لقي فضل اللّه يس تبيدي رئيس اتحاد الصاغة السابق بولاية الخرطوم وابنه حسن ذو السبعة عشر عاماً مصرعهما فجر أمس بمنطقة أم درمان «الجميعاب» الحارة الخامسة في جريمة مروعة، فيما أُصيبت زوجته سامية وابنه إبراهيم وتم اسعافهما للمستشفى. وتم فتح بلاغ بالقسم الشمالي أمبدة تحت المادتين (130) و(139) من القانون الجنائي. وكَشَفَ مصدر مُطّلع ل «الرأي العام»، أنّه تم إلقاء القبض على أربعة مُشتبه بهم، فيما لا تزال الشرطة تلاحق عدداً من المتهمين، وأشار إلى أنّ الدوافع ما زالت مجهولة. تَتعدّد وتتنوّع الجرائم بصورة عامة وجرائم القتل بصورة خاصةً هذه الأيام بولاية الخرطوم، تقع على أفراد، وتارةً على جماعات يكتنفها الغموض في التفاصيل والدوافع آخرها جريمة أمس التي راح ضحيتها الأب «فضل الله يس تبيدي» وابنه «حسن» البالغ من العمر سبعة عشر عاماً، بجانب تأثر زوجته سامية وابنه إبراهيم بجروح خطيرة وضعتهما تحت العناية المركّزة والمكثفة. المجني عليهم أربعة يضمهم عشٌ واحدٌ بمنطقة أم بدة الحارة الخامسة، كانوا آمنين في سربهم، غارقين في نومهم، سطا عليهم الجاني ونفذا جريمته الشنعاء ولاذ بالفرار بعد مُطاردة لم تَكن فاعلة من بعض أقارب المجني عليهم الذين كادوا يمسكون الجاني الملثّم الذي يرتدي البنطلون والقميص، لكنّه أفلت منهم، ودوّن البلاغ وبدأت الأجهزة الأمنية إجراءاتها فوراً. هَول المنظر حين خروج جثماني الشهيدين الصائغ وابنه، وتسابق النساء على الجثتين وتساقط كبار السن وإغماءات الأقارب وذويهما، وتجمع وتكدس المواطنين، حالهم يُغني عن السؤال، غصة في حلوقهم، ومرارة، ووجوم يكسو وجوههم، ودموع تتقاطر، ونساء نائحات، «وألسن الخلق أقلام الحق» تكبّر وتهلّل وتلحق ذلك بسيئ الدعاء على الذي كان السبب. تتعدد الاسباب ويبقى الموت واحداً ولا رادّ لقضاء اللّه وقدره، ولكن هنالك مشاهد ومواقف تُدخل الرعب في النفوس وتزعزع القلوب وتملأ الوجوه حسرةًَ وأسىً! شاهد العيان من أقارب الضحايا يروي الحادث الذي وقع في الساعات الأولى من الصباح بأم درمان - منطقة أم بدة الحارة الخامسة «الجميعاب» جوار مسجد الشيخ مكاوي، قام به شخص ملثّم، يرتدي بنطالاً ويحمل سكيناً أخرج بها ما بداخل بطن «الأب» قبل أن تخرج روحه إلى بارئها وتفارق جسده بعد ساعة من الحادث بمستشفى أم درمان، وقد سبقه ابنه حسن، ويبقى الأمل مَعقوداً في رحمة خالق الناس مذهب البأس في شفاء الزوجة والابن الآخر، فالجاني تعدى على الجميع ولم يترك أحداً يقدم عوناً أو إغاثة لذويه.