كشف تقرير دولي صادر في جنيف عن مصادر تسليح الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يجمع مخزونا من الأسلحة أسوة بالشمال. وقال تقرير (مسح الأسلحة الصغيرة) الصادر عن معهد الدراسات الدولية والتنمية في جنيف إن المساعدات العسكرية التي تسلمها الجيش الشعبي لتحرير السودان بعد التوقيع علي اتفاق السلام الشامل جاءت من دول كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال حربها ضد الشمال ولا سيما اثيوبيا وكينيا وكذلك ممولي الاسلحة الرئيسين في العالم مثل أوكرانيا بالاضافة الي مساعدات من دول مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وسويسرا. وعن تسليح الجيش السوداني يقول التقرير انه يشتري السلاح من روسياالبيضاء والصين وايران، وقال التقرير ان المعلومات عن تنامي القدرات التسليحيه للجيش الشعبي بدأت الظهور منتصف العام 2008م عندما تفاقمت لخلافات بين طرفي اتفاق السلام الشامل في الشمال والجنوب حول نتائج التعداد السكاني واعادة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب فضلا عن تقاسم أرباح النفط والاستعدادت للانتخابات وهو ذات العام الذي شهد اعنف مواجهات بين القوات المسلحة الجيش الشعبي في منطقة ابيي. وتؤكد ثائق ومستندات جمركية ومصادر مقربة من الجيش الشعبي ان مساعي اعادة تسليح الجيش الشعبي بدأت منذ منتصف عام 2006م في اطار عملية طويلة لتحديث الجيش الشعبي فمنذ سبتمبر 2006م بدأت معدلات الانفاق علي الجيش الشعبي في الارتفاع وتزامن ذلك مع تسلم الجيش الشعبي اسلحة خفيفة ودبابات والجيل الثاني من صواريخ (اس أي 16) المضادة للطائرات التي يمكن حملها علي الكتف كما ان الاسلحة الخفيفة التي جمعت من المواطنيني في جونقلي ما بين منتصف عام 2007 ونهاية العام 2008م اعيد توزيعها علي قوات الشرطة المحلية . ويضيف التقرير ان اعادة تسليح الجيش الشعبي بعد عام 2005م كان امرا منطقيا بالنظر الي مجابهتها للتحديات الامنية داخل الجنوب وتحويل الجبش الشعبي الي جيش نظامي والدغاع عن حدود جنوب السودان لكن شحنات الاسلحة التي وصلت مؤخرا الي جوبا لا تشير الي ذلك . وقال التقرير ان الجيش الشعبي تلقي مساعدات من حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وسويسرا وبالاضافة الي ذلك ساهمت شركة امنية امريكية خاصة هي (دينكورب) الدولية في تدريب الجيش الشعبي ومده بمركبات لوجستية. واشار التقرير الي ان الشرطة التابعة للامم المتحدة في الكرمك رصدت في الثالث من يوليو 2008م مرافقة جنود من الجيش الشعبي لتحرير السودان مدججين بالسلاح لدبابات من طراز تي (18 ? 55) خلال نقلها من داخل اثيوبيا وقد زعم الجيش الشعبي ان هذه الدبابات كانت في طريق عودتها من اثيوبيا بعد صيانتها هناك ولاحت الشكوك نحو اثيوبيا مرة اخري استنادا الي التقرير في العاشر من اكتوبر 2008م عندما لاحظت قوات اليونمس تفريغ طائرة شحن اثيوبيا من طراز (سي 130) لحمولة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وقد زعمت الحركة الشعبية ان هذه الأسلحة جاءت من اثيوبيا لتعرض في معرض دولي بجوبا لفترة وجيزة وستتم اعادتها من حيث جاءت. علاوة علي ذلك فإن قوات اليونميس اكتشفت شحنتين من الاسلحة الصغيرة تحوي نحو ألف قطعة سلاح خفيفة في ملكال ما بين 14 الي 16 نوفمبر 2008م وقد ذكر الجيش الشعبي انها قادمة من اثيوبيا بينما قالت حكومة الجنوب انها شحنت جوا من جوبا لكن تفارير هيئة الطيران المدني بمطار جوبا نفت مغادرة أي شحنات من الاسلحة الي مطار جوبا خلال الفترة المذكورة آنفا. ويتوقف التقرير طويلا عند حادثة سفينة الشحن التي استولى عليها قراصنة صوماليون وكانت محملة بعشرة آلاف طن من الاسلحة الثقيلة والخفيفة وفي طريقها الي ميناء ممبسا الكيني ومنها الي جنوب السودان وكان من بين محتويات الشحنة دبابات من طراز (تي 72) وصواريخ مضادة للطائرات وقض ذكرت مصادر دبلوماسية وكذلك الناطق الرسمي باسم الاسطول الامريكي في المحيط الهندي ان شحنة الاسلحة التي تؤكد وثائقها انها تابعة للجيش الكيني هي في الواقع في طريقها للجيش الشعبي لتحرير السودان وقد نفت الحكومة الكينية وحكومة جنوب السودان صحة هذه الانباء لكن معد التقرير يقول انه تلقي تأكيدات من مصادر دبلوماسية وعسكرية مقربة من الجيش الشعبي ان هذه الشحنة من الاسلحة صنعت لجنوب السودان ويكشف التقرير عن زيارة قام بها رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي السابق الفريق اوي دينق اجاك لاوكرانيا مطلع العام 2006 اعقبها وصول دبابات اوكرانية لمدينة جوبا.