كانت المفاجأة التي ألجمت كل من رافق السيد بروقان في جولته وطوافه حول مصنع الشفاء إنه قد كان يسأل عن كل مبنى مجاور يمر به حتى إذا جئنا إلى المبنى المقابل لمصنع الشفاء من الناحية الجنوبيةالغربية وهو ذلك المبنى الواقع في المربع «Block» الواقع جنوب المصنع وبالتحديد ذلك المبنى الواقع في الناحية الشمالية الغربية من ذلك المربع .. ما إن أعلمناه مجيبين على سؤاله قائلين بأن هذا المبنى يمثل مخزناً تابعاً للبنك الزراعي وهو مستخدم لتخزين المبيدات الحشرية.. ما أن تلقى السيد بروقان إجابتنا حتى بدا وكأنه يصيح كما أرخميدس.. وجدتها.. وجدتها. بدأ بروقان مرتاح المحيا وهو يقول، أو يرجِّح، بأن العينة التي أخذت أو يفترض ان تكون قد أخذت من تربة المصنع لا بد أنها قد أخذت من هذه الناحية الجنوبيةالغربية للمصنع، بل إنه لم يستبعد أن تكون العينة قد أخذت من أمام مخزن البنك الزراعي حيث أن مادة الإمبتا «EMPTA» يمكن وجودها في تلك البيئة كما أشار تقرير ذلك العالم الكيميائي الشهير. كذلك لم ينس السيد بروقان، حتى يأتي بناؤه لقضيته قوياً وفاعلاً، أن يتحرى ويستفهم من امكانية، أو حق، المواطن الامريكي ان يرفع قضية في مواجهة رئىس الجمهورية في محاكم السودان. وأهمية الإجابة على ذلك السؤال هي أنها، متى كانت إيجابية، تتيح للمواطن السوداني رفع دعوى قضائية في مواجهة الرئيس الامريكي في المحاكم الامريكية. ثم أعد السيد بروقان خطة للقضية مؤسساً على ان قرار الرئىس الامريكي بتوجيه ضربة لمصنع ادوية في السودان لم يقم على أسس موضوعية ولم تثبت صحة أسبابه التي بنى عليها قراره، بل على العكس تماماً فقد إنهارت أسبابه بعد ساعات من توجيه الضربة. كذلك جاء قرار الرئيس الامريكي مخالفاً للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الولاياتالمتحدة خاصة اتفاقية جنيف. ولم يخلُ خط السيد بروقان من مفاجأة وهو الذي يغمره هوي عاصف للمفاجآت. هذا ما سنعرض إليه بالسبت لنرى كيف ان هذا الخيط الأخير هو الذي أبقى الشعلة متقدة. ورفعت الجلسة ?حاشية اليوم العشرون من اغسطس تمرُّ ذكرى ضربة مصنع الشفاء.