أعلنت ستة أحزاب جنوبية الانسحاب من مؤتمر جوبا، وسط اتهامات الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني بتحريض واستغلال الأحزاب الجنوبية لإفشال ملتقى الأحزاب، الذي واصل أعماله اليوم ببحث أجندة اتفاق السلام والوضع في دارفور والانتخابات. وانسحبت الأحزاب بسبب ما أسمته أجندة الأحزاب الشمالية التي تسعى لفرض الوحدة مع الجنوب، بجانب أنها تعارض وتهدد اتفاق سلام نيفاشا 2005، وقالت في بيان لها إن الأجندة وضعت دون مشاركتها. وقال مراسل قناة الشروق من جوبا هشام عبدالسلام إن الأحزاب الجنوبية انسحبت من جلسات المؤتمر بسبب أجندة قالت إنها مست حق تقرير المصير لجنوب السودان وهو ما اعتبروه مساساً باتفاقية السلام، موضحاً أن المنسحبين قطعوا بعدم العودة للمؤتمر مجدداً. وبحسب مراسل الشروق، فإن الأحزاب المنسحبة هي الجبهة الديمقراطية والمنبر الديمقراطي لجنوب السودان، وحزب يوساب وجبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحدة وهذه أحزاب مشاركة في الحكومة، بجانب حزبين خارج الحكومة، هما حزب العمل السوداني والجبهة الديمقراطية لجنوب السودان. فخ الأجندة قاد للانسحاب وأبلغ رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان، المنسحب من مؤتمر جوبا، مارتن إليا، إنهم انسحبوا من مؤتمر جوبا لأن الأجندة لم تكن معروفة لأحزابهم. وقال: "عندما التقينا رئيس الحركة سلفاكير ميارديت أكد عدم وجود أجندة مسبقة"، وزاد: "لكن أمس كانت هناك أجندة من خلال كلمات رؤوساء الأحزاب، كما أن أمين عام الحركة باقان أموم فاجأنا بأجندة مثل دارفور والتحول الديمقراطي والتعداد والانتخابات وتقرير المصير والمشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الأزرق". وأشار مارتن الى أجندة تهم الأحزاب المنسحبة لم تضمن في المؤتمر، مثل كيفية مساعدة المؤتمر في تنفيذ اتفاق السلام وتأثيره على الشريكين في إجازة القوانين التي تمهد للتحول الديمقراطي وابيي، نافياً صلة المؤتمر الوطني بقرارهم بالانسحاب من جلسات المؤتمر اليوم. "الوطني" في خانة الاتهام من جانبها، سارعت الحركة الشعبية الى اتهام شريكها المؤتمر الوطني بالعمل على إفشال مؤتمر جوبا عبر استغلال الأحزاب الجنوبية، وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية ين ماثيو في مؤتمر صحفي، عقده اليوم خصيصاً حول انسحاب الأحزاب الجنوبية، إن ما جاء في بيان الأحزاب المنسحبة ليس له أساس من الصحة. وأشار ماثيو الى أن الانسحاب لن يؤثر على أعمال المؤتمر لأنه ماضٍ قدماً في أعماله للتوصل الى مراميه، وقال إن الانسحاب تم بإيعاز من المؤتمر الوطني وفق أدلة تملكها الحركة الشعبية. وفي ندوة عقدت اليوم بمدينة جوبا قال رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي إن على أهل السودان الوقوف في وجه التحديات التي تواجه البلاد عبر الوفاق ووحدة الصف الداخلي، بينما أكد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد إن وحدة البلاد تتطلب جهود أهل السودان كافة. "الوطني" ينفي تعليق الحوار ونفى المؤتمر الوطني تعليق الحوار مع شريكه الحركة الشعبية، وأكد مسؤول الإعلام في المؤتمر الوطني كمال عبيد أن الحوار