تعرفون (المشبه به) .. إنما هل سمعتم بالمشبه ب (تشبيهه) ؟! .. كلا .. ليس مصطلحاً خاملاً في أبواب التشبيه بكتب البلاغة، بل جملة طرأت في ذهني لوصف تشبيهي ل حُمَّى الرئيس الأمريكي (أوباما) التي انتشرت في شتى بقاع العالم .. ارتفعت في مناطق .. وانخفضت في أخرى .. وتراوحت بين انخفاض وارتفاع .. إلى أن أفرزت فوزه بجائزة نوبل للسلام ب (تشبيه) آخر ! .. أما المشبه بتشبيهه فهو الأستاذ الأديب (محمد عثمان إبراهيم) الكاتب المُجيد الذي كتب قبل بضعة أشهر مقالاً موضوعياً رائعاً بصحيفة الأحداث بعنوان (الماما غراندي في الخرطوم)، تناول فيه ظاهرة الاحتفاء المحموم بشاعرة، شابة .. شبهها ب (الماما قراندي) بطلة قصة (الأم الكبيرة) للأديب الكولومبي الكبير (ماركيز) ! .. وهي قصة سيدة تولت مقاليد حكم أبيها على (ماكوندو) قرية ماركيز الخيالية ثم عمرت طويلاً، قبل أن تموت، فيخلع عليها نعي الصحف المهيب، المصحوب بصورة جميلة لها في أيام شبابها، قداسة وجلالاً، الأمر الذي دفع رئيس جمهورية (ماركيز) الخيالية، إلى أن يختم خطابه بطلب لحظة صمت حداداً على وفاتها ! .. وهكذا : أسوة بأعلى سلطة في البلاد فجع الشعب بموت الأم الكبيرة التي لا يعرف عن أمومتها شيئاً .. وأُعلن الحداد الوطني لتسعة أيام بلياليها .. وعندما طار خبر حزن الجمهورية الماركيزية على رحيل الفقيدة إلي (روما)، قرر قداسة البابا أن ينطلق بنفسه لحضور الجنازة ! .. وهكذا أيضاً : زادت مباركة الإمبراطورية المسيحية المتمثلة في حضور قداسة (البابا) جنازة “الماما قاندي” زادتها شأناً على شأن، و كللتها قداسة على قداسة ! .. حسناً بصرف النظر عن اختلافي أو اتفاقي مع رأيه في نتاج الشاعرة لم أجد أبلغ من منطق الأستاذ (محمد عثمان إبراهيم) ليكون (مشبهاً بتشبيهه) في معرض إشارتي إلى الوقفة العالمية المُنبهرة من إنجازات الرئيس (أوباما)، والتي سوف تزداد انبهاراً على انبهار وتسليماً على تسليم، بعد قرار مباركة امبراطورية (نوبل) الفكرية، الثقافية، العلمية، السياسية، سويدية الهوية، عالمية الهوى لجهوده المُجددة، ومنهجه المحاور، المهادن، من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية” ! .. هل توافر للرجل الوقت الكافي لتحقيق ما وعد ويجتهد لتحقيقه ؟! .. قطعاً لا .. هل تم منحه الجائزة تشجيعاً له على المسير في طريق العمل السياسي المسئول ؟! .. ربما .. بعض الصحف الأمريكية الرئيسية نفسها أعربت عن (استغرابها) وإن كانت لم تتبرع بإجابة شافية على السؤال الكبير : (لماذا) ؟! .. لماذا و(الطرقة) الأولى في صاج (عواسة) السياسة الأمريكيةالجديدة، لمَّا تعلن عن نضجها بعد ؟! .. ولماذا هنا .. ليس دافعها التشكيك في أحقية الرجل بالجائزة الاستباقية، بل هي تساؤل عن ماهية المنجز السياسي (الكامل) الذي حققه (بالضبط) في هذه الفترة الخاطفة جداً (بكل المقاييس) ؟!