المداومون على قراءة صحيفة (الرأي العام) وخاصة الصفحة الاقتصادية لابد وأن يكونوا قد اطلعوا على المقال الممتاز الذي كتبه السيد الدكتور يوسف محمد عبد الرازق بالمنبر الاقتصادي بالصفحة في (الرأي العام) الصادرة بتاريخ الاثنين 22/6/2009م تحت عنوان «تدني صادرات الثروة الحيوانية من المسئول»؟ تناول المقال الموضوع بمهنية عالية اضافت للقراء معلومات احصائية مفيدة عن الصادرات الزراعية في السنوات الأخيرة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ظهور سلعة البترول التي تصدرت قائمة الصادرات السودانية بديلاً للصادرات غير البترولية وعلى رأسها صادرات القطاع الزراعي يكتسب مثال السيد الدكتور يوسف محمد عبد الرازق اهمية خاصة والسلطات السودانية تبذل قصارى جهدها في اعطاء الصادرات غير البترولية دفعة قوية لاعادتها لسيرتها الاولى على رأس قائمة صادرات السودان أو قريباً منها. ليس ذلك ببعيد باذن الله اذا صدقت النوايا واتبعنا القول بالعمل وأعدنا النظر في اولوياتنا وسياساتنا الكلية والقطاعية وخاصة في النظام الزراعي بكل امكانياته الكبيرة المتنوعة وفي هذا الاطار كان مقال السيد الدكتور يوسف عبد الرازق متناولاً اسباب تدني صادرات الثروة الحيوانية والطريق لتجاوز ذلك الواقع. من ضمن مقترحات السيد الدكتور يوسف محمد عبد الرازق لزيادة صادرات الثروة الحيوانية الاخذ بنظم وأساليب حديثه للانتاج الحيواني كنظم المزارع الرعوية والمشروعات الحديثة للانتاج الحيواني إدخال الحيوان في دورة المشاريع المروية وتكامل الحيوان والنبات في مشاريع الزراعة الآلية بالاضافة إلى توفير الخدمات البيطرية المتكاملة والسيطرة على آفات الحيوان وأمراضه وتحسين النسل ومعالجة كافة المشاكل المتعلقة بالانتاج الحيواني وتسويقه. هذا حديث جيد وتدابير على طريق تحسين الاداء وترقيته في مجال الثروة الحيوانية، ولكن أقول إن هذا الاتجاه لتحديث الانتاج الحيواني سيحتاج بالضرورة الى تكاليف اضافية سيخل بميزان النسبة التفضيلية التي احتفى بها الدكتور يوسف محمد عبد الرازق الثروة الحيوانية دون الثروة النباتية التي أرجعها سيادته لارهاق الثروة النباتية لميزانية الدولة بمدخلات الانتاج الزراعي عالية التكلفة مقارنة باحتياج الانتاج الحيواني التقليدي مما يستدعي اعادة ومراجعة حسابات التكلفة والعائدات تحت أوضاع التحديث بالنسبة للمنشطين وفي أذهاننا ان الحيوان والنبات مكملان لبعضهما لمن يملك الثروتين كحالنا بالسودان. فالعمل على تكامل الحيوان والنبات لزيادة تنظيم المردود الاقتصادي والاجتماعي للقطاع الزراعي بنبغي ان يكون التوجه العام والاستراتيجية المعتمدة. ولابد من اعتراف الجميع بياطرة وزراعيين قولاً وفعلاً بأن الزراعة بشمولها تعني النبات والحيوان. وأنا أقول بأن الفصل بين النبات والحيوان ربما يكون احد أسباب تدني أداء القطاع الزراعي بالسودان.