر مع السودان، خاصة ًفي هذا الوقت، وقال إنّ السودان يمثل العمق الإستراتيجي لمصر، وأشار إلى أنّ وجوده في الخرطوم طبيعي لاستمرار التشاور والتنسيق فيما يحقق المصلحة المشتركة، وقال للصحافيين: تحدثنا عن الوضع في دارفور وأهمية الاستقرار والأمن، وأكّدَ حرص القاهرة عَلَى استقرار العلاقة بين الشريكين، وقال إنّ ما تَمّ في محكمة لاهاي بخصوص أبيي أعطى رسالة طيبة. وفيما يَتَعلّق بجهود مصر لتوحيد الحركات، قال إنّها تتم بتنسيق مع الحكومة بغرض توحيد الأجندة. إلى ذلك قَالَ د. أمين حسن عمر رئيس وفد الحكومة المفاوض في الدوحة، إنّ د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور، الذي يتوجّه اليوم إلى طرابلس سيلتقي بقَادَة الحركات المسلحة التي أعلنت رغبتها في التفاوض بحضور جبريل باسولي الوسيط المشترك وسكوت غرايشون مبعوث أوباما للسلام في السودان. وقال عمر في تصريحات له بالقصر الجمهوري أمس، إنّ اللقاء سيتم خلاله تقييم الوضع الراهن وتشجيع الحركات الموحدة، بجانب تهيئة منبر يتفق عليه اما بالتوحيد التنظيمي، - وهذا ما اعتبره بعيد المنال - أو الاتفاق على توحيد منبر سياسي وهو ما تتجه الأمور نحوه حسب قوله. وأعْلن رئيس الوفد المفاوض مجدداً استعداد الحكومة للتفاوض في أي وقت وأي أجواء سواء كانت عادية، عاصفة أو ضبابية، وأكّد أنّ الحكومة جاهزة للتفاوض ومع أي طرف له صلة بالمشكلة، وعَبّرَ عن أمله في أن تكون المفاوضات عقب شهر رمضان مُباشرةً، وأن تشمل مجموعة طرابلس التي تضم (8) حركات، وقال إنّ الدعوة ستُوجّه للحركات المسلحة كافّة بما فيها العدل للمساواة ومجموعة عبد الواحد. وكشف أمين عن أن المجتمع الدولي بدأ يضيق صدره من التكتيكات التي ترجئ امر السلام لأجل معلوم وبشروط غير واضحة، وقال إنّ الحكومة تتعامل مع الأفعال وليس النوايا وتتفاوض بناءً على ذلك، وأشار إلى أنّ غازي سيجري أيضاً حواراً مع المسؤولين في الحكومة الليبية بشأن مسار قضية دارفور وإسهام المجاهدين في حلها.