السياسي مع القوى السياسية سيستمر رغم الأداء السالب للأحزاب في بعض القضايا. وأضاف أن حزبه سيحاور الحركة الشعبية في كثير من القضايا التنفيذية والسياسية، موضحاً أن تصريحات المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني حول تعليق الحوار مع الحركة أخرج من سياقه لأن المقصود قفل باب الحوار معها حول مؤتمر جوبا ومقرراته فقط. وأكد عبيد أن باب الحوار مع الحركة لا يمكن إغلاقه "لأن لدينا قضايا سياسية وتنفيذية منها الدورة البرلمانية الجديدة"، وزاد: "باب الحوار لا يمكن أن يغلق فنحن نحاور الحركة رغم الخروقات منذ العام 1994 ورغم التضحيات التي قدمتها الإنقاذ من خيرة بنيها"، قائلاً إن الحوار هو مهر لذلك ولا بد من الصبر على الأداء السيء من بعض القوى السياسية، حسب تعبيره. مخطط قديم للمعارضة من جانبه، كشف مستشار الرئيس السودانى القيادى بالمؤتمر الوطنى علي تميم فرتاك النقاب عن محاولات سابقة لبعض أحزاب المعارضة من أجل تكوين تحالف سياسى ضد المؤتمر الوطنى. وأكد فرتاك فى تصريحات خاصة للشروق، أنه لما فشلت تحركات المعارضة فى الخرطوم اتجهت الى جوبا وقدمت أطروحات انطلت على الحركة الشعبية وتبنتها عبر مؤتمر جوبا، حسب قوله. وأضاف أن المؤتمر الوطني كان يرصد كل اجتماعات قوى المعارضة، حيث فشلت الأحزاب في تشكيل تكتل فسارعت للاتصال بالحركة لشق الصف الحكومي. وشهد مؤتمر جوبا في يومه الثاني تقسيم المشاركين في الاجتماع الى أربع لجان، لجنة المصالحة ولجنة تنفيذ اتفاقيات السلام، بجانب لجنتي التحول الديمقراطي والعلاقات الخارجية. وحول الأجندة أفاد مراسل الشروق أن الاجتماعات ماضية الآن لوضع الأجندة توطئة لرفعها الى رؤساء الأحزاب ومن ثم العمل على إخراج توصيات ومقررات المؤتمر في الجلسة الختامية بالثلاثاء. تحذيرات من تأثير المؤتمر على الاستقرار في ذات السياق، نددت بعض أحزاب "حكومة الوحدة الوطنية" للشروق، بتنظيم الحركة الشعبية لمؤتمر جوبا، الذى قالت إنه مؤتمر لتحالف قوى معارضة سيكون له تداعيات سالبة على الاستقرار السياسى بالبلاد، الأمر الذى يضعف تنفيذ اتفاقية السلام. وقال عضو المكتب السياسى لحزب الأمة "القيادة الجماعية" صلاح بريمة إن مؤتمر جوبا سيعكر صفو العلاقة بين الشريكين ويؤجج الخلافات بينهما، موضحاً أن هناك قوى لديها مصلحة في توتر العلائق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. من جهته، أفاد القيادى بالاتحادى الديمقراطى الأصل حسن عبدالقادر هلال، أنه من واجب حزبه إطفاء نيران الخلافات بين الشريكين "لأن النار إذا اندلعت لا تبقي ولا تذر"، وزاد: "المتضرر هو الوطن، والبلاد فوق الأحزاب والأشخاص والمناصب والأهواء.. وفوق كل شيء". وعبر القيادى بالمؤتمر الوطنى علي تميم فرتاك، عن أمله في أن تتمكن الحركة من دفع جلسات ومقررات المؤتمر في اتجاه خدمة قضايا السودان دون التركيز على زعزعة الاستقرار. يذكر أن المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الأصل أعلنا مقاطعتهما لمؤتمر جوبا الذي تنظمه الحركة الشعبية، بينما سارعت قوى معارضة للمشاركة، أبرزها الأمة القومي، المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي السوداني.