كيف اشتعلت نار الحرب "الكامنة" في الفاشر؟    عراقي يصطحب أسداً في شوارع بغداد ويُغضب رواد منصات التواصل    ليلى علوى توشك على الانتهاء من "المستريحة" وتواصل "جوازة توكسيك"    حسن الذي عرّف كويلو بمصر    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد خليفة، كادر حزب البعث والقحاتي السابق، يتكلم عن الحقيقة هذه الأيام وكأنه أفلاطون    الدوري الخيار الامثل    عائشة الماجدي تكتب: (جودات)    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    اشادة من وزارة الخارجية بتقرير منظمة هيومان رايتس ووتش    أهلي جدة يكسر عقدة الشباب بريمونتادا مثيرة    الجيش السوداني يتصدى لهجوم شنته قوات الدعم السريع على الفاشر    المريخ يعود للتدريبات وابراهومة يركز على التهديف    برباعية نظيفة.. مانشستر سيتي يستعيد صدارة الدوري الإنكليزي مؤقتًا    يوكوهاما يقلب خسارته أمام العين إلى فوز في ذهاب نهائي "آسيا"    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    مخرجو السينما المصرية    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر جوبا.. مواجهة بعد إسدال الستار ... باقان: الوطني خايف!! .
وصف مؤتمر جوبا بأنه ناجح جداً

أُطفئت الأنوار.. وغادر المشاركون مكان انعقاد مؤتمر جوبا بضاحية نياكوري بعد ختام أعماله يوم الاربعاء الماضي، إلا أن الجدل الكثيف الذي احدثه المؤتمر لا يزال يسيطر على مجالس المدينة ونقاشات المهتمين الذين يتوقعون ان يلقي المؤتمر بظلاله على مستقبل العلاقات بين الشريكين، وربما على مستقبل الحياة السياسية في البلاد بأسرها. فمؤتمر جوبا الناجح برأي الحركة، هو للحوار الوطني الصريح والعميق، وفي الوقت ذاته من أجل الوصول الى فهم مشترك وحلحلة لمشاكل البلاد بعيداً عن المؤامرات والدسائس. أما المؤتمر الوطني فلا يرى في مؤتمر جوبا سوى محاولة معطوبة لنسف السلام والاستقرار في البلاد، ودليلاً ناصعاً على تخبط الحركة.. وعلى خلفية ذلك، أجرت «الرأي العام» هذه المواجهة الحوارية لتسليط المزيد من الأضواء الكاشفة على المؤتمر مع رجل الحركة الشعبية القوي وأمينها العام باقان أموم، وبين الدكتور كمال عبيد أبرز المهاجمين لمؤتمر جوبا، وأبرز المنافحين عن المؤتمر الوطني بحكم منصب أمين أمانة الإعلام في الحزب، فإلى المواجهة. ----------------------------------------------------------------------------------------------------- ? سيد باقان، بدأ مؤتمر جوبا بداية متعثرة، ثم لازم ذلك التعثر الختام الى جانب غياب مؤثر لأحزاب لها ثقلها السياسي؟ - أولاً، الحركة الشعبية دعت لحوار وطني، وتم تقديم الدعوة ل«28» جهة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، ولبى الدعوة وحضر الى المؤتمر «26» جهة من الجهات المدعوة، وتخلف فقط المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إلا أنه في النهاية انضم الينا نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين بوفد، وبالتالي المتخلف هو المؤتمر الوطني فقط. وهذا في حد ذاته يشكل نجاحاً. ? هناك إتهامات ظلت تطارد مؤتمركم من قبيل وجود أجندة معدة تم طبخها مسبقاً لتقدم للمشاركين؟ - المؤتمر كان منبراً لحوار ديمقراطي وحر، بدون أجندة معدة مسبقاً، واجتمع رؤساء الوفود واتفقوا على أن يقبلوا دعوة رئيس الحركة الشعبية، كما اتفقوا على مناقشة خمسة محاور كأجندة للحوار وعلى منهج لإدارة الحوار، وتمت هيكلة المؤتمر وأصبحت هنالك هيئة قيادية مكونة من كل رؤساء الأحزاب والوفود وجلسة عمومية ولجان، واتفقوا على أن يخلص المؤتمر بقرارات وتوصيات وإعلان جوبا الختامي. ? البعض يتحدث عن أنه بعد المخاض العسير في جوبا، أنجب المؤتمر توصيات هزيلة؟ - مؤتمر جوبا شهد نقاشات عميقة وصعبة وصريحة بين كل الأحزاب السياسية وكانت عملية فيها مخاض حقيقي وهذا طبعاً طبيعة الحوار. وأفضى ذلك الى إتفاق حول كل القضايا في المحاور الخمسة، وأصبحت هناك قرارات وتوصيات تمت إجازتها من كل الأحزاب المشاركة. ? هل تريد أن تقول بنجاح المؤتمر؟ - المؤتمر بالنظر الى مداولاته وهيكله ومخرجاته ناجح جداً جداً، ويمكن يكون نجح أكثر مما كنا نتوقع، وأهم شىء أن الروح التي كانت سائدة في المؤتمر كانت روحاً جديدة لحوار وطني مسؤول يخاطب القضايا بدلاً من الأشخاص والعداء المتبادل وفيه مناشدة حكيمة للمؤتمر الوطني كي ينضم للحوار. ? في ظل غياب الشريك الأكبر في الحكومة عن المؤتمر يصبح إنفاذ التوصيات والقرارات فيها شيء من الصعوبة؟ - نحن عندنا القدرة وحرية الفعل، سننفذ أي قرار إتخذناه بكل الوسائل المتاحة لنا وسنتبع آليات ضرورية لتنفيذ ما قررناه، وبالنسبة للتوصيات سنقدمها للجهات غير الموجودة في المؤتمر مثل حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب أو المجتمع الدولي، عندنا قدرة للتوصيل والتواصل مع تلك الجهات والتأثير عليها لتضع في الاعتبار توصياتنا. ? القضايا التي ناقشتموها في المؤتمر هي قضايا تحدثتم عنها في نيفاشا، لماذا لم تبحثوها مع الشريك؟ - القضايا التي ناقشناها هي فعلاً في نيفاشا وأبوجا والقاهرة وفي إتفاقية الشرق، وهي في النهاية قضايا السودان الكلية، قضايا تحقق السلام الشامل في السودان، وقضايا تتعلق بالإنتقال من أنظمة شمولية الى نظام ديمقراطي مبني على بسط الحريات وقضايا متعلقة بكيفية بناء أرضية قوية لتحقيق حياة كريمة ورفاهية للشعب السوداني، وهي قضايا لإمكانية تفادي إنهيار الدولة السودانية وتمنع العودة الى الحرب، وهذه ليست قضايا حزبين وإنما قضايا كل الشعب السوداني وقواه السياسية، ولذلك نحن نادينا كل القوى السياسية لخلق إجماع وطني حول هذه القضايا في نهاية الفترة الانتقالية. ? هذا ما كنتم تأملون فيه ولكن كيف هو الحال الآن مع رفض الوطني للمشاركة؟ - للأسف المؤتمر الوطني تخلف عن مؤتمر جوبا ولكن نحن سنتصل بهم ونشجعهم لينضموا للإجماع الوطني ولا يعزلوا أنفسهم. ? وهل تتوقع ان تكلل إتصالاتكم مع الوطني بالنجاح بعد أن فشلت إتصالاتكم السابقة في إقناعه بالمشاركة في المؤتمر؟ - هذا ما سنسعى إلى تحقيقه، ونحن متأكدون أنهم في النهاية سينضمون الى الإجماع الوطني، هم لديهم فقط بعض المخاوف والتحفظات من فقدان السلطة، لأن مبدأنا نحن ان يسلموا السلطة للشعب السوداني لينتخب حكومته في إنتخابات حرة ونزيهة، لكن نحن سنشجعهم على تسليم السلطة للشعب، فهذه لن تكون نهاية بالنسبة لهم ويمكن ان يكونوا حزب معارضة إذا لم ينتخبهم الشعب. ? برأيك ما هي جدوى البحث عن الوحدة مع الاحزاب الشمالية والمتبقي أقل من خمسمائة يوم على الاستفتاء؟ ما الذي ستفعله هذه الأحزاب للوحدة؟ - يفعلون الكثير، ففي الحوارات التي تمت في المؤتمر من قيادات الأحزاب مثل السيد الصادق المهدي ود. حسن الترابي، والاستاذ محمد إبراهيم نقد، ومبارك المهدي وخالد جادين وآخرين اسهموا في جعل الوحدة خياراً جاذباً أكثر من المؤتمر الوطني لأنهم داخلون في حوار مع الجنوبيين ويعتذرون عن الأشياء التي تمت في الماضي ويحثون الجنوبيين على أن يتحرروا من الماضي ومحاولة الاهتمام بالمستقبل أكثر ونرى كيف يمكن ان نتصالح ونعيش على أسس العدالة ويمكن ان يتم تحقيق تغييرات جذرية في بنية الدولة السودانية لتحقيق دولة يكون كل المواطنين متساويين فيها بدون أي امتيازات أو ظلم، وهذه مساهمة كبيرة جداً تتشارك فيها هذه الأحزاب. ? ألا ترى سيد باقان أن هناك تناقضاً في مؤتمر يهدف لتسريع خطى التحول الديمقراطي، وفي الوقت نفسه يتحدث فيه البعض عن مقاطعة الإنتخابات؟ - هم لا يتحدثون عن مقاطعة الإنتخابات، هم يتحدثون عن إستحقاقات الإنتخابات، فهم يريدون إنتخابات حرة ونزيهة بدون تلاعب من المؤتمر الوطني. ? لكن د. الترابي كان له حديث واضح عن مقاطعة الإنتخابات؟ - لا، هو تحدث عن الإستحقاقات الدستورية وبسط الحريات، وقال إذا لم يتحقق هذا فيجب ان يتخذ الناس موقفاً. ? هناك حديث عن نيفاشا «تو» كيف؟ - نيفاشا تو هذه يتحدث عنها المؤتمر الوطني في سياق محاولاتهم للتشويش، وما في زول بتكلم عنها تاني. ? مؤتمر جوبا الذي شاركت فيه أحزاب المعارضة الشمالية جاء وكأنه رد متأخر على مؤتمر كنانة للأحزاب الجنوبية المناوئة للحركة؟ - والله أبداً، الذي قام به المؤتمر الوطني في كنانة هو محاولة لزعزعة الحركة الشعبية، ومؤتمر جوبا هو دعوة لكل القوى السياسية بما في ذلك المؤتمر الوطني لحوار وطني، فربما كان رداً في إتجاه بناء إجماع وطني بدلاً عن المؤامرات والدسائس. ? مؤتمر جوبا الذي نظمتموه حث على بسط الحريات، وفي ذات الوقت تشكو الأحزاب الجنوبية وحتى المؤتمر الوطني من فقدان الحرية في الجنوب؟ - كيف يشكون وهم ينشطون في عقد المؤتمرات ويصرحون بكل حرية، ففي الجنوب توجد حريات كاملة. ? كيف يمكن الحديث عن حريات كاملة والمؤتمر الوطني منعته السلطات في ولاية البحيرات من عقد مؤتمراته بالولاية قُبيل إنعقاد مؤتمره العام؟ - هذا ليس بسبب إنعدام الحرية، ولكن بسبب إنعدام قواعد للمؤتمر الوطني هناك، فإذا كان المؤتمر الوطني أو آخرون ليس لديهم قواعد في الولايات الجنوبية نتيجة لسياساتهم في الماضي، فهذه إشكاليتهم هم، وليست إشكالية حكومة الجنوب التي تبسط الحريات كاملة. ? الأحزاب الجنوبية التي انسحبت من المؤتمر ومن واقع مشاركتها قالت إن المؤتمر وُظِّف لإنهاء الإتفاقية بشكل عاجل لمصلحة الأحزاب الشمالية؟ - هذا كلام غير صحيح، فمخرجات المؤتمر تنادي بضرورة التنفيذ الكامل لإتفاقية السلام. ? الأحزاب المنسحبة تحدثت كذلك عن حياكة تتم في الخفاء لإلغاء حق تقرير المصير بخلق تحالفات قبل «15» شهراً من الاستفتاء؟ - الأحزاب المشاركة في مؤتمر جوبا ناشدت ودعت لحشد الشعب السوداني ليتم التنفيذ الكامل للإتفاقية ويتم إحترام الاستفتاء وقيامه في مواعيده، والخطر يكمن في المؤتمر الوطني وحلفائه الذين يعملون على المحاولة لإلغاء حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وهذا معروف لكل الشعب السوداني وخاصة في الجنوب. --------------------------------------------------------------------------------------------------- ? من الملاحظ يا دكتور أن لديكم أسباب رفض متحركة لتبرير عدم المشاركة في مؤتمر جوبا، فهي أحياناً بسبب تأخير وصول الدعوة، وأحياناً بسبب انتقائيتها، وأسباب أخرى، ما هي الحيثيات الحقيقية لرفضكم المشاركة في المؤتمر؟ - ما قد يبدو للمراقب، أن هنالك انتقالاً من موقف الى موقف في الحيثيات التي دفع بها المؤتمر الوطني، ليس لأن الصورة لم تكن واضحة في أذهان متخذي القرار في المؤتمر الوطني ولكن لأنهم كانوا يراعون طبيعة العلاقة المعقدة مع الحركة على مستوى العلاقات السياسية والتنفيذية والاستحقاقات التي ترتبت من إتفاقية السلام، ولعلمنا أن مواقف الحركة الشعبية الداخلية ليست متماسكة وبالتالي كان لابد من إعطاء إجابات تراعي أوضاع الحركة الداخلية والمجموعات التي تتعامل بموضوعية عالية مع المؤتمر الوطني وتلك التي مواقفها متباعدة منا، وكانت المحاولة إثناء الحركة الشعبية من المضي في هذا الطريق من أوله، ولذلك كانت المعالجة في الأول رفيقة جداً، ولكن لما لم تعط المعالجات الاولية ثمارها، فقد تعاملنا مع القضية بموقف فيه درجة عالية جداً من الوضوح. ? البعض يتحدث عن أن رؤيتكم فيها شيء من الغبش.. ما هي رؤيتكم تحديداً لمؤتمر جوبا؟ - دعني ألخصها في تعبير أهل مؤتمر جوبا عن قضيتهم، فإذا تحدث مؤتمر جوبا عن أنه هو «أسمرا تو» فهذه دلالة على أن مقررات «أسمرا ون» هي المكملة للمشروع الذي تسعى إليه المعارضة الآن، هذا مربوط مع ما كانت تتحدث عنه المعارضة في فترة من الفترات عن عدم مشروعية الحكومة بحلول تاريخ «9 يوليو 2009م» فالحديث عن «نيفاشا تو» وتعديلات وردت في تصريحات عدد من الأطراف، يدل على أنها هي محاولة لنسف إتفاقية السلام، والسؤال لمصلحة من يحدث هذا؟ فنحن نعلم ان هنالك صراعاً داخل الحركة، وكان المقصود بمشاركة المؤتمر الوطني أن يستقوي به تيار في الحركة على بقية الفروع داخلها، ولذلك لم يكن الوطني حريصاً للقيام بهذه المهمة، بالذات، بعد أن فقدت المعارضة كل المنصات الخارجية التي كانت تنطلق منها. ? ألا ترى أنك تقلل من قدرة المعارضة على الفعل وتقلل من علاقاتها الخارجية بصورة تبدو فيها مجافاة للواقع؟ - لا، فالمعارضة الآن تتحدث عن «أسمرا تو» لأنه لم يعد بالإمكان أن تكون «أسمرا تو» في مدينة أسمرا، ويتحدثون عن «نيفاشا تو»، لأنه لم يعد بالإمكان أن تكون هنالك «نيفاشا تو» في نيفاشا. ? الأمين العام للحركة الشعبية ينفي أن يكون هناك حديث عن «نيفاشا تو» وعد حديثكم هذا عنها بأنها محاولة للتشويش فقط؟ - نحن متابعون أروقة التحضير لمؤتمر جوبا، وهذه لم تكن لغتنا، وإنما لغة ورقة الصادق المهدي وهي منشورة وبحوزتنا نسخة منها، بل تحدث حتى في تعديل الآليات التي تم الإتفاق عليها في نيفاشا، وقال إن تحويل قرار تقرير المصير من إستفتاء لجمهور الشعب السوداني في جنوب السودان الى آلية أن يكون برلمان الحركة الشعبية في جوبا هو الذي يقرر تقرير المصير، هذا ما قاله الصادق المهدي في ورقته، وقاله باقان أموم في تصريحاته. ? مع كل الذي ذكرته لكن ثمة حاجة لإجابة محددة حول ما هو السبب الجوهري الذي حملكم على مقاطعة مؤتمر جوبا؟ - المؤتمر الوطني لا يريد أن يعطي مشروعية لعمل يريد أن ينسف الاستقرار والسلام في السودان. لأنه لم تعد للمعارضة بشكلها القديم سواء أكانت في إطار التجمع الوطني الديمقراطي، أو في إطار العمل الذي حاولوا ان يعملوه داخل
