في صمتٍ ودون أن يَحس بها أحد غادرت بعثة منتخبنا الوطني الاول الى مالي لأداء مباراة الامل الاخير أمام منتخب مالي في الجولة قبل الاخيرة للتصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2010م وأمم أفريقيا من نفس العام المقامة عصر الغد بباماكو أملاً في تحقيق معجزة بالفوز أو التعادل وننتظر خسارة بنين بأرضها من غانا على أن نحقق الفوز في الجولة الاخيرة على بنين! غادر منتخبنا دون أي اهتمام من الدولة كالعادة ولا من القاعدة الرياضية، ودون أن يجد نفرة دعم كما وجدها الهلال والمريخ، التي قادها الوزراء من أجل الظهور والدعاية، ولا أحد منهم يعلم أن منتخب السودان له ارتباط أو يشارك في منافسة تتطلّب دعمه ومؤازرته من كل أهل السودان. ليس غريباً ما يحدث للمنتخب لأنّنا في السودان نضعه دائماً على الهامش ونتعامل معه على أنه منتخب الاتحاد وليس منتخب الوطن دون أن نَتَعلّم من كل الشعوب التي تضع المنتخب في مكانة الوطن تقبل الجماهير على مبارياته اكثر من اقبالها على مباريات الاندية. يتسابق الجميع للوقوف خلفه ودعمه يحملون أعلام الوطن ويلوّنون بشرتهم بألوان العلم! عندما يلعب اي منتخب في أي بلد تجد أعلام الوطن على السيارات وعلى ساريات المنازل والمكاتب وتغطي المدرجات.. وفي السودان منيت نفسي كثيراً في ايام مباريات المنتخب ان أرى علم السودان مرفوعاً على سيارة أو منزل أو أرى مشجعاً يزين وجهه بألوان العلم، حتى في الصحافة الرياضية تجد خبر المنتخب على الهامش وآخر الخطوط.. حتى في يوم المباراة وأذكر في يوم مباراة السودان وغانا بالسودان كان خط احدى الصحف الرياصية (الكاردينال يؤكد اتفاقه مع قودوين) ولم تشر تلك الصحيفة الى مباراة المنتخب! أتمنى ان نتعلّم من العالم من حولنا وللننظر الآن لما يحدث في نهائيات كَأس العالم للشباب المقام بمصر وكيف يَرتبط المشجع بمنتخب بلاده لدرجة البكاء بحرقة في حالة الخسارة والفرح بجنون في حالة الانتصار. صحيحٌ أن تصرفات المدرب قسطنطين مع الجمهور والإعلام واللاعبين خلقت جفوة ولكن هذا ليس مبرراً أن نترك ونهمل المنتخب الذي يمثلنا وهو رمزنا.! قلبي على منتخب بلدي من اهل بلدي البحرين وحسن وأبو جبل تلقيت رسالة من الاستاذ عبد الله عاشور رئيس القسم الرياصي بصحيفة «الوطن» البحرينية طلب مني الإسهام معهم بزاوية عن مباراة البحرين ونيوزيلاندا المقامة اليوم في الملحق الآسيوي المؤهل الى تهائيات كأس العالم 2010م باستاد البحرين ضمن عدد من الصحافيين العرب. لم أتردّد لأنّ البحرين تمثل آخر آمال عرب آسيا ولها في قلبي مكانة كبيرة وعدد كبير من الأصدقاء الذين اعتز بمعرفتهم، وأتابع بإعجاب الطفرة الكبيرة التي تمر بها وقد كان المنتخب البحريني الاقرب للصعود لمونديال 2006م بعد أن أخرجته تيرلاند بالتعادل السلبي ذهابًا والاياب بهدف لكل بالمنامة، وأتمنى أن يستفيدوا من هذا الدرس اليوم وهو نتاج لاهتمام الدولة ورعايتها للرياضة بعد أن استعانت بكل الخبراء وعلى رأسهم ابن السودان د. حسن أبو جبل الذي شغل منصب المدير الفني للاتحاد ووضع برنامجاً متكاملاً للتطوير يبدأ بالاهتمام بالمراحل السنية وإلزام الاندية بإنشاء فرق لكل الاعمار ووضع لها منافسة بجانب تكوين منتخبات سنية وتوفير الاحتكاك لها مع تشجيع اللاعبين على الاحتراف الخارجي، وبالفعل تم تنفيذ البرنامج ووجد اللاعبون البحرينيون فرصاً عَديدة للاحتراف في السعودية والامارات وقطر وسويسرا وبالتالي جنت البحرين ثمار مَازَرَعت ومازالوا يطالبون الدكتور أبو جبل بالعودة لمنصبه. كل الأمنيات للبحرين بالتوفيق وتحقيق انتصار يُسهِّل المهمة في لقاء العودة بنيوزيلاندا.