لشهر رمضان في القرية وقع يتجلى في النفس لا يدانيه شيء في الحياة، خاصة أن جميع العائلة التي تنتمي للجد من جهة الأبناء أو البنات تجتمع وتتحلق لتناول الإفطار في ديوان «الجد الكبير» وفي هذا الجو الأسري يتفقد الحاضرون الغائب بصوت يكاد يكون موحد أنت الليلة وين «حاج أحمد» فيجيب ابنه الصغير «مصطفى» وهو جالس خلف الصفوف مع أقرانه من الأطفال الذين لا يحق لهم الجلوس في «فرشات الصائمين» وإنما يتناولون حاجياتهم من الأكل والشرب بعد ان يتناول الصائمين حاجتهم من الطعام فيجيب قائلاً أبوي الليلة مشى «فطر مع ناس الفراش» في تناول الجميع موضوع المشي للفراش بشيء من الاهتمام فيقول أحدهم والله أنا مشيت ليهم «أمس» ويجيب آخرون نحن بنمشي ليهم باكر إن شاء الله لأنه المرحوم دا كان زول واجب وما بنقطع من الواجب ويختتم الحضور حديثهم ربنا «يوسده الباردة» فهكذا رمضان في ديوان الأجداد في القري ينبض حيوية وبه حاجة ثانية لا يمكن وصفها لما تتمتع به من إلفة ومودة ورحمة وتكافل يتجسر في الخروج بالطعام لخارج المنازل «للغاشي والماشي» في حميمية وكرم لا يندثر بوفاة الجد وإنما «برحيل الجد» يحل مكانه تلقائياً كبير العائلة من الأعمام أو الخيلان فحياة المدينة المتناقضة تجعل نفوسنا تهرب في مثل الأيام لحياة وذكريات «ديوان الجد» والقرية الفاضلة.. استجداء للقيم الأصيلة.