انتظر الجميع داخل وخارج السودان فرحة وسعادة عبر بوابة الهلال الذي اقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق الحلم الأفريقي الكبير وهو الفوز بلقب دوري أبطال أفريقا، وهي البطولة التي لم تعرف طريقا إلى السودان حتى الآن ولكن هذه الفرحة تقهقرت وأصبحنا نحتاج إلى معجزة لتعويض هذه الخسارة الكبيرة التي عرض لها الفريق الأزرق على أرضه وبين جماهيره وبعدد وافر من الأهداف يصعب تعويضه، ورغم ذلك يبقى أملنا في الله كبيرا، ونعلم أن هنالك قاعدة تقول « لا مستحيل تحت الشمس» وبمثلما فعلها الزامبيين في أرض الهلال بامدرمان يمكن أن يفعلها الهلال في زامبيا مادام هناك طموح ورغبة في التعويض. المهمة أصبحت صعبة وتحتاج إلى إعداد من نوع خاص والى لاعبين استثنائيين غير الذين شاهدناهم داخل ملعب الهلال عشية المباراة الكارثة، إن لم يتسلح اللاعبون بروح قتالية عالية وتخلوا عن تلك السلبية التي لعبوا بها في أمدرمان لن يحققوا شيئا وستكون الخسارة مصيرهم ويمكن أن تكون بعدد أكبر من الذي استقبلته شباكهم على ملعبهم. كلنا ثقة في لاعبي الهلال في مباراتهم المقبلة وهي مباراة رد اعتبار الكرة السودانية أولا ورد اعتبار الهلال ثانيا ورد اعتبار اللاعبين لأنفسهم بعد أن وصلوا إلى ما وصلوا اليه حاليا من حب وتقدير من هذه الجموع الغفيرة التي ظلت تقف إلى جانبهم حتى وهم يتلقون هذه الخسارة الكبيرة، وما حدث من جمهور الهلال عشية المباراة والتدريبات التي جاءت بعدها وكذلك مباراة كاس السودان أمام أهلي شندي يؤكد عظمتها وحبها لنجوم الفريق وللهلال العشق الأبدي. الخسارة التي تعرض لها الهلال لم تكن في الحسبان رغم أنها في كرة القدم والكرة تعطي من يعطيها وكانت كبيرة وفاجعة للجميع ولم يكن أحد يتوقعها بهذا الحجم، وقطعا الهزيمة وراءها أسباب ويجب أن تعالج هذه الأسباب إن أردنا الاستمرار في مثل هذه البطولات الكبيرة. وبمثلما ننتظر المعجزة من فتية الهلال أيضا ننتظر من أبناءنا في المنتخب الأول أن يحققوا لنا نتيجة ايجابية في مباراتهم المقبلة أمام مالي في باماكو والعودة بنقاطها لتحقيق حلم التأهل لانجولا 2010 بعد أن ودعنا مونديال جنوب أفريقيا ، ورغم الإحباط الذي تعيش فيه القاعدة الرياضية هذه الأيام نتعشم في لاعبينا في المنتخب أن يزرعوا الفرحة في هذه الجماهير الصابرة. مطلوب من المنتخب والهلال إعادتنا إلى المنافسة من جديد واثبات جدارتنا بالاستمرار مع الكبار لكي نثبت للعالم بأننا فعلا من مؤسسي الاتحاد الأفريقي ورواد الكرة في العالمين العربي والأفريقي وان السودان يمتلك مواهب جيدة تحتاج إلى الرعاية والتخطيط فقط. متفرقات @ دخلت إستاد الهلال يوم الأحد الماضي وكنت امني النفس بمشاهدة الهلال الذي بهرنا في السنوات الماضية وفي المباريات التي سبقت هذه المباراة الكارثة ولكن الهلال لم يكن في يومه وغادرت الملعب بعد ولوج الهدف الثالث عسى ولعل ينصلح الحال ولكن جاءت الخسارة بخماسية قاسية. @ من خلال تواجدي في ملعب الهلال بعد غياب لأكثر من 12 سنة كنت امني النفس بالمتعة بتابلوهات الجماهير التي حدثنا عنها الإعلام ونحن خارج الوطن ولكن وجدت أن الجمهور مازال في سلبيته، ووجدت عددا كبيرا من الجماهير يحمل علم الهلال ولكنه مطويا بين يديه وعلمت بأنهم اشتروه للاحتفال به بعد المباراة، عجبي!. @ جمهورنا مزال في عادته السيئة وهي الفرجة وعدم التشجيع إلا مع الهدف ولو استمر التشجيع بمثل بداية المباراة لسجل الهلال خمسة أهداف ولما وصل مازمبي مرمى المعز، وبعد هدف التعادل السريع الجمهور توقف عن التشجيع وأصابه الدوار الذي أصاب اللاعبين كما ذكر علاء الدين يوسف. @ حسنا فعل جمهور الهلال وهو يستقبل اللاعبين بالتشجيع في مباراته أمام أهلي شندي لرفع روحهم المعنوية وفي انتظار تحقيق هذه النتيجة التي جاءت في شباك أهلي شندي في شباك حارس مازمي المستفز في لقاء الإياب. @ منتخبنا غادر الى مالي في صمت وسيخوض المباراة في صمت ونتمنى أن يستفيد الجهاز الفني من هذا الصمت ويحقق نتيجة ايجابية بعد أن وصلنا إلى قناعة تامة بان اللاعب السوداني لا يعطي شئيا إذا مدحناه ويتأثر بالإعلام سلبا. @ كل الأمنيات للمنتخب والهلال بتحقيق نتيجة جيدة في مباراتيهما المقبلتين والعودة بعدد وافر من الأهداف والنقاط ومواصلة المشوار.