السودان أو حتى في الأشكال القديمة التي كانوا يلتقون عليها في خارج السودان، لم تعد هذه الصيغ للمعارضة تكتسب نفس المشروعية التي كانت في السابق، المشروعية الوحيدة التي كانوا ينتظرونها هي مشاركة المؤتمر الوطني في هذا الحشد، وعدم مشاركة المؤتمر الوطني بتقديرهم حسب الحديث الذي دار في أروقتهم، ينسف فعالية أي مخرجات لمؤتمر جوبا. ? لكن السيد باقان أموم تحدث عن قدرتهم على إنفاذ هذه المقررات المنسوفة مسبقاً برأيك بالوسائل النضالية المتاحة كافة؟ - وهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يعولون على مشاركة المؤتمر الوطني وأنه سيكون هو الجهة التي ستتولى التنفيذ. ? من الواضح أنكم في الوطني ضد المشاركة ابتداء، لماذا طلبتم تأجيل انعقاد مؤتمر جوبا إذن؟ - طلبنا التأجيل لأننا كنا نعول على بعض العقلاء في الحركة الشعبية لتصحيح هذا الوضع، أما وقد فشلوا، فإن هناك تساؤلاً مطروحاً من الشارع السياسي وهو هل تصلح الحركة الشعبية كشريك إستراتيجي في المرحلة القادمة لتنفيذ إتفاقية السلام وهي تتبنى أطروحات المعارضة كما هي، وتعلم أن هذه المعارضة كانت ضد إتفاقية السلام، وضد التفاوض، وكانت ضد مخرجات الإتفاقية وآليات تنفيذها؟، فالسؤال يبقى، بعجز العقلاء في الحركة الشعبية عن إستدراك هذا الأمر هل تصلح الحركة كشريك لتنفيذ السلام في المرحلة القادمة؟ ? السؤال ذاته مطروح عليك؟ - أنا عندي شك قوي في قدرة الحركة في ان تكون حليفاً استراتيجياً لتحقيق السلام وتنفيذ الإتفاقية في المرحلة القادمة. ? عندما دعوتم الحركة لملتقى أهل السودان في كنانة شاركت الحركة بقضها وقضيضها، وعندما دعتكم لمؤتمر جوبا رفضتم المشاركة، ألا ترى أنكم في الوطني تتعاملون كما قال عرمان بشيء من «الفسالة»؟ - بالعكس، كان للأخ عرمان أن يسأل نفسه لماذا جاءت الحركة لملتقى أهل السودان بقضها وقضيضها؟ ? لماذا برأيك؟ - لأنها كانت جزءاً من التحضير لهذا الملتقى من ألفه إلى يائه، وكانت مشاركة في اختيار المشاركين والموضوعات ورئاسات اللجان، فقد كانت هناك درجة عالية جداً من الشفافية والوضوح في التعامل مع ملتقى أهل السودان، ولو أن الحركة الشعبية تعاملت مع ملتقى جوبا بنفس الطريقة التي أدار بها المؤتمر الوطني ملتقى أهل السودان لذهب المؤتمر الوطني الى مؤتمر جوبا بقضه وقضيضه. ? تتحدثون بشكل عام عن أن مؤتمر جوبا ينسف الشراكة وينقضها، ولكنكم لم توضحوا على وجه الدقة في أي بند من البنود تم هذا النقض؟ - سلوك بعض الأطراف في الحركة الشعبية هو سعي مستمر لنقض الشراكة، وأنا ذكرت أمثلة على ذلك، فعندما خرجت نتائج الإحصاء السكاني الذي كانت الحركة شريكاً في مراحل الإعداد الفني والتمويل والمتابعة له، وأقرت نتائجه في رئاسة الجمهورية، طلعت الحركة برفضه، إذن هذا فيه نسف، والحركة الشعبية كانت جزءاً من حديث المعارضة في الحديث عن إنتهاء شرعية الحكومة بيوليو 2009م، ولكنها عندما اكتشفت أنها ستكون غير مشروعة في إدارة السلطة في الجنوب تراجعت عن ذلك، فهذا السلوك المتخبط سياسياً يجعلنا نقول إن الحركة هي السبب في نسف الإتفاقية، بل ما تتحدث الحركة عن عدم إنجازه في الإتفاقية السبب فيه كانت الحركة، فما من أمر تأخر إنجازه إلا وكانت الحركة طرفاً فيه. ? ألا ترى إن إنسحاب الاحزاب الجنوبية، بالحيثيات التي ساقوها دليلاً ناصعاً على وحدوية الحركة؟ - لا، ليست كذلك، الأحزاب الجنوبية خرجت من مؤتمر جوبا لإدراكها بمدى إنتهازية مجموعة متنفذة في الحركة الشعبية، ومدى التناقض الذي تقدمه الحركة في مشروعها سواء كان للجنوب أو للشمال، وهذا الذي جعلني أعبر عن المؤتمر بحوار الطرشان، فالحركة ليس لديها برنامج لخيار هل هي مع الإنفصال أم مع الوحدة، ولذلك لن يرضى عنها الإنفصاليون ولن يرضي عنها الوحدويون، فهي حركة بدون برنامج وبدون أهداف. ? هناك إتهام مباشر من قبل ين ماثيو، بأنكم كنتم وراء إنسحاب الاحزاب الجنوبية من المؤتمر؟ ? في أي مجال نعمل نحن؟ - تعملون في مجال السياسة طبعاً؟ - في مجال السياسة أنا عندي برنامج ومشروع أريد أن أقدمه للآخرين، وأريدهم أن يؤمنوا به، فلو أني أقنعت طرفاً فرداً او جماعة أو حزباً ببرنامج فما المشكلة في ذلك، فإذا الحركة أقنعتهم بالمشاركة في مؤتمر جوبا، وأقنعناهم نحن بالخروج عنه فخرجوا، فما هي المشكلة؟ ونحن أقنعنا قبلهم أحزاب حكومة الوحدة الوطنية بعدم المشاركة. ? يبدو إن الإقناع كان بمنطق مادي وليس بمنطق سياسي؟ - هذا فيه إساءة لقوى سياسية، ومطلوب منا جميعاً أن نحترم مواقف القوى السياسية المختلفة، فعندما أقنعنا الحركة الشعبية بالعدول عن الحرب وتوقيع إتفاقية السلام، هل كان ذلك لأننا إشترينا الحركة الشعبية؟. ? ألا تلاحظ إن الجالسين على مقاعد الرافضين لمؤتمر جوبا هم الانفصاليون والمؤتمر الوطني؟ - لا، ليس لأننا وحدويون أو انفصاليون، فنحن نتعامل مع حالة سياسية عشوائية، فالطريقة العشوائية التي أدارت بها الحركة مؤتمر جوبا لم ترض الإنفصاليين ولم ترض الوحدوديين ولن ترضي حتى الذين لم يحددوا موقفاً بعد، لأن هذه الطريقة لا يمكن أن تساعد في الوصول إلى مواقف. ? هناك حديث عن خشيتكم من الإختراقات التي يمكن أن تحدثها الحركة في الشمال بعقدها لمثل هذا المؤتمر في جوبا؟ - نحن لا نخشى من هذا وفي النظام التعددي مطروح للقوى أن تتكتل وهذا مطلوب ولا يشكل مشكلة بالنسبة لنا، فنحن لا نخشى تكتلات المعارضة وقد جربنا التعامل معها في قطاع الطلاب المعروف بعدائه للسلطة أياً كان شكلها، فمنذ أن قامت الانقاذ ظلت هذه القوى تتحالف وتتنازل لبعضها البعض لهزيمة طلاب المؤتمر الوطني في الجامعات بلا جدوى.. ? مقاطعة: لكن هذا التحالف للمعارضة أفضى إلى نتائج باهرة لها في جامعة الخرطوم، نتائج ربما كانت قابلة للتمدد خارج اسوار الجامعة؟ - جامعة الخرطوم، كانت فيها إشكالية لا علاقة لها بالتكتلات، وإنما بالسلوك السياسي لطلاب جامعة الخرطوم سواء أكانوا ينتمون لهذا التنظيم أو ذاك. ? إتهامكم للحركة بتمويل مؤتمر جوبا من جهات أجنبية يظل إتهاماً بلا دليل؟ - قبل أن نثبت إتهامنا للحركة الشعبية طلبنا ان نعرف من أين تم تمويل المؤتمر بطريقة شفافة، لكن نحتفظ بحق إخراج ما يدلل على صحة إتهامنا وهم يعرفون ماذا يعني أن نقول إن لدينا معلومات تتعلق بهذا الأمر. ? بإفتراض صحة حديثك ما العيب في تمويل مؤتمر خصص لمناقشة قضايا وطنية، في وقت ترحبون فيه بالتمويل الاجنبي للانتخابات والتعداد وما إلى ذلك؟ - صحيح سؤالك في محله، فالتمويل الذي نتحدث عنه هو تمويل ملتزم به ويجيء بطريقة واضحة وشفافة لإدارة عملية يشارك فيها الجميع سواء أكان الاحصاء أو الإنتخابات أو الاستفتاء، وأعلن ذلك على الملأ وسلم لجهات محايدة فهذا تمويل مطلوب ومرغوب ومقبول، لكن، أن يتم التمويل بغير علم الأطراف المنظمة كلها والأطراف المدعوة للمشاركة ويؤخذ ذلك في إطار السرية وينكر علناً فنحن نربط ذلك بأجندة خفية ولدينا معلومات بأن أي تمويل أجنبي سرى لديه اجندة سرية، وأي تمويل معلن أجندته معلنة، فالخلط بين حالتي التمويل هاتين غير وارد أصلاً. ? هل يمكن أن تنسقوا مع الاحزاب الجنوبية المنسحبة في مجال الإنتخابات مثلاً؟ - الحوار بيننا وبين الكافة لم ولن يغلق وسيظل التنسيق مفتوحاً بيننا وبين كل الشركاء فالعمل السياسي مفتوح. ? الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، بموقفه الاخير من مؤتمر جوبا هل بات الأقرب إلى المؤتمر الوطني؟ - في هذا الحدث نعم، لكن في أحداث اخرى ربما تكون وجهات النظر متباعدة. ? ألا ترى بأنكم اضعتم فرصة ثمينة للوصول إلى تفاهمات حول قضية الإستفتاء أم القضايا كما يقولون بغيابكم عن المؤتمر؟ - وهل ناقش مؤتمر جوبا قضية الاستفتاء؟ ? يتحدثون عن مناقشتها؟ - يتحدثون.. ولكن إستمع الى خطاباتهم ما فيهم واحد خاطب قضية فليس هناك سلك ناظم بينهم سوى محاولة إقصاء الحكومة الشرعية القائمة الآن وبالعكس نحن لم نضيع فرصة، بل حفظنا للبلد فرصة أن لا تضيع قضية السودان بالطريقة العشوائية التي كانت تدار بها البلاد قبل يونيو 9891م. ونحن لم نشأ أن نعيد إنتاج الأزمة السودانية بمثل هذه المنابر، فلسنا طرفاً في كوكادام أو المنابر القديمة او الأزمة التي قادت إلى قيام نظام الإنقاذ عندما كانت القوى السياسية لا تدرى فيم إجتمعت أو فيم إختلفت، وكان الضائع هو المواطن السوداني. ? مؤتمر جوبا عكر المزاج السياسي بين الشريكين، ما هي المترتبات العملية على ذلك خاصة وأن الدورة البرلمانية الأخيرة التي هي بحاجة إلى تعاون الشريكين على وشك أن تبدأ؟ - إدارة الأوضاع في البلاد لا تدار بالأمزجة، بل تدار بموضوعية وهذه القضية متعلقة بحدث سياسي تعاملنا معه بما يناسبه، ونحن لا نتحدث عن مؤتمر جوبا بإنفعال وعندما تأتي الدورة البرلمانية المهمة والحاسمة سنتعامل معها بموضوعية كاملة. ? كأنك تستبعد أن تكون هناك تأثيرات سالبة لمؤتمر جوبا على الدورة البرلمانية المقبلة؟ - قطعاً الطريقة التي أدارت بها الحركة الشعبية مؤتمر جوبا ستؤثر تأثيرات سالبة، لكن مهما كان الأمر سنتفاداها، فالرشد في الحكم، هو أن تتعامل مع الحدث بقدر وزن الحدث، والآن نحن ليس لدينا أية مشكلة في التعامل مع باقان في لقاء أو الحديث معه في موضوع إذا تجاوزنا قضية مؤتمر جوبا، فنحن واقعيون وعمليون جدا